حمل الهم حتى نال الشهادة القسام-خاص: تتسارع مواكب الشهداء لتمضي، في أرض فلسطين التي باركها الله وما حولها، ترى فيها الأم تودّع ابنها فقد لا يعود في رحلته ودربه الجهادي هذا، تدفعه إلى الجهاد دفعاً، ترى قصص الملحمة الأسطورية خاصةً هنا على أرض القطاع، بعد خوضه لأشرس معارك وحروب شهدها التاريخ الفلسطيني المعاصر. ولأنهم الشهداء النجوم التي تعلو في سمانا، ولأنهم أصحاب الفضل الأكبر بعد الله علينا، كان لابدّ منا أن نكتب عن سيرهم لعلّها تكون منارةً لغافلٍ قد تاهَ عن ركبِ المجاهدين والشهداء. الميلاد والنشأة ولد شهيدنا في المملكة العربية السعودية وذلك عام1987، ففرح الجميع بقدومه، وقد أقرت رؤيته عيني والديه اللذان انظراه بشوق، فراح يتهادى دلالاً بين راحت أيادي أبناء العائلة ووزعت الحلوى ابتهاجاً به، ونشأ في عائلة ملتزمة من أصول بيت طيما المحتلة. أما عن علاقته الأسرية والمجتمعية فقد امتاز شهيدنا أحمد بطيب أخلاقه وحبه الشديد لأهله وذويه، فكان حريص على رضا والديه أشد الحرص، طيب القلب، حنون محب للجميع، يبادل الجميع الضحكات والنكات، حاز على احترام الجميع، مجتهد في صلة أرحامه على الدوام. عرف عن شهيدنا الشجاعة والإقدام، وحبه الشديد لإخوانه، وكان يلقب بالصامت العابد، وكان يفضل البعد عن الشهرة، كما أنه كان شديد الحياء، وعرف بغيرته على دينه وإسلامه وحركته، وكان صاحب همة عالية في كل شيء في الميدان، وكان شهيدنا بسيطا يحب البسطاء والمساكين، كما عرف عنه بره الشديد لوالديه، وشغفه الكبير بسير الشهداء، وحبه الشديد للشهيد عبد الله عزام. علمه وعمله تلقى شهيدنا القسامي أحمد تعليمه الابتدائي والإعدادي داخل المملكة العربية السعودية، وبعدها واصل شهيدنا تعليمه وتلقى دراسته الثانوية في مدرسة المنفلوطي بالمنطقة الوسطى، ودرس المرحلة الجامعية في جامعة الأقصى تخصص اللغة الإنجليزية، وخلال فترة دراسته، أحبه الجميع من زملاء ومدرسين، وبعد تخرجه من الجامعة عمل مدرسا في عدة مدارس أخرها مدرسة خالد بن الوليد الثانوية في النصيرات. ركب الدعوة والجهاد فلم يكن غريباً أن يرتاد الشهيد أحمد منذ صغره المساجد ليبدأ تعلّقه بها بعد أن ارتبط والتزم بأدائه صلواته الخمس فيها، وكان مسجد أبو بكر الصديق هو الحاضن الأول لهذا البطل رحمه الله. غدا أشبالُ المساجد، شاباً نشطاً ميدانياً فلقد دَأب على المشاركة في ممارسة النشاط المسجدي والحركي على كافة أصعدته سواء في منطقته أو في الفعاليات الخارجية، تجده دوماً سبّاقاً نحوه لتنفيذ واجباته. والتحق بكتائب القسام عام 2008، عمل في وحدة الاستشهاديين، كما أنه عمل في الكمائن المتقدمة في حرب الفرقان، ومن ثم التحق بصفوف النخبة وكان مسؤولا لزمرة فيها، وحصل على العديد من الدورات العسكرية ودورات العمل الخاص في وحدة النخبة ، كما أنه عمل في تجهيز الأنفاق الدفاعية والهجومية. استشهاده في معركة العصف المأكول زاد حماسه للعمل، والإصرار على إخوانه في الجهاز؛ لاختياره لأي مهمة، وطلب منه إخوانه تنفيذ مهمة خلال الحرب، وخلال هذه المهمة ارتقى شهيدا وذلك بتاريخ 3_8_2014 تقبله الله في الخالدين.