تذكرة لزيارة معالم المسجد الكبير في الهند
على مدار شهرين كاملين، سيطر مشهد الهدوء والفراغ التام على شوارع العاصمة الهندية ديلهي، باتت خالية من السيارات والمارة، والمحال أغلقت أبوابها على مدار اليوم، عداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا كان في ارتفاع مستمر، والخوف يتملك النفوس، عناوين الأخبار وما تعرضه شاشات التليفزيون من أرقام مرعبة لمصابي «كوفيد 19» بعد ظهور السلالة الهندية الجديدة، ألزمت الجميع منازلهم، كل شيء أغلق أبوابه إلا المستشفيات كانت تعمل على مدار الساعة، تستقبل آلاف المصابين يوميًا.
عودة الصلوات في المسجد الكبير بالعاصمة الهندية ديلهي
انفراجة بسيطة كسرت جمود المشهد السابق، لمسها سكان الدولة الآسيوية بعد أن أعلنت السلطات الهندية عودة استقبال المصلين بالمساجد الكبرى، مع الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية خوفا من تجدد ارتفاع منحنى الإصابات بالسلالة الهندية أو«متحور دلتا»، مع شرط تحديد الأعداد ودفع مقابل مادي «تذاكر» لزيارة معالم المسجد الجامع أو«جاما مسجد» المسجد الرئيسي في دلهي القديمة في الهند وأكبر مسجد في الهند منعا للاختلاط في الداخل.
50 روبية لزيارة مآذن ومعالم المسجد الكبير في الهند منعا للتزاحم
«الدخول إلى المسجد مجاني ولكن الدخول على المئذنة وزيارات معالم المسجد الأثرية كما اعتاد الأهالي يكون بمقابل 50 روبية»، يقول الشاب الهندي «شاه زيب أحمد» أحد سكان العاصمة ديلهي، في بداية حديثه لـ«الوطن» عن فتح المسجد الكبير للمصلين وزيارة معالمه التاريخية وفقا لشروط محددة في ظل تفشي فيروس كورونا في الهند منعا للتزاحم والاختلاط.
زيارة مآذن المسجد الكبير في ظل انتشار متحور دلتا وفقا للإجراءات الاحترازية
نظرا لكون المسجد الجامع، معلما بارزا وأحد من مناطق الجذب السياحي الأعلى في ديلهي، يأتي إليه الزائر ليس فقط للصلاة وإنما لزيارة معالمه والتجول بين أروقته وساحاته التاريخية، «المسجد يضم المآذن والقباب الشاهقة الارتفاع يصعد إليها الزائرون للاستمتاع بمشهد الساحات من أعلى كجولة سياحية دينية»، ولكن مع استمرار تفشي فيروس كورونا في الدولة الآسيوية قررت السلطات دخول معالم المسجد وساحاته الخارجية بمقابل مادي، بحسب وصف الشاب الهندي العشريني، مع فرض ارتداء الكمامة والتعقيم قبل الدخول.
بعد فترة غلق دامت أكثر من شهر كامل لكل مساجد الهند، تم السماح للهنود بإقامة الصلوات الخمس في أكبر مسجد بالعاصمة الهندية مع تنظيم الأعداد وعدم التقارب بين المصلين، «الكل فرحان لأن مسجد جاما جزء من تاريخنا وحياتنا وصلوات الجمعة كل أسبوع وصلاتي العيد لا أحد يشعر بفرحتهم إلا بالصلاة في المسجد الكبير»، بحسب وصف شاه زيب.
كغيره من الملايين المشتاقين للصلاة في المسجد الكبير، خاض الشاب الهندي التجربة بعد طول حرمان، وأقام صلاتي الظهر والعصر في المسجد التاريخي، ودفع المقابل المادي المحدد للصعود إلى المئذنة «دفعت تذكرة وطلعت المئذنة والساحات الخاصة بالمسجد كنت متلهف للزيارة بعد طول حرمان»، بحسب تعبيره.