تتمثل مهمة الفلسفة السياسية في إلقاء الضوء على هذه الجدلية بين جسد المجتمع ما قبل الديموقراطي وروح السياسة الديمقراطية. إنها ليست مسألة فلسفة سياسية بمعنى الفرع المحلي للفلسفة: بطريقة معينة، الفلسفة السياسية هي فلسفة أولية وإلى هذا الحد تعتبر الفلسفة السياسية إشكالية بشكل بارز، فهي تشرك.
عودنا الأدباء على اعتماد أسلوب التناص، أي كما بينه الناقد الأدبي الفرنسي جيرار جنيت، تضمين الكتّاب نصوصهم مقاطع نصية متداولة في التراث الفكري، مثلما فعل محمود درويش في قصيدته المعروفة «أحد عشر كوكبا». لا دمج و لا تناص هنا، لكن عبارة طبية علمية طرحت هذه الأيام في تطور أحداث شؤون الساعة، ذكرتني بأن رسائل موجهة […]
تهذيب السياسة
على الرغم من سعي الإنسان لتحقيق السلام والأمن، إلا أن التناقضات المجتمعية والدولية قادته إلى الانخراط في حروب ونزاعات وصراعات لا حدود لها، وكان التغوّل، ولا يزال عملة متداولة بكثرة في التعامل السياسي، وقد ساهمت وسائل الاتصال الحديثة والثورة العلمية - التقنية، وتكنولوجيا الإعلام والاتصالات والمواصلات في ظل الطور الرابع من الثورة الصناعية في عصر العولمة، في تعميم نماذج مختلفة، وغير مألوفة للذوق السياسي والأخلاقي، في التعبير عن أمور عدة.
ولعل ما استوقفني على هذا الصعيد مؤخراً، الصفعة التي تلقّاها رئيس جمهورية فرنسا، إيمانويل
العقل السياسي العربي، فقد مناعته المكتسبة، نائم وأرجله في الماء، لا يصحو إلا بعد وقوع الزلزال، يبحث دائما عن فتات إنجاز، يعاني من علة حاستي الشم والسمع، فلا يشم إلا رائحة من يتآمر عليه، مشغلا حسّ المؤامرة في كل خطوة، ولا يسمع إلا من يمتدحه.