ترى اية نتائج ستترتب على انتخابات العاشر من تشرين؟ أظن أن الاجابة عن هذا السؤال تحدده الظروف التي ستجرى فيها الانتخابات. ومن السابق لأوانه التكهن بشيء، لكني أتمنى ان تكون الانتخابات المقبلة فرصة حقيقية للتغيير الذي ننتظره جميعا، وقد لا يختلف احد معي إن قلت إن المقدمة السليمة تعطينا نتيجة سليمة.
ها أننا نودّع أضخم مناسبة يعيشها المسلمون سنويا، ويحيون مراسيمها في مدينة كربلاء المقدسة، إنها زيارة أربعينية الإمام الحسيني (ع)، التي تفوق في أي تجمع بشري عبر التاريخ، وما يجعل هذه المناسبة مختلفة عن سواها من المناسبات، أنها تتكرر كل سنة في نفس التوقيت، لكن بأعداد أكبر وبمخرجات إيجابية.
نستنتج ان الامام الحسين كان مثالا لمنظومة خلقية ومبدئية تأبى الخضوع لمنظومة اخرى يمثلها يزيد، وان الحسين خرج متسلحا بهذه المنظومة من اجل اصلاح امة جده التي اخذ الانحراف في منظومتها الخلقية ينخر فيها منذ اللحظات الاولى لوفاة الرسول لتصل الى ذروة ازمتها الأخلاقية.
برغم ضعفها كأنثى وهول المنظر ومآسي الحرب لم تهن أو تضعف بل بالعكس استطاعت ان تتفقد النساء والاطفال وتعيد روعة النفس لمن هزه المنظر وكارثة الفعل، أثبتت في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها، أبدت تجلّداً وصبراً قياسيّاً.
هذه المصيبة العظمى التي لا نظير لها في التاريخ الإلهي. علماً انّ الله تعالى لا تاريخ له لأنّه الأبدي الأزلي، وهذا التّعبير مجازي، ولكن على طول هذا التاريخ الذي ليس له بداية ولا نهاية، وكما وردت في الروايات، فإنّه لا توجد مصيبة عظمى كمثل هذه المصيبة أي مصيبة عاشوراء.