إربد: ندوة تعاين واقع التعليم العالي الخاص في الاردن
اربد- محمد قديسات
تصوير انس جويعد
عاينت ندوة حوارية نظمتها الجمعية الاردنية للفكر والحوار والتنمية في اربد امس السبت واقع التعليم العالي الخاص في الاردن .
ودعت الندوة التي شارك بها رئيسا جامعتي عمان المفتوحة الدكتور محمد الوديان واربد الاهلية الدكتور احمد الخصاونة وادارها رئيس الجمعية نائب رئيس مجلس النواب الاسبق الدكتور حميد البطاينة الى الغاء التمايز بين الجامعت الخاصة والرسمية بادراج القبول في الجامعات الخاصة على نظام القبول الموحد.
وقال الدكتور الوديان ان الجامعات المرموقة في العالم هي جامعات خاصة وهي تقود مسيرة التعليم العالي في بلادها لانها اعطيت المساحة الكافية لانتاج قيمة تعليمية وليس تخريج طلبة فحسب.
وانتقد الوديان كثرة الجامعات الخاصة في الاردن وما رافق ذلك منتنافس على التخصصات بينها ما جعلها جامعات بلا هوية وصبغة علمية تعرف بها يقبل عليها الطلبة الذي تتوافق ميولهم وقدراتهم مع هذه الصبغة.
ودعا الوديان الى تحديد التخصصات الرئيسية والفرعية في الجامعات الخاصة لتكون لها هوية تشتهر وتتميز بها عن غيرها تشكل مقصدا لدارسين بعينهم .
ولفت الى ان واقع التعليم العالي في الجامعات الخاصة الرسمية لا يختلف عنه كثيرا في الجامعات الرسمية باستثناء بعض الجوانب القانونية والتشريعية وتعليمات هيئة الاعتماد ومجلس التعليم العالي مشيرا الى الحاجة الماسة لاستراتيجية وطنية للتعليم العالي في الاردن لا تفرق بين الجامعات باعتبارها جميعا جامعات وطنية.
واكد الوديان ان الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك تشكل مرجعية وارضية خصبة لبناء استراتيجية وطنية شاملة للتعليم العالي تعالج الثغرات وقادرة على استشراف المستقبل ووضع البرامج والاجراءات القادمة على التعاطي مع التحديات المستقبلية قبل ان تسقط على ارض الواقع.
واشار الى انه من ابرز التحديات الماثلة في واقع التعليم العالي الخاص ازدواجية القوانين الناظمة له ما بين قانوني التعليم العالي والصناعة والتجارة اضافة الى انه محكوم بعوامل النظرة المادية من طرفي المعادلة المستثمر الذي يبحث عن الربح والطالب الذي يبحث عن العروض الاقل تكلفة.
وطالب الوديان باعادة الاعتبار لهوية الجامعة التي تبعثرت مع تعدد التخصصات وتنوعها حتى اصبحت الجامعات الخاصة تبحث عن الشمولية بغض النظر عن هويتها العلمية وهي ما يتشابهة مع الجامعات الرسمية التي فقد الكثير منها هويتها العلمية الخاصة بها والتي انشئت من اجلها.
ونوه الى ان عدم تفعيل مفهوم الاقتصاد المعرفي وهو ما يشكل بوصلة التوجه المستقبلي للتعليم العالي لارتباطه بالاقتصاديات العالمية المتوقعة للعشرين سنة القادمة على اقل تقدير الى جانب ضعف البحث العلمي الدافع للتنمية.
ودعا الخصاونة الى اعادة النظر باسس القبول وضورة التوجه لاستحداث تخصصات تكنولوجية وتقنية جديدة وتطويرالبنى التحتية المناسبة على نحو يستوعب خطط وبرامج الجامعات في اطار معايير الجودة.
وقال الخصاونة الى ان العدد الاكبر من خريجي الجامعات باتوا غير قادرين على الملائمة لسوق العمل ما يستدعي الغاء التخصصات المشبعة والراكدة والتركيز على الريادة والابداع وانشاء حاضنات الاعمال لرفع الميزة التنافسية لمخرجات الجامعات الخاصة.
واكد الخصاونة ضرورة تحديد الاوليات البحثية الوطنية للمرمحلة القادمة بشكل يتوائم مع الظروف التي يمر بها الاردن والتحديات الماثلة على جميع الصعد الى جانب دعم البحث العلمي الموجه نحو المشاريع الابتكارية من القطاع الخاص.
من جانبه اشار البطاينة الى ان التغيير المستمر في القيادات الادارية في الجامعات وفي مواقع صنع القرار في وزارة التعليم العالي ادى الى ضعف الحاكمية الرشيدة في وضع خطط وسياسات تعليمية تحاكي التطور المتسارع في العالم.