نموذجاً للمجاهد الحريص على رباطه القسام - خاص : طوبى لمن باع نفسه رخيصة في سبيل الله، طوبى لمن قدم كل ما يملك في سبيل قضية نبيلة عادلة، طوبى لمن اجتهد وعرف الطريق فسار فيه دور تردد أو تراجع، طوبى لمن حمل السلاح، وسار في كل ساح، وتقدم الصفوف بإقدام يصحبه الكفاح، فكتب الله له شهادة يلقى فيه الصحاب، بجنة من ريحان، أعدها الله لمن سار على درب الصلاح، في زمن الفتن والتناقضات، فيا سعد من اختصه الله بشهادة يختم بها حياته بارتياح. ميلاد فارس 23/11/1990م يومٌ مر عادياً على معظم سكان بلدة بني سهيلا إلا أنه لم يكن كذلك على بيت صالح الشافعي صاحب الأسرة المتواضعة الذي استقبل فيه الابن الجديد صلاح وسط فرحة عامرة ورضا وسرور. كان صلاح طفلاً كثير الحركة والنشاط يتميز بحب الاستطلاع وملازمة الناس، وكان يكتب على الجدران وظهر عليه حب الجهاد والشهادة باكراً. كان الابن الحنون والمحب والمطيع لوالديه وأحبهم الي قلبهما، كثيرا ما يجلس إليهما ويقترب منهما ويقبل أيديهما وأقدامهما، ووعد أمه منذ طفولته أنه سوف يساعدها لتحج بيت الله الحرام ولم يقدر له ذلك لانتهاء الأجل. كان أحب وأحن الأخوة إلى إخوته لا يعرف حقداً ولا حسداً يسارع دوماً للعفو والمصالحة إن حدثت أي مشاجرة، وكان دوماً قريباً من إخوانه يصل رحمه على الدوام ويبرهم، وكان أكثر إخوته قرباً وصلة لأخته الأرملة التي توفي زوجها. كان الجار والقريب والحنون والمحب لكل جيرانه دون تمييز، يتمتع بعلاقه حسنة مع الجميع ويسألون عنه في غيابه، صاحب الابتسامة العريضة في وجهه يتمثل فيه حديث الرسول صل الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة" وصاحب فكاهة على الدوام، وكان يسلي جيرانه ويمتعهم بالقصص المضحكة، والمواقف الطريفة التي كان يمر بها ويسمع عنها. دراسته وعمله كان خلال دراسته حريصا على الالتزام بدروسه وعدم التغيب عنها؛ وذلك في بداية التحاقه بالمدرسة لكن مع اشتداد عوده وملازمته للدراسة اندلعت الانتفاضة فكان يتابع أخبار الاعتداءات الصهيونية، وجهاد المجاهدين، وقصف الشهداء، وأصبح انتباهه نحو المجاهدين، مما أثر على تحصيله العلمي، وقد كانت علاقته مع زملائه تقتصر على رفاق الخير والالتزام، فكانوا يمارسون أنشطتهم الدعوية وأنشطتهم التعليمية معا، جميع رفاقه كان يحبونه ويفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه، وللأسف لم يتمكن شهيدنا من الالتحاق بالجامعة. في بداية حياته الزوجية قام الشهيد بفتح محل صغير يجمع منه قوت يومه، وبعد ذلك حصل علي فرصة عمل في الكلية الجامعية عن طريق عقد بطالة، وكان يؤدي عمله علي أكمل وجه، ويحرص علي اتقانه والالتزام بكل ما يطلب منه، ويهدف من وراء ذلك تثبيته في الكلية، وقد خرج للعمل حتى في أصعب الأوقات وأحلك الظروف حتى أنه استشهد في عمله. إلى المساجد منذ طفولته يصاحب والده الى المسجد ويتابع التزامه في كل الصلوات وخاصه صلاه الفجر، وبعد ان اشتد عوده أصبح واحداً من أسرة المسجد، ويشارك في جميع الأنشطة والفعاليات التي كانت تنظمها أسرة المسجد، وكان نشيطاً في الأنشطة الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالزيارات