استغائة دكتورة زراعة وشقيقاتها من «خُط» المنيا
عام 1986، سقط عمود العائلة، بوفاة الأب صلاح الدين سيد، عضو نقابة المحامين سابقًا، تاركا بناته الأربع، وعلى الرغم من أن فراقه أضفى ظلاما كبيرا، إلا أنه لم يكن الأمر الوحيد الذي عانته الفتيات بعد وفاة الأب، بل إن أرضهن التي تركها لهن الوالد، أصبحت مطمعا للجميع، حتى استولى عليها أحد المجرمين، ومنذ حينها لم تسترد فتيات المحامي الراحل أرضهن.
الدكتورة أسماء صلاح الدين سيد، باحث مساعد في مركز البحوث الزراعية، إحدى الشقيقات الأربع التي أخذت أرضهن عنوة، سكت حس والدها من الدنيا فأكل المجرمون حقوقها وشقيقاتها، وفقًا لحديثها لـ«الوطن»، والذي حكت خلاله ما حدث مع أرضهن المسلوبة منذ البداية.
تقع الأرض بجوار منزل عائلة «أسماء»، في زمام تل العمارة مركز ديرمواس محافظه المنيا، اشتراها الأب منذ زمن ليزرعها ويجلب منها قوت بناته، وبعد وفاته، وضع مسجل خطر يدعى «عمر.أ.س»، يده عليها، حينها لم يتعد عمر أكبر البنات 10 سنوات، وبقوته ونفوذه لم يتمكن أحد من إخراجه منها، واستمر الحال لفترة طويلة حتى لجأت الشقيقات للمحكمة.
أسماء: استلمت الأرض بالقانون.. ورجال المجرم عادوا لها مرة أخرى
عام 2007، كسب أصحاب الأرض قضية ضد المسجل الخطر، وبموجبها يتم طرد وتسليم الأرض لهن، ولكنه لم ينفذ الحكم، ومرت السنوات حتى استغلت البنات محبسه عام 2020، وبالفعل تم تسليم الأرض لهن بحضور الأمن، «ده عنده إمبراطورية من الإجرام، سلاح ومخدرات وكل شيء ممنوع وليه علاقات، وإحنا 4 بنات إزاي نواجهه لوحدنا بكل جبروته ده».
لم يمر سوى يوم واحد وعاد رجال «خُط المنيا» إلى الأرض مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن، وعلى الفور حررت صاحبة الـ38 عاما، محضرا وتحركت القضية بحكم جنحة دخول عقار، ولكن «أحبس مين!، ده معاه أسلحة يحارب بيها» - بحسب وصفها.
الأرض التي تملكها الدكتورة وأخواتها، هي أرض ري نيلي، تجري المياه من تحتها، على مساحة 37 فدانا، ولا يستطعن التصرف في شبر منها، «من أيام ما كنت في ثانوية عامة دلوقتي وأنا ببعت شكاوى ضد الراجل ده وعزوته بسبب الأرض ومحدش جابلي حقي، إحنا 4 ولايا ومستعدين نتبرع للدولة بجزء من الأرض، بس نستلم أرض أبونا، ويبعد عننا ونزرعها في هدوء».