بوينغ 707.. نا

بوينغ 707.. نابلس


2021-07-09 00:28:00
نابلس– الحياة الجديدة– بشار دراغمة- يظل الفرح حالة استثنائية في فلسطين، ومحاولات اقتناصه مرهونة بتجارب فردية تحاول أن تصنع واقعا مختلفا يتسلل عبره شيء من فرح مؤقت، ومصدره تجربة فريدة ربما تصبح اعتيادية مع مضي الأيام.
يطل شاب عشريني برأسه من نافذة طائرة ركاب حطت في رحلتها الأخيرة عند المدخل الشرقي لمدينة نابلس، كل الملامح التي ارتسمت على وجهه تفيض بمشاعر الفرح المؤقت، فهذا الشاب لأول مرة في حياته يصعد سلم طائرة، ويتنقل بين أجزائها مثل طفل فرح ما اتاه والده من ألعاب، لكنه يدرك في ذاته أن ألعابه ستصبح مملة في اليوم التالي وسيحتاج إلى مصدر آخر للفرح.
وتحولت الطائرة التي جلبها رجلا الأعمال عطا وخميس الصيرفي في العام 1999 من منطقة طبريا إلى مزار للكثيرين لمشاهدة طائرة حقيقية عن قرب، والتقاط الصور على سلمها وبداخلها، في الوقت الذي حُرم فيه الفلسطيني أن يكون له مطار بعد تدمير مطار غزة الدولي، وبالتالي أصبح السفر بالطائرة حلما يراود الكثير من الفلسطينيين الذين حرموا منه.
وجدد الأخوان الصيرفي حلمهما بتحويل الطائرة إلى مطعم، بعدما حالت الظروف واندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000 من تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، لتؤجل الفكرة 22 عاما وتعود من جديد بذات الفكرة وهي "مطعم الطائرة الفلسطينية– الأردنية" وهو الاسم الذي اختاره الأخوان الصيرفي لمشروعهما بحكم العلاقة الأردنية الفلسطينية.
ويؤكد عطا وخميس الصيرفي أنهما يسعيان دوما للاستثمار في مجالات تدخل السعادة والفرح في قلوب المواطنين إدراكا منهما لحجم المعاناة التي يعيشها شعبنا بفعل الاحتلال وممارساته على الأرض، فسابقا نفذ الأخوان مشروع القطار المتنقل في نابلس، الذي ما زال يعمل حتى اللحظة، مؤكدا أن المشروع كان مصدرا لفرح الصغار والكبار على حد سواء كون فلسطين فقيرة في المشاريع السياحية، وبالتالي تظل مثل هذه الأفكار نوافذ للفرح والسعادة رغم بساطة الأفكار، كما نفذا أيضا مشاريع أخرى تتعلق بالجانب السياحي.
ويعتبر الشقيقان الصيرفي علما من أعلام نابلس، كونهما لا يتحركان إلا مع بعضهما ويفضلان المشي على ركوب وسائل النقل، ويرتديان دوما ملابس مماثلة، حتى أصبحا من المشاهير في نابلس ويعرفهما الكبير والصغير.
ولا يتخيل الشقيقان حياتهما إلا بهذا الشكل، وحتى تفاصيل حياتهما يعتبرانها مصدرا للابتسامة لدى الآخرين نظرا للشبه الكبير بينهما في كل شيء.
ويتطلع المواطنون في نابلس باهتمام لافتتاح المطعم الطائرة وينتظرها بدء المشروع بترقب كبير، وبالنسبة للمواطن محمود ناصر فإنه سيكون متواجدا في اليوم الأول لافتتاح المطعم الطائرة كونه حرم على مدار 40 عاما من عمره من ركوب الطائرة، ويريد أن يعيش الأجواء حتى لو كانت منقوصة، مضيفا "هي تجربة لا بد من خوضها، الاحتلال يكبل كل تفاصيل حياتنا، لا يوجد لدينا مطار ولا قطار ولا شيء من الأساسيات التي باتت في دول العالم، وبالتالي ننظر لكل شيء بلهفة واستغراب، لان هناك احتلالا يمنعنا حتى من مجرد الفرح".
هكذا هي حياة الفلسطيني الذي يحاول اقتناص الفرحة من بين أنياب غول الاحتلال رغم كل المعوقات والآلام، فما زال الفلسطيني متمسكا بكل ثوابته ويصر على تحقيق حلمه، وهو ينشد "أهلا بالحياة".
ملفات ذات علاقة

Related Keywords

Gaza , Israel General , Israel , Galilee , Ha Afon , Jordan , Palestinian , Bashar Daraghmeh , Boeing , Business Atta , Thursday Serafi , Airport Gaza , Jordan Palestinian , காஸ , இஸ்ரேல் , கலிலீ , ஜோர்டான் , ப்யாலெஸ்டிநியந் , போயிங் ,

© 2025 Vimarsana