«٣٠ يونيو» وفن صناعة المستقبل!
ثم سأل الرئيس السيسى نفسه وسأل معاونيه: أين سيعيش شعبنا بعد عشرة أعوام أو عشرين عاماً من الآن؟ عدد المصريين فى العام ٢٠٥٠، وفقاً للدراسات السكانية وأبحاثها، سيصل وفقاً لأغلبها إلى ١٨٠ مليون نسمة!! فأين سيعيشون؟ وكيف سيعيشون؟!
كان السؤال فى بداية تولى الرئيس المسئولية فى ٢٠١٤، ولذلك لم تكن انطلاقة بناء المدن الجديدة محض صدفة ولا رغبة فى الاستعراض الإعلامى، وإنما كانت طريقاً حتمياً وضرورة لا مفر منها، خصوصاً أن التخطيط فى مصر لم يعد عشوائياً.. ولا يعطى مسكّنات تُرحِّل الأزمات لسنوات مقبلة تتغير فيها الأنظمة والحكومات!! بل بات المستقبل يُصنع الآن وفق يقظة ضمير وطنى غاب طويلاً!
لم تكن العاصمة الإدارية الجديدة وحدها التى بدأها الرئيس باعتبارها مشروعاً قومياً يتم بإشراف الرئيس شخصياً، بل كل المدن الجديدة التى أصبح أغلبها حقيقة الآن تمت تحت الإشراف المباشر أيضاً للرئيس.. فبخلاف العاصمة الجديدة شاسعة الاتساع التى تتجاوز الـ١٨٠ ألف فدان، هناك مدينة شرق بورسعيد التى تتجاوز الـ٢٣ ألف فدان، والمنصورة الجديدة التى تتخطى الـ٧ آلاف فدان، ومدينة العلمين الجديدة التى تجاوز تخطيطها الجديد الـ٤٨ ألف فدان، ثم مدينة الفرافرة الجديدة شاسعة الاتساع، كما هو حال مساحات المدن فى الوادى الجديد وما حوله! هناك أيضاً مدينة رفح الجديدة بوحداتها السكنية التى تتجاوز العشرة آلاف وحدة، ومدينة الإسماعيلية الجديدة التى تتجاوز وحداتها الـ٥٢ ألف وحدة سكنية بأحيائها المتعددة ومرافقها الكاملة، ثم مدينة ناصر بغرب أسيوط على مساحة تجاوزت الـ٦ آلاف فدان فوق هضبة أسيوط الغربية، وهى تختلف تماماً عن مدينة أسيوط الجديدة التى تقع فى الجانب الشرقى للعاصمة أسيوط!
ثم هناك مدينة الجلالة الجديدة التى تقع فوق سطح البحر بمئات الأمتار وتقع بين العين السخنة والزعفرانة على مساحة تزيد على الـ١٧ ألف فدان، وهناك عدة مدن ستغير شكل الحياة فى الصعيد وعلى مساحات لم يكن يتخيلها أحد. من مدينة غرب قنا بمساحة تقارب الـ٩ آلاف فدان، إلى نجع حمادى الجديدة بمساحة تتجاوز الـ٢٣ ألف فدان، إلى توشكا الجديدة بـ١٠ آلاف فدان، إلى شرق العوينات بمساحة مفتوحة، إلى أسوان الجديدة بما يزيد على ٧٤ ألف فدان، وسوهاج الجديدة بوحدات سكنية تستوعب أكثر من ٣٠ ألف نسمة!!
وفى القليوبية بالشمال أيضاً مدينة العبور الجديدة التى سيزيد عدد سكانها على الـ ٨٠ ألف نسمة رغم أنها امتداد للعبور القديمة!!
ويبلغ إجمالى المدن الجديدة من إجمالى مساحات وفق إحصائيات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة 50% تقريباً، وتصل مساحات هذه المدن إلى ما يزيد على 380 ألف فدان من إجمالى المساحات المستغلة خلال الـ40 عاماً الماضية!!
المدن، كما رأينا، لا تقتصر على كونها ظهيراً جديداً لعواصم محافظات كسوهاج والمنصورة والمنيا مثلاً. بل مجتمعات تتم لأول مرة فى أماكن بعيدة كالجلالة مثلاً، أو كمدن كبرى ليست عواصم محافظات مثل ملوى والفشن ورفح وأكتوبر وحدائق أكتوبر وسفنكس، والهدف من إنشائها تحقيق التطور التكنولوجى، وخصوصاً الرقمى منها، حيث إن مجال الاتصالات من أكثر القطاعات استثماراً فى هذه المدن، وتهدف الخطة إلى توفير العمل لأكثر من 6 ملايين مواطن، بالإضافة إلى استيعاب أكثر من 15 مليون مصرى من إجمالى سكان شعبنا!!
السؤال: هل هناك علاقة مباشرة بين بناء هذه المدن والاقتصاد حالياً أم أنها من أجل مستقبل أفضل للمصريين بعد سنوات؟
الإجابة المباشرة أيضاً والمؤكدة هى نعم وطبعاً بل وطبعاً جداً.. فكل المدخلات فى بناء هذه المدن من الأسمنت وحديد التسليح ودهانات ومصابيح وأسلاك كهربائية وزجاج وسيراميك وبلاط وأخشاب وأدوات صحية وجميع مستلزمات إعداد هذه المدن لتصبح جاهزة لاستقبال السكان من إنتاج مصانع مصرية، إما أنقذناها من الإغلاق أو أعدنا لها العمل بأكثر من وردية شغل، وهو ما استوعب عمالة جديدة حصلت على مصدر دخل سيتحول إلى إنفاق فى السوق لشراء سلع وخدمات ستسهم فى حركة سلع ومجالات أخرى، وهكذا تتحرك عجلة الاقتصاد!
وكل عناصر ما سبق من أشخاص أو شركات إما سيسددون ضرائب على أنشطتهم أو سيودعون أموالهم فى بنوك محلية أو الأمران معاً، وبالتالى سيتأثر الاقتصاد إيجابياً!
وهو ما تؤكده الأرقام وترصده المؤسسات المعنية ويشعر به شعبنا، ويشعر به فى المستقبل أكثر وأكثر!
إنها ٢٥٥٥ يوماً من العمل لشعب استطاع أن يصنع الأمل!!