القائد الليثي المقدام
القسام - خاص :
هم أصحاب العزيمة التي لا تلين، والهمة التي لم تضعف أو تستكين، وهي تضحيات أولئك الأبطال الذين رسموا بدمائهم الزكية الطاهرة خارطة الوطن، فكتبوا ببريق دمائهم بطولات وبطولات.
نتكلم اليوم عن شهيد مضى، نحسبه ولا نزكي على الله أحد، من الذين تركوا بصمتهم في كل الميادين، وتقدموا الصفوف، ورفضوا الركود، فكانوا من المرابطين على الثغور، ينتظرون عدوهم بكل شوق لايلامهم.
الميلاد والنشأة
ولد قاسم بن محمد قاسم في مدينة غزة - حي الشيخ رضوان في يوم شديد المطر، وهو ينتمي لأسرة تعود أصولها لمدينة المجدل، ونشأ وترعرع وهو يتغنى بحب لقاء الله، فقد تعلق قلبه بمسجد التقوى، فكان محافظًا على أداء الفرائض في المسجد، إلى أن أصبح محفظًا للقرآن الكريم في مسجده، وأميرًا للجنة العمل الجماهيري أيضًا.
تمتع قاسم بصبره وقوة تحمله، وكتمانه الشديد للآلام والأوجاع، وقد كان قاسم محركًا قدوة لإخوانه في ساحات العمل الجهادي، مربيًا مجاهدًا في ميدان العمل التربوي والدعوي. كما تميز بحسن الخلق، والابتسامة الدائمة.
التعليم
تلقى قاسم تعليمه الابتدائي في مدرسة غزة الجديدة، ثم انتقل إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي في المرحلة الإعدادية، ثم انتقل إلى مدرسة فلسطين الثانوية لينهي الدراسة، وينتقل إلى الجامعة الإسلامية، ليلتحق في قسم الدراسات الإسلامية، لتكتمل ملامح بناء الشخصية الإسلامية عند قاسم.
مجاهد قسامي
انضم قاسم إلى صفوف كتائب القسام بعد انتهائه من دراسة الثانوية، وعاش حياة الجندية في السمع والطاعة وتنفيذ المهام الموكلة إليه، فتدرج في القسام إلى أن كلف بقيادة فصيل النخبة، فوصفه محبوه بالقائد الليثي، والليث المقدام.
تميز في عمليات حفر الأنفاق الماجدة، وكان يتقدم الصفوف الأولى في الإعداد والتدريب والتجهيز، ففي كل ميدان له أثر وبصمة تدل على إقدامه وبسالته وهمته العالية.
استشهاده
رحل الحبيب قاسم بعد جهاد طويل، وكان على موعد مع الشهادة بتاريخ 2014/8/3م، حين تم استهداف المكان الذي يكمن فيه مع رفيقه الشهيد (أبو صامد أحمد) بطائرات العدو الصهيوني، وهو في الصفوف الأولى، والأماكن المتقدمة.
ليمضي إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً.