الأجواء رمادية في بيت الوسط… اعتذار أو لا اعتذار؟
الأجواء رمادية في “بيت الوسط”، وأوساطه تعتصم بالصّمت إنفاذاً لقرار للرئيس المكلّف سعد الحريري بعدم المقاربة العلنية لموقفه، وعدم الإنجرار إلى ايّ سجال يسعى البعض الى جرّ الرئيس المكلّف اليه. في وقت تؤكّد مصادر قريبة من القصر الجمهوري ان لا جديد يُذكر على خط الاتصالات، ولا يزال رئيس الجمهورية ميشال عون يؤكّد انّ الاولوية هي لتشكيل حكومة سريعاً، وهو بالتالي ما زال ينتظر ما سيقرّره الرئيس المكلّف، ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وبحسب مصادر موثوقة، فإنّ الحديث عن اعتذار الرئيس المكلّف عن تشكيل الحكومة، مصدره منصّات اعلامية وغير اعلامية، بدت في الآونة الأخيرة وكأنّها متخصّصة في قياس المسافات، فتارة تقول انّ الحريري صار على بُعد قريب من قرار الإعتذار، وتارة أخرى تقول انّ اعتذار الرئيس المكلّف او عدمه، لا يزالان على بُعد متساوٍ. وفي الوقت نفسه تختلق سيناريوهات افتراضية أو بالأحرى تضليليّة لحوارات لم تحصل، وخصوصاً بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، توحي وكأنّ مروّجي هذه السيناريوهات او الحوارات، كانوا طرفاً مشاركاً في لقاءات بعضها حصل بشكل مغلق لا ثالث معهما، وبعضها لم يحصل.
ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن اعتذار وشيك للرئيس المكلّف، قالت المصادر الموثوقة: “من بداية الامر، حينما تصاعد الصراع بين الحريري وعون ومن خلاله جبران باسيل، سمعنا من مقرّبين من الحريري كلاماً يفيد بأنّ اعتذاره مطروح على الطاولة الى جانب مجموعة من الخيارات الاخرى. ويبدو انّ موقف الحريري ما زال متساوياً حيال تلك الخيارات كلها”.
اضافت المصادر: “لا نريد ان نستبق موقفه بحسم الاعتذار او عدمه، ولا نريد ان نتحدث عمّا في النيات، فحتى الآن لم نسمع منه أنّه حسم قراره وسيعتذر، نسمع عن ذلك فقط في الاعلام ومن بعض خصوم الحريري. علماً انّه لو كان قد حسم خياره بالاعتذار فلماذا لم يعتذر بعد؟”.
واستدركت المصادر قائلة: “نفترض انّ خيار الاعتذار على طاولة الحريري، فلو انّ مفاعيله ستكون ايجابية على الرئيس المكلّف، فبالتأكيد هو لن يتوانى على اتخاذ هذه الخطوة، ولن يتأخّر فيها. اما اذا كانت مفاعيله سلبية، فالامر البديهي انّه سيتريث، ولن يتسرّع في اتخاذ خطوة من هذا النوع. وفي أي حال فلننتظر ما ستحمله الايام المقبلة، وفي ضوء ذلك يتحدّد الخيط الابيض من الخيط الأسود”.
واكّدت المصادر انّ التواصل بين الرئيسين بري والحريري مستمر منذ عودة الرئيس المكلّف من سفرته الخارجية، وللبحث صلة بينهما في ضوء حركة الاتصالات التي تجري على أكثر من خط، وخصوصاً بين “حزب الله” وفريق رئيس الجمهورية، وكذلك على مستوى الثنائي الشيعي، وكذلك على بعض الخطوط الديبلوماسية، التي نشطت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وعلى مسافة ايام قليلة من الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية انتوني بلينكن، وفرنسا جان ايف لودريان والسعودي فيصل بين فرحان.