طرارة أصو&#x

طرارة أصوات


طرارة أصوات
696
كانوا في مجلسهم عندما دخل عليهم رجل يلبس ثوبا شديد البياض، يكاد لمعانه يخطف الابصار، وبادرهم بالسلام قائلا «السلام عليكم يا رجال»، قام اهل المجلس مرحبين ومهللين بالضيف كعادة أهل قطر، وأجلسوه في صدر المكان، بادر صاحب المجلس او «المعزب»، كما يطلق عليه في اللهجة المحلية، بالكلام قائلا «يا مرحبا ومسهلا بمن جانا، شحالك طال عمرك ياربك طيب، بشرني عنك ياربك بخير»، فرد الضيف قائلا «الله يسلمك ابشرك طيب وبخير، شحالكم انتم كلن بحاله» فرد الجميع «طاب حالك يا مرحبا ومسهلا»، وبعد هذا الفاصل من التراحيب والسؤال عن الصحة والحال وتقديم القهوة و»القدوع» وهو ما يقدم للضيف من تمر، قال الضيف مخاطبا أهل المجلس «ما عندي يا جماعة الا سلامتكم، انا فلان بن فلان بن فلان البوفلان»، فرد الجميع «والنعم والنعم»، فرد عليهم «الله ينعم بحالكم ولا عليكم زود، انا الله يطول عماركم برشح نفسي للمجلس وودي انكم تدعموني، ومثل ما انتم عارفين احنا يا البوفلان لازم يكون لنا كرسي في المجلس، يمثلنا ويخدم الجماعة كلهم كبيرهم وصغيرهم رجالهم وشوفاتهم (الشوفة في اللهجة المحلية تطلق على المرأة وجمعها شوفات)، وأنا ماني بغريب عنكم ولد عمكم ومن لحمكم ودمكم وإن شاء الله اني بكون عند وجيهكم».
ما ان انتهى الضيف من حديثه حتى جاوبه أكبر الحاضرين سناً وهو رجل في أوائل العقد السبعين من عمره قائلا «يا مرحبا بك يا ولد عمنا، واحنا يا خوي ودنا بواحد من الجماعة منا وفينا يكون في المجلس، ولكن ياخوي ودي انشدك (أسألك) قبل ما اوعدك بصوتي وأصوات من بيطيعني من عيالي وإخواني وهلي، انت شنهي خبراتك العملية والعلمية؟ وشنهو برنامجك الانتخابي؟»، ساد الصمت للحظات والحاضرون يترقبون الإجابة عن الاسئلة من الضيف الذي ظهرت على وجهه علامات الاستغراب والحيرة والدهشة، فقال وهو يكاد يتلعثم في حديثه «انا طال عمرك جايك من طرف ابوسعد هو ما كلمك؟»، رد صاحب المجلس «نعم طال عمرك كلمني بوسعد وقال لي ان به واحد من الجماعة بيمرنا ويبغينا ندعمه بأصواتنا في الانتخابات، لكن يا خوي هذي أمانة بيحاسبني ربي عليها، وصوتي وأصوات غيري من الناخبين لازم نعطيها للي تطمئن قلوبنا لكفاءته وقدرته وحرصه على مصلحة الوطن والمواطنين، وانت وبوسعد لكم الحشيمة والكرامة ولكني ماني بمستعد ابيع اخرتي بدنياي، واحنا طال عمرك بننشد عنك فإذا انت من أهل القدرة والكفاءة والنزاهة وبتقدم لنا برنامج انتخابي واضح ومقنع فأبشر والله بسعدك، اما غير هذا فمنك ومن بوسعد السموحة».
لقد صدمت كلمات المعزب الضيف الذي لم يتوقع ردة الفعل هذه، فهو مدعوم او «مسنود» من بوسعد من الأعيان ورجل الاعمال المعروف وصاحب المكانة الرفيعة في أوساط الطبقة المخملية، فقد اعتقد المرشح بأن الامر محسوم وأنه انما جاء للزيارة والتعارف، فكان لابد ان يلجأ لتكتيك مختلف كمحاولة أخيرة لكسب اصواتهم، فقام من المجلس وهو يشكر ويثني على حسن الضيافة والاستقبال، وأشار الى المعزب بأنه يريده كما يقولون اهل قطر والخليج «بكلمة راس» أي يريد التحدث معه على انفراد.
خرج المعزب مع الضيف خارج المجلس، فقال الضيف «يابوفلان انا ما بغيت اقولك قدام الربع تراني مدعوم والجماعة مكلميني اني اترشح، وعلى قولت شيبانا كلمتن تستحي منها بدها، تراني ما نيب ناسي اللي يصوت لي وتراني بدسم شاربه باللي وده»، لم يستطع المعزب ان يتمالك نفسه من الغضب وهو يسمع هذه الكلمات التي اعتبرها جارحة وفيها تقليل من قدره، فقال بنبرة يعلوها الغضب «اني ولد ابوي، افاا يا ذا العلم، وش تقول يا فلان، والله لو انك ما انت بضيف كان جاك علمن يكدر خاطرك، انت وش شايفني يوم انك تبي تشتري ذمتي، اركب سيارتك ولا لك عندي الا ما سمعت في المجلس».
وختاما أقول: قد تستغرب عزيزي القارئ من هذا السيناريو الخيالي، ولكنه قد يحدث بصورة او بأخرى خلال موسم الانتخابات، ولذلك فالمنافسة على مقعد مجلس الشورى القادم قد تظهر لنا اجناسا وأنواعا من البشر يؤمنون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فيتجردون من أي قيم او مُثل او اخلاق فيستخدمون الطرق والوسائل المختلفة لكسب الأصوات، وسوف يجدون بلا شك من يتجاوب معهم، ولكن علينا جميعا ان نتقي الله في الأمانة التي في أعناقنا، وعلينا كذلك ان ننبه ونحذر ونتناصح فيما بيننا لاختيار الاقدر والأكفأ.
@drAliAlnaimi

Related Keywords

Qatar , Bgit Acolk , Ehnao Khoi , Nasi Elly , Salam Alaykum , Al Mazab , Community Us , Council Or , Cullen Condition , Dear Reader Hereof , கத்தார் , சபை அல்லது ,

© 2025 Vimarsana