ببساطة شديدة، ما انفجر في مرفأ بيروت قبل عام بالتمام والكمال، في الرابع من أغسطس (آب)، هو لبنان نفسه السائد حتى لحظة الموت العميم تلك. انفجرت بلاد بكاملها بنظامها وقوانينها وعلاقاتها وقواها السياسية.
لبنان الذي نعرفه، انتهى لا بسبب الانهيار المصرفي والمالي والنقدي، ولا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب هذا البلد الصغير وتعد بين أسوأ ثلاث أزمات كونية من قرن ونصف! لبنان الذي نعرفه انتهى لحظة انفجار المرفأ، التي كأنها لحظة تكثيف درامية لكل الأعطال السياسية والأخلاقية التي حكمت لبنان إلى حينها.
سيرة هذا التفجير، منذ دخول نترات الأمونيوم إلى لب