بيروت.. حمّى في صرف سعر الدولار.. أزمة اقتصادية خانقة وتجاذبات سياسية بين الفرقاء
2021-06-27 09:27:00
بيروت -الحياة الجديدة- هلا سلامة- حالة من الإرباك تسود الشارع اللبناني، تفرضها الأزمات المعيشية المنفلشة يوما بعد يوم. وقد واصل الدولار الأميركي ارتفاعه الجنوني أمس، ليبلغ حدود الـ18
ألف ليرة لبنانية، أي بزيادة ألفي ليرة خلال أقل من 20 ساعة.
تطور استنفر الشارع اللبناني حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، إذ عمد عدد كبير من تجار الأسواق التجارية إلى إغلاق محالهم بسبب الخسائر التي يتكبدونها من عدم استقرار الوضع المالي والاقتصادي في البلاد، فيما لجأ المحتجون إلى اقفال الطرقات في غالبية المناطق وقد سقط عدد من الجرحى من بين المتظاهرين في ساحة الشهداء في مدينة صيدا بعد محاولة فتح الطريق التي قطعوها احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.
شارع لبنان المأزوم بطوابير الذل من أجل تأمين الوقود والأدوية المفقودة من الصيدليات وانقطاع الكهرباء الذي يهدد استمرارية عمل معظم المرافق، وارتفاع أسعارالسلع والمواد الغذائية الأساسية ليست المخيمات الفلسطينية ببعيدة عنه، إنما بفروقات أوضحها لـ "الحياة الجديدة" أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا اللواء ماهر شبايطة.
شبايطة يلفت إلى أن الحرب الاقتصادية طالت كل المناطق في لبنان وكل من هو موجود على أراضيه، ويرى أن جهود الرئيس محمود عباس في إيصال رواتب منتسبي منظمة التحريرالفلسطينية، والهلال الأحمر وأسر الشهداء والجرحى وكافة المستفيدين، بالدولار الأميركي إلى لبنان، لعبت الدور الأهم في التخفيف من أعباء أبناء شعبنا، كما كان للسفير الفلسطيني في لبنان ومسؤولي المالية والساحة جهودهم في سبيل تحقيق ذلك.
ويشير شبايطة إلى أن المكافآت والمساعدات المقدمة من السلطة الوطنية سواء للطلاب أو لقطاع المرأة أو لمن لديهم حالات اجتماعية خاصة تصرف أيضا بالدولار .
كما لفت إلى أهمية الدور الذي يلعبه الضمان الصحي الفلسطيني في تسديد المبالغ المتبقية من الفاتورة الاستشفائية التي تدفع جزءا منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للمؤسسات الطبية.
وشدد شبايطة على دور مؤسسة الرئيس محمود عباس في التخفيف عن كاهل الأهالي عن طريق المنح التي تقدمها للطلاب الجامعيين، مشيرا إلى أهمية "التكافل الاجتماعي"، الذي رعاه الرئيس أبو مازن عبر مد جسور التواصل بين أبناء شعبنا الميسورين في فلسطين وبلاد الاغتراب من جهة والذين يعانون من الضائقة الاجتماعية في لبنان من جهة أخرى، ما خفف من تأثير حدة الأزمة المالية على أهلنا في لبنان.
وختم شبايطة