أحمد بن يوسف الجابر.. في ذاكرة الشعر القطري 753 (1) على أرض العطاء والخير.. عاش الكثير من الشعراء والأدباء ممن أنجبتهم قطر وكانوا نعم الرجال الذين لن تتكرر أسماؤهم في هذا الزمن.. نعم كانوا بمثابة عملة نادرة في الإبداع وكتابة الأشعار على وجه الخصوص. ففي القرنين الماضيين ظهر أدباء وشعراء في المجالين الشعبي والفصيح.. ولعل أبرز هؤلاء شاعر الفصحى الأديب الراحل أحمد بن يوسف الجابر - عليه رحمة الله - وهو لم يكن يقرض الشعر فقط، بل يعد أحد أشهر خطباء ورجال الدين في القرن الماضي عرف بمدينة الدوحة. (2) فقد عاصر الجابر في صغره حاكم قطر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المتوفى سنة 1913م.. ثم عاصر أبناء المؤسس من حكام قطر الذين جاءوا من بعده. (3) مسجد الجابر في الريان: كنت في صغري أتردد على زيارة منطقة الريان القديم لزيارة إحدى قريباتي فيها وهي وضحى بنت محمد الربيعة الكواري (زوجة عم والدي الشاعر الشعبي ربيعة بن أحمد بن محمد الكليب الكواري المتوفى في الريان سنة 1948 م تقريبا)، حيث كانت تقطن في هذه المنطقة منذ زمن بعيد بعد مجيئها مع زوجها من بلدة الغارية.. وكنت في طريقي أمُرُّ على مسجد أحمد بن يوسف الجابر الذي بناه الجابر في ستينيات القرن الماضي وكان بابه الرئيسي يقع من جهة الشرق.. وفي نفس المكان كان مروري على منازل عائلة الخاطر القديمة التي تعد من أجمل المنازل التي صممت على طراز التراث القطري الرائع من مجالس وحبوس ولواوين ومطابخ كنت أشتم منها رائحة الماضي. (4) وأحمد الجابر من مواليد عام 1321 هجرية (1903) بمدينة الدوحة.. درس في دور الكتاتيب وهو في عمر السابعة من عمره وقام بتدريسه عمه محمد بن جابر.. حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر له من القرآن الكريم، كما التحق بالمدرسة الأثرية التي تأسست في بداية القرن الماضي في عهد حاكم قطر الراحل الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني. (5) وفي عشرينيات القرن الماضي (1338 هجرية) عمل في كنف حاكم قطر الراحل الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني.. وكان عالما في الدين وقارئا لكتب التابعين وأصحاب التفسير في مجلس الشيخ عبدالله اليومي.. مثل تفسير ابن كثير ومسلم والبخاري وغيرها من المؤلفات الدينية.. بجانب الكتب التاريخية.. وحينها كان يعمل إماما وخطيبا في صلاة الجمعة. (6) وواصل الجابر العمل نفسه في حكم الشيخ علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني منذ توليه الحكم في عام 1949م وذلك بعد وفاة الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني سنة 1948م.. حيث تولى الجابر عدة مهام.. واستمر في صرف العطايا والمساعدات والرواتب للمواطنين حتى فترة الستينيات حتى أدمج مكتبه مع دائرة العمل والشؤون الاجتماعية والتي عُرفت فيما بعد باسم (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). (7) نبغ الجابر في كتابة الشعر الفصيح.. وقد قام في وقت سابق بجمع ديوان شعر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، حيث أشرف على إصدار إحدى طبعاته.. مع العلم بأن أول طبعة من الديوان صدرت في بومباي بالهند سنة 1325 هجرية.. أما أشعار أحمد بن يوسف الجابر فقد جُمِعَت في ديوان يحمل اسمه وأصدرته جامعة قطر بإشراف الدكتور محمد كافود والدكتور يحيى الجبوري سنة 1983م ونشره مركز الوثائق والدراسات الإنسانية بالجامعة.. ثم طبع سنة 2017 م طبعة ثانية في الكويت للباحث والمؤرخ عبدالعزيز سعود العويد تحت عنوان (ديوان شاعر قطر أحمد بن يوسف الجابر). (8) أشرف الجابر - رحمه الله - على إصدار بعض الكتب والدواوين الشعرية التي صدرت في عهد حاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني مثل (درر المعاني في مدح آل ثاني) عام 1957م وغيرها من الدواوين الشعرية والكتب الأدبية والتاريخية، فأثرى المكتبة العربية في تلك الفترة.. وقد كانت وفاته في عام 1991م. (9)