لأصحاب الحاجات في مختلف المناسبات. بدأ التزامه منذ طفولته في صلاة الجماعة حتى كبر والتحق بإحدى حلقات القرآن في مسجد حمزة وشارك في جميع الانشطة المسجدية ، وبالدروس والندوات والمحاضرات كما كان حريصاً علي القيام بكل ما يطلب منه دون تردد وفي الوقت المحدد له. انتمى شهيدنا لصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس من خلال التزامه في المسجد وأنشطته وفعالياته المختلفة، تعرف عليه إخوة له في أسرة المسجد وكان ذلك في طليعة فتوتِهِ، فبدأ عمله التنظيمي عام 2005م. كما عمل ضمن صفوف العمل الجماهيري التابع لحركة حماس وعمل ضمن أسرة مسجد حمزة في العديد من الجوانب وخاصة في اللجنة الاجتماعية والجماهرية. مجاهد قسامي وبعد فترة من انضمامه لحركة حماس تمكن من الانضمام لكتائب القسام؛ من خلال ارسال كتاب الى القسام من خلال أميره في الجلسة التنظيمية يبدي فيه رغبته للانضمام للقسام، وتطلب ذلك وقتاً حتى جاءت الموافقة عليه وكان سعيداً جداً بالموافقة، وقد كان نشيطا كأنه يريد أن يثبت أهليته بالوصول الي هذا المكان. التحق شهيدنا بكتائب القسام وكان مجاهداً من مجاهديها؛ حيث عمل في أكثر من ميدان في الكتائب كان جندياً ثم التحق بوحدة الاستشهاديين الخاصة وبعد ذلك كان ضمن مجموعة من المجموعات الميدانية والتي استمر فيها حتى ارتقى شهيداً في معركة العصف المأكول. كان الشهيد رحمه الله نشيطاً يحرص دائماً أن يكون في أول الصفوف وكان نموذجاً للمجاهد الحريص على رباطه وجهاده، كما كان يتصف بصفات المجاهدين الطيبة وحسن الخلق والمعاملة، وكان يتمتع بروح فكاهية عالية وكانت أكثر صداقته تربطه بالشهيد القسامي سلمان البريم. كان يعمل شهيدنا ضمن تخصص المشاة وقد خاض عدة دورات عسكرية في هذا المجال فاجتاز الدورة المبتدئة ثم المتوسطة وكان متميزاً في تخصصه. وقد ذكر أنه كان عند بداية الحرب الجوية مستمراً في تغطية الأحداث في المنطقة وكان يمارس الرصد في حدود سريته بكل نشاط وحيوية. وقد قام الشهيد بعدة أعمال جهادية منذ التحاقه في صفوف كتائب القسام، فمن حفر الأنفاق الى الرصد، وأعمال أخرى تخص طبيعة تخصصه في مراحل حياته الجهادية المختلفة التي تميزت بالعطاء. على موعد كثيرا ما يتحدث عن الشهادة والجهاد، وأكثر ما يحب الاستماع له من الأناشيد هي أنشودة "وداعاً وداعاً أهلي رفاقي وداعا". قبل استشهاده بأيام كان يكلم إخوانه علي الجوال قبل الإفطار ويطلب منهم الدعاء له بالشهادة في رمضان، وقبل استشهاده كان يردد أنشودة : "وداعا" وهي آخر عهده في البيت حيث خرج للعمل وهو يردد هذه الأنشودة. أما عن قصة استشهاده فقد كان الشهيد يؤدي واجبه في العمل في الكلية الجامعية(أمن الجامعة) ، في يوم الخميس 17/7/2014م في العشرين من رمضان كان يصلي صلاة التراويح حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء فقامت طائرات العدو بقصفه بصاروخ من طائره حربية بدون طيار مما أدى الي استشهاده علي الفور، فلقى ربه وهو ساجد علي سجادة الصلاة, فهنيئاً لك أبا الوليد جمعت الكرامتين: الشهادة وزادها بهاءً ملاقاة ربك وأنت في أقرب المواضع إليه ساجداً.