2021-08-05 00:29:00
رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- رغم مرارة الفقدان، إلا أن الطالبة وفا النمروطي، أصرت على مواجهة الصعاب، وتجاوز المحنة، محنة الغياب الأبدي للوالد. تحدت الظروف والاحتلال، وواصلت رحلة النجاح والتفوق، لتثبت للعالم أن الفلسطينيين أصحاب رسالة سامية، بعد أن أحرزت معدل 95.6 بالفرع العلمي، لحظة إعلان النتيجة وجدت وفا نفسها تعانق صورة والدها الشهيد، تبكي وتحتضنها، وتخبره أنها حققت التميز لأجله، حتى وإن غاب عن حياتها وهي لا تزال جنينا في رحم أمها، وبلحظات تأمل لا يفهمها سوى من عانى مرارة فقدان الأب، أيقنت أن والدها معها، يبتسم لها ويربت على كتفها، يفاخر كل العالم بنجاحها وتفوقها.
فقبل 18 عاما استشهد خالد النمروطي الذي نشأ و ترعرع في أزقة مخيم العين قرب نابلس، والملقب بـ "أبي الوفا" أحد قادة كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح في عملية اغتيال صهيونية واسعة شارك فيها عدد كبير من آليات الاحتلال وطائرات الأباتشي، بعد اشتباك مسلح وعنيف، تاركا خلفه طفلتين، شهد 4 سنوات، وشذا سنتين، و زوجة حاملا بشهرها السابع، وسرعان ما انتشر خبر استشهاد خالد في نابلس، وتناقلته وسائل الإعلام التي طالما أعلنت غياب نجمٍ سطع متألقاً في كبرياء السماء، لتتلقّى زوجته سناء الترابي الخبر بالصبر والاحتساب، فهو الذي ما فارق الحديث عن الشهادة لسانه يوماً، وهو الذي كان يعلّمها كيف تربّي بناته على الصبر والإيمان بالقدر وتحدّي المحتل.
بفخر وفرح تتحدث الطالبة وفا لـ "الحياة الجديدة" :الحمد لله الذي لم يضيع تعبي وجهودي سدى، ومنَّ علي بالنجاح والتفوق الباهر الذي أدخل السرورعلى قلب والدتي وكل أفراد عائلتي"، ووجهت الشكر، لوالدتها وشقيقاتها ومعلماتها، وكل الذين وفروا لها كل السبل والأجواء المناسبة للدراسة وإمكانية التفوق.
الإرادة والتصميم والاجتهاد والمثابرة، هي عناوين وشعارات رفعتها وفا منذ بداية مرحلة الثانوية العامة، لتبرهن لكل من يظن أن أبناء الشهداء والأسرى قادرون على تحقيق النجاحات، تقول الوالدة في معرض حديثها لمراسلة "الحياة الجديدة".
وتتابع وفا "ربما ترك فقدان الأب فراغا كبيرا في حياتنا، إلا أنه كان دافعا لتفوقي وحصولي على معدل عال، كما كان دافعا لتفوق شقيقاتي شهد وشذى من قبلي، فالوالد قدوة لنا، وطيفه لا يفارقنا في كل الأوقات".
تقف وفا النمروطي مرفوعة الرأس وسط أحبتها وعائلتها، وتهدي نجاحها وتفوقها إلى روح والدها الشهيد خالد، والى أرواح كل شهداء الوطن، وإلى أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال.
ملفات ذات علاقة