أقارب وجيران الضحايا
تنتظر محافظة المنيا بشكل عام، وقرية «الناصرية»، التابعة لمركز بني مزار، بشمال المحافظة، بشكل خاص، وصول جثامين 4 شبان، لقوا مصرعهم في حرائق مزارع قبرص السبت الماضي، بسبب موجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وذلك بعد وصول الجثامين إلى أرض الوطن مساء اليوم السبت.
«شهداء لقمة العيش»، انتشرت هذه الجملة في كافة أرجاء المنيا، حيث وصف الجميع الشباب الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 سنة، بأنهم دفعوا حياتهم في «حادث قدري»، أثناء تواجدهم في قبرص للعمل هناك لتحسين أوضاعهم المعيشية.
قرية «الناصرية»، التي تقع علي الطريق الصحراوي الشرقي القديم، هي مسقط رأس الضحايا، اكتست بالسواد منذ وقوع الحادث قبل أسبوع، وترقب الأهالي، بصفة يومية، وصول جثامين الضحايا إلى أرض الوطن، حيث قضي الجميع ليال طويلة وهم ينتظرون المشاركة في تشيع الجثامين، التي من المقرر أن يتم تشييعهم إلى مثواهم الأخير غداً الأحد.
ومن المتوقع أن يشارك أهالي قرى شرق النيل في تشييع «شهداء لقمة العيش»، في الجنازة التي ستخرج عقب القداس الإلهي من كنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الأرثوذكس، وهي الكنيسة التي كان الضحايا الأربعة يصلون بها منذ طفولتهم، خاصةً وأنهم يقيمون جميعاً في منطقة واحدة، تقع بحري قرية «الناصرية»، بمركز بني مزار.
ولقي كل من «عزت سلامة يوسف، ومرزوق شهدي مرزوق، وصموئيل ميلاد فاروق، وماجد يونان»، مصرعهم في حرائق قبرص، الأسبوع الماضي، وتوجه عدد من أقاربهم إلى القاهرة لإجراء التحاليل اللازمة، تمهيدا لتسليم نتائجها للجهات المختصة، التي تتواصل مع الجانب القبرصي، لتحديد هوايات الجثث التي تفحمت بفعل الحريق، ومن ثم إعادة جثامينهم إلى مسقط رأسهم بالمنيا لتشييعهم إلى مثواهم الأخير.
وحاول المتوفيون، وجميعهم من الشباب ينتمون لبعض الأسر الفقيرة بمحافظة المنيا، الفرار من النيران التي حاصرتهم، ولكنهم لم يتمكنوا، حتي أن جثثهم تفحمت بشكل تام، عدا جثة «مرزوق شهدي»، الذي تم التعرف عليها، نظراً لأن شقيقه متواجد في قبرص، حيث يعمل هناك، وخضع لتحليل DNA للتعرف على جثة شقيقه.