الثلاثاء ٠٦ يوليو ٢٠٢١ - 02:00
متلازمة تكيس المبايض هي أحد الأسباب الرئيسية لمشاكل الخصوبة لدى النساء، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى في وقت لاحق إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. وتثار العديد من التساؤلات حول متلازمة تكيس المبايض وهل هي وراثية؟ وعن أهم أسبابها الأخرى، لذا حاور الخليج الطبي الدكتور هشام يوسف حسن يوسف، اختصاصي الوراثة الجزيئية في المستشفى العسكري.
*
متلازمة تكيس المبايض polycystic
syndrome
هي حالة تصيب النساء في سن الإنجاب، وتقود إلى تغير في مستوى عدد من الهرمونات، مما يؤدي إلى مشاكل تؤثر على العديد من أجهزة الجسم، حيث تفرز معظم النساء المصابات بهذه المتلازمة هرمونات جنسية ذكورية (الأندروجينات) زائدة، وهي حالة تسمى فرط الأندروجين. ويؤدي الارتفاع في مستوى هذه الهرمونات عادةً إلى زيادة نمو شعر الجسم وظهور حب الشباب والصلع الذكوري. وتعد متلازمة تكيس المبايض السبب الأكثر شيوعًا لمشاكل الخصوبة في النساء بسبب غياب التبويض، ويتراوح انتشار متلازمة تكيس المبايض من 4 - 21%
على مستوى العالم، اعتماداً على المعايير المستخدمة في إجراء التشخيص.
إن فرط الأندروجين والمستويات غير الطبيعية من الهرمونات الجنسية الأخرى تمنع الإطلاق الطبيعي لخلايا البويضات من المبيضين خلال مرحلة التبويض وفترات الحيض المنتظمة، مما يؤدي إلى ضعف الخصوبة أو عدم القدرة على الإنجاب. وبالنسبة إلى النساء المصابات اللاتي يحدث لديهن حمل، يكون هناك خطر متزايد من حدوث مضاعفات وفقدان الحمل بسبب عدم انتظام مستوى الهرمونات في الجسم.
*
ما عوامل الخطورة في متلازمة تكيس المبايض؟
في هذه المتلازمة، قد يحتوي أحد المبيضين أو كليهما على عدة بصيلات مبيض صغيرة غير ناضجة تظهر على شكل أكياس في تصوير الموجات الصوتية. وعادة تحتوي بصيلات المبيض على خلايا البويضات والتي يتم إطلاقها أثناء التبويض، لكن في متلازمة تكيس المبايض، تمنع مستويات الهرمونات غير الطبيعية نمو البصيلات ونضوجها لتحرير خلايا البويضات، وبدلاً من ذلك، تتراكم هذه البصيلات غير الناضجة في المبايض. ويمكن أن يكون لدى النساء المصابات 12 أو أكثر من هذه البصيلات. وعادة ما يتناقص عدد هذه البصيلات مع تقدم المرأة في العمر.
حوالي نصف النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من زيادة الوزن أو السمنة، ويزداد لديهن خطر الإصابة بالكبد الدهني. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من النساء المصابات بهذه المتلازمة لديهن مستويات مرتفعة من الإنسولين، وهو هرمون يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم. وبحلول سن الأربعين، يصاب حوالي 10%
من النساء ذوات الوزن الزائد والمصابات بمتلازمة تكيس المبايض بارتفاع غير طبيعي في مستويات السكر في الدم، وما يصل إلى35%
منهن يصبن بمقدمات السكري من النوع الثاني، حيث تظل مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي لكنها لا تصل إلى الحد الأقصى لمرض السكري. كما تؤدي السمنة وزيادة مستويات الإنسولين إلى زيادة إنتاج الأندروجينات في متلازمة تكيس المبايض.
كما تتعرض النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أيضًا لخطر متزايد للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون في منطقة البطن، وارتفاع مستويات الدهون غير الصحية وانخفاض مستويات الدهون الصحية في الدم، والتي تؤدي بدورها إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وتعاني حوالي 20%
من النساء المصابات بهذه المتلازمة من توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم، وتزداد هذه النسبة في النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن. كما أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة من النساء في عموم السكان للإصابة باضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
*
هل هناك أسباب محددة لمتلازمة تكيس المبايض؟
أسباب متلازمة تكيس المبايض معقدة وغير مفهومة بشكل كامل، لكن وبصورة عامة تنتج هذه الحالة عن مجموعة من العوامل الوراثية والصحية ونمط الحياة. وبعض الدراسات تشير الى ارتباط عدد من الطفرات الوراثية في العديد من الجينات مثل تلك المسؤولة عن إنتاج الأندروجينات الهرمونات الجنسية الأخرى مثل الهرمون اللوتيني والهرمون المضاد لمولر والهرمون المنبه لبصيلات المبيض بخطر الإصابة بهذه المتلازمة.
ومن المرجح أن تعمل الطفرات الجينية جنبًا إلى جنب مع عوامل الصحة الأخرى ونمط الحياة في التأثير على خطر إصابة المرأة بمتلازمة تكيس المبايض.
هل تُعتبر مرضا وراثيا؟
الجواب المتاح لنا حالياً أن هذه المتلازمة ليس لها نمط وراثي واضح، على الرغم من أن النساء المصابات قد يكون لديهن قريبة من ضمن العائلة مصابة بهذه الحالة. وتشير التقديرات إلى أن 20 - 40%
من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن أم أو أخت مصابة. ومن المحتمل أن يكون هذا الخطر العائلي المتزايد ناتجًا جزئيًا بسبب تشارك نفس نمط الحياة غير الصحي داخل العائلة، أو نتيجة طفرات وراثية متعددة مشتركة، لكن هذه الطفرات يمكن أن تظهر في النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض، وكذلك في النساء الأصحاء، وبالتالي مازلنا في حاجة الى المزيد من الدراسات الجينية لفهم أفضل للخلفية الوراثية لهذه المتلازمة.
وعلى جميع النساء اللواتي تم تشخيصهن بمتلازمة تكيس المبايض مراجعة طبيب مختص بغض النظر إن كن متزوجات أو غير متزوجات لوصف العلاج المناسب والسيطرة على الأعراض بحسب حالاتهن وتفادي أي تداعيات صحية سلبية، وكذلك مناقشة فرص الحمل والإنجاب في المستقبل.
كلمات دالة
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك
Related Keywords