أول أيام عيد الأضحى لدى الجزارين
اليوم الأول لموسم عيد الأضحى عادة ما يمر على الجميع في التنزه والاحتفالات والزيارات العائلية، الجميع يسعد به، فيستغل الصغار وجوده ويمرحون ويزورون الحدائق والملاهي، والكبار يستمتعون بإجازاتهم ويقضون فيها وقتا طيبا، إلا فئة واحدة هم «الجزارين»، ما إن ينتهي المصلون من أداء صلاة العيد، وتبدأ رحلة الجزارين مع ذبح الأضاحي، واحدة تلو الأخرى، تنفيذًا لقول الله تعالى: «فصل لربك وانحر».
موسم عيد الأضحى، هو الأبرز لدى الجزارين، وبالأخص أول أيام العيد، يعملون فيه حتى نهاية اليوم، من ذبح وتشفية وبيع لحوم، حتى ينتهون من يومهم الأول، ويبدأ العمل أن يقل تدريجيا حتى انتهاء أيام العيد، وهو ما رصدته «الوطن»، من أصحاب المهنة نفسهم، أمس.
جزار قديم: كورونا أثر على موسم الذبح.. والعجل جري ودبحته بعد كيلو
موسم العيد في العام الحالي، ليس كمواسم الأعوام السابقة من حيث حركة البيع والشراء، وفقًا لما قاله محمد شلبي أحد أقدم الجزارين بمنطقة الوايلي، لافتًا إلى أن انتشار فيروس كورونا المستجد تسبب في ركود حركة الذبح خلال الموسم الحالي، ولكنها رغم ذلك أفضل بكثير من موسم العام الماضي الذي كان شبه غير موجود.
وأضاف «شلبي»، أن هناك العديد من المواقف الطريفة التي حدثت خلال ساعات الذبح بالأمس، والتي اعتاد على حجدوثها كل موسم، «في عجل بنفك رقبته عشان نجيب رجله من تحت ونربطاللي قدام في اللي وراء، لقيته خد ديله في سنانه وقال يا فكيك، ونجري وراه مش راضي يقف، وحظه إنه جري على الطريق العمومس والدنيا عيد مفيش عربيات، فضلت أجري وراه ييجي كيلو لحد ما واحد ابن حلال وقف قصاده وماخلهوش يكمل» وأكمل مازحًا: «من التعب دبحته في مكانه».
النمس: بطبق يوم العيد ومش بنام.. والموسم بيحكم شتغل قد إيه
يقول الجزار علي النمس، إن أول أيام عيد الأضحى دائمًا ما يسبقها سهر طويل، ثم يبدأ العمل من بعد صلاة العيد مباشرة، ويستمر حتى الليل، فيضطر هو والعاملون معه للسهر يومين متتاليين، «لازم أطبق عشان أكمل الشغل، وبعتمد على الشاي والقهوة من غير ما آكل، لو كلت أنام وماقدرش أكمل، لأن شغلتنا شغلانة عافية مش محتاجة إن الواحد يهمد».
الموسم وكم العمل فيه يحكم «النمس» في استكمال العمل باقي أيام العيد أم أول يوم فقط، وهو ما لا يتمناه الجزار، لأنه يظل نحو شهر دون عمل بعد عيد الأضحى على حد قوله، «أو ما العيد بيخلص خد عندك شهر ماحدش بياكل لحمة، عشان كدة بحاول أدبح عل قد ما أقدر في أول يوم، خرفان وعجول وجمال وكل الأضاحي عشان أعوض اللي مش هشتغله بعد العيد».
يتذكر الجزار موقف أضحكه خلال اليوم خلال الذبح، حينما كان العمال يحاولون التمكن من أحد العجول، ولكن وقع أحد العمال في موقف تسبب في ضحك الجميع، «عادل ابن أختي بيشتغل معايا وكان موطي عشان يفوت الحبل من تحت رجل العجل، ومرة واحدة العجل رفص برجله راح موقع الجردل اللي بننضف فيه الكرشة على الواد، بقى هو يصرخ وقرفان وإحنا هاتك يا ضحك».