اسلاميون لبنانيون : خلاصكم بيدنا
هؤلاء الاسلاميون الذين باتوا يقولون علناً أن «اسرائيل» أفضل من سوريا، وأفضل من ايران، بطبيعة الحال أفضل من... حزب الله !
موجودون في الزوايا والساحات . لا ندري من مسح عن لحاهم، وعن عباءاتهم، الغبار، بانتظار ساعة الصفر، وفد راحوا يبشرون أتباعهم بأن ساعة الخلاص في لبنان أقرب (وهكذا بالحرف الواحد) من رفة العين.
هذا بعدما أيدوا مشاركة «الحركة الاسلامية» في فلسطين، وهي المشتقة من جماعة «الاخوان المسلمين»، في الائتلاف الذي يرأسه رجل من أعتى ذئاب الاستيطان نفتالي ليبيد . أكثر قذارة من أفيغدور ليبرمان في الدعوة الى تنظيف أرض الميعاد من «الأفاعي». ليس فقط عرب الخط الأخضر، كذلك عرب الضفة والقدس والقطاع.
كيف ينظر هذا الطراز من اسلاميي الكهوف الى لبنان ؟ واثقون من أن المنظومة السياسية في الطريق الى الاندثار وأن الصدام مع حزب اللهآت لا محالة . دولة قيد التصفية، ولا مجال البتة لاعادة احيائها الا بمفاهيم ايديولوجية أخرى، ما دامت الأزمة المالية، والاقتصادية، تؤدي، حتماً، الى سقوط كل حجارة الهيكل.
قد نرى في كلام هؤلاء نظرة كاريكاتورية الى مسار الأحداث، والى منطق الأشياء . لكن أحد مشايخهم يُشيّع كلاماً قال أنه نقل اليه عن لسان سفير بريطاني في احدى البلدان العربية، وجاء فيه أن الشرق الأوسط سيشهد سلسلة من الأعاصير بسبب صراع القوى على حقول الغاز الهائلة والتي ستكون اللعنة الأخرى التي تفضي الى ما هو اسوأ من خارطة سايكس ـ بيكو، كما لو أننا لا نعيش، يوماً بيوم، تفكك الدول وخراب الدول.
«المؤسسة اليهودية» في حالة التعبئة القصوى للحيلولة دون الولايات المتحدة وايران والتفاهم حول شروط العودة الى الاتفاق النووي . ما تسرب من كلام «رئيس الأركان الاسرائيلي» آفيف كاخافي في واشنطن يشي بأن الشيطان، وكما قال فرانز كافكا، يرقص في وسط الحلبة!
من يصدق أن قطبي الأزمة هما فقط سعد الحريري الذي بات «اختفاؤه» المتكرر يثير التساؤل حول ما اذا كان هناك من سيناريو يتم اعداده في اسطنبول أو في غيرها، وجبران باسيل الذي نعتقد أنه علم بقول رئيس حزب مسيحي «نجوم السماء اقرب اليه من القصر الجمهوري وحتى من ساحة النجمة» .
يزيدنا مرارة، وذهولاً، الكلام الببغائي الذي يتفوه به بعض نجوم الاوليغارشيا اياها والذي لا يليق حتى بالقردة . وزير بيروتي سابق قال لنا «هؤلاء يذكرونني بالحكواتي في الأمسيات الرمضانية في البسطة التحتا، وفي ساحة رياض الصلح . لنتصور أحد أولياء الأمر يرتدي الطربوش والقمباز، ويلوّح بالخيزرانة، وهو يروي سيرة الظاهر بيبرس، أو تغريبة بني هلال . الفارق هنا أن حكواتي أيام زمان كان يأتينا بالطرافة والبهجة . حكواتي هذه الايام يثير الملل والتقزز» .
هل الناس الذين يعيشون الذل الذي لم يعرفوه حتى في العهد العثماني بحاجة الى ذلك الكلام الفارغ (كثيراً ما ينطوي هذا الكلام على الشكوى كما لو أن قائله بواب عمارة يعقوبيان لا أحد أركان السلطة) . هؤلاء بحاجة، وبالدرجة الأولى، الى من يعيد اليهم كرامتهم التي سقطت, وتسقط كل ساعة، في طوابير العار.
كنا قد دعونا رئيس الجمهورية، اذا كان يريد أن يحتفط بشيء من ألق الماضي، أن يتنحى . على الأقل هذا يبعثر أولئك الذين يرشقونه بالحجارة، والذين يتلاعبون بالغرائز, دون أن نرى أياً منهم يتقدم ببرنامج للانقاذ . ما يعنيهم فقط ذاك الرهان التافه على زيادة المقاعد في المجلس النيابي . أين هي عيون هؤلاء، وضمائر هولاء، الذين يرقصون، عراة، حول كومة الحطب؟
على الضفة الأخرى، بلاؤنا ايضاً بالرئيس المكلف . يارجل، ألا يستحق الرعايا، رعايا هذه المغارة، أن يعلموا ماذا تفعل هنا وهناك وهنالك ؟ كل شيء يحدث على الطريقة الشكسبيرية، وان كان سؤال كافكا الى أحد الأمراء هو الذي لفتنا الى وضعنا الراهن : هل يكفي الماء لغسل وجه الشيطان ؟!
الاجابة عند ذلك النوع من الاسلاميين:»نحن الذي ننقلكم على الخيول الى الجنة، والى حوريات الجنة، ما عليكم سوى أن تلتحقوا، ومعكم سواطيركم، بالقافلة»!