منذ عام تقريبًا صدر لى حكم بإلغاء رخصة صادرة لشخص بموجب أوراق مزورة على قطعة أرض مملوكة، بموجب عقد مسجل شهر عقارى.. وتوجهت للشؤون القانونية بمجلس المدينة بالصيغة التنفيذية للحكم لتنفيذ ما جاء بمضمونه، ولا أحدثك عن التعنت الشديد من مدير الشؤون القانونية على مدار أربعة أشهر، فتوجهت لنواب رئيس مجلس المدينة فلم يفعلوا أى شىء، وقررت التوجه لرئيس مجلس المدينة لأشكو له تعنت مرؤوسيه فى تنفيذ حكم قضائى واجب النفاذ، ولم أتمكن من مقابلته بحجج مختلفة، مرة بيمر بالشوارع ومرات عنده اجتماعات ومشغول!
وبالمصادفة اتعرفت على أحد شباب المجتمع المدنى وخدمة الناس، وحكيت له مأساتى وضعفى وقلة حيلتى فأصر أن يكون معى حتى نصل لرئيس مجلس المدينة، وعرض الأمر عليه، وفعلًا توجهت معه للسيد رئيس مجلس المدينة ولم نتمكن من مقابلته بحجة أنه فى اجتماع ومعه ناس كثيرة، ولن يتمكن من مقابلتنا فى هذا اليوم، ولكن هذا الشاب أقسم بالله أننا لابد أن نقابله اليوم.. وفجأة اتصل بأحد أعضاء مجلس النواب وأبلغه بأن عنده مشكلة كبيرة ويجب مقابلة رئيس مجلس المدينة فورًا. وفعلًا ثوانى معدودة وتم إدخالنا للسيد رئيس مجلس المدنية ووجدناه بمفرده وليس هناك أى اجتماع!
وعرضت عليه المشكلة والصيغة التنفيذية للحكم، وقام الرجل مشكورًا بحل المشكلة فى ساعات وتنفيذ الحكم القضائى واجب النفاذ، وعرضت عليه ما واجهته من صعوبات كثيرة من الموظفين لتنفيذ الحكم.. خلاصة كلامى لحضرتك من ليس معه واسطه ببلادى لن يتمكن من حل مشاكله»!
وصاحب الرسالة يشير إلى نقطة غاية فى الخطورة أن رئيس المدينة لا يقابل أحدًا وليس فى اجتماع ولكن مكتبه يبرر أى شىء بأنه فى مرور أو اجتماعات.. وهى حركات نعرفها ونفهمها وتحدث كثيرًا.. وميزة هذه الرسالة أنها لا تتهم أحدًا ولا تكشف عن طبيعة الموضوع، وتشكر رئيس المدينة فى النهاية، ويتناسى صاحبها كل العذاب الذى تعرض له.
ميزة أخرى، إننى عندما أشرت فى المقال لموضوع المحافظ الذى لا يعرفه أحد، كنت أقصد أيضًا رئيس المدينة الذى لا يحتك بأحد ولا يعرفه أحد، وموجود فى منصبه ليس لخدمة الناس ولكن ليتسلى بالوظيفة بدلًا من قهوة المعاشات، وهؤلاء لا ينبغى أن يكون هناك مجال لهم!
باختصار، أطلقوا فرق الاستطلاع لمعرفة مدى قيام المسؤولين بمهامهم.. وعندى أن شابًا مثل الذى تحدثت عنه الرسالة أولى بهذه المهمة من رئيس المدينة.. نريد شبابًا يخدمون المواطنين!.