29 يونيو 2021
قُتل عدد من عناصر فصائل مدعومة من إيران، أول من أمس، بغارات جوية أميركية استهدفت مواقعهم على الحدود السورية العراقية، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء العراقي «انتهاكاً سافراً لسيادة» بلده، فيما أمل وزير الخارجية الأميركي أن تُشكل رادعاً قوياً.
وتأتي الضربات في مرحلة حساسة، إذ تتهم واشنطن فصائل عراقية مرتبطة بإيران بشن هجمات على منشآت عراقية تؤوي عناصر أميركيين، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي مع طهران.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في بيان أنه «بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية، غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية»، مشيراً إلى أن بايدن أعطى توجيهاته «بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران وتستهدف المصالح الأميركية في العراق».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى روما «تبعث خطوة الدفاع عن النفس هذه للقيام بما يلزم لمنع أي هجمات أخرى برسالة مهمة وقوية إلى الفصائل المستهدفة».
من جهته، ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس بالضربات، التي اعتبرها «انتهاكاً سافراً لسيادة العراق». وقال في بيان «يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات»، داعياً إلى «التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله».
واستهدفت الضربات الأميركية، وفق واشنطن، منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة في موقعين في سورية وموقع واحد في العراق.
وأعلن الحشد الشعبي من جهته في بيان مقتل أربعة من مقاتليه في الضربات الأميركية التي قال إنها استهدفت «ثلاث نقاط مرابطة» داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غرب محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن مقاتليه كانوا «يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر تنظيم داعش الإرهابي من سورية إلى العراق».
وأفادت مصادر من الحشد الشعبي بأن القتلى ينتمون إلى كتائب «سيد الشهداء»، إحدى الفصائل الأكثر ولاء لإيران.
وشدد بيان الحشد على أن النقاط المستهدفة «لا تضم أية مخازن أو ما شابه خلافاً للادعاءات الأميركية»، وأضاف «نؤكد احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية».
وتباينت حصيلة القتلى بين بيان الحشد ومصادر أخرى. إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل سبعة مقاتلين عراقيين على الأقل جراء الضربات الأميركية التي استهدفت «مقرّات عسكريّة وتحرّكات للميليشيات العراقية الموالية لإيران داخل الأراضي السوريّة». كما تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل طفل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن «ما تقوم به الولايات المتحدة يزعزع أمن المنطقة»، معتبراً أن «إحدى ضحايا زعزعة الاستقرار في المنطقة ستكون الولايات المتحدة نفسها».
وتتمتع المجموعات الموالية لإيران، وعلى رأسها فصائل من الحشد الشعبي، بنفوذ عسكري في المنطقة الحدودية بين سورية والعراق وتنتشر على الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية. وغالباً ما تتعرّض شاحنات تقل أسلحة وذخائر أو مستودعات في المنطقة لضربات تُنسب لإسرائيل.
وتُشكل الضربات الجوية (الأحد) ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سورية منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، ففي فبراير، قتل أكثر من 20 مقاتلاً عراقياً في ضربات أميركية استهدفت مواقعهم في شرق سورية، وفق حصيلة للمرصد السوري.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون أن المنشآت، التي استهدفتها الضربات (الأحد) «تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق».
ومنذ بداية العام، استهدف أكثر من 40 هجوماً مصالح الولايات المتحدة في العراق، حيث ينتشر 2500 جندي أميركي في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
ويُشكل استخدام طائرات بلا طيار خلال الآونة الأخيرة مصدر قلق للتحالف لأن هذه الأجهزة الطائرة يمكنها الإفلات من الدفاعات التي عمد الجيش الأميركي الى تركيبها للدفاع عن قواته ضد الهجمات الصاروخية.
وقال المتحدث إن الضربات تشكل «عملاً ضرورياً ومناسباً ومدروساً للحد من مخاطر التصعيد».
وليل الجمعة، وقع هجوم بثلاث طائرات مسيرة مفخخة في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية عند أطراف أربيل في إقليم كردستان في شمال العراق.
وقال بلينكن أول من أمس «كما يتّضح من الضربات التي شُنّت (الليلة قبل الماضية)، كان الرئيس بايدن واضحاً في أنّه سيعمل على حماية الأفراد الأميركيّين».
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: «دعم فرنسا لاستقرار وسيادة العراق»، داعياً إلى زيادة التعاون مع السلطات العراقية لوقف الهجمات ضد مصالح التحالف الدولي في العراق.
• رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يندد بالضربات التي اعتبرها «انتهاكاً سافراً لسيادة العراق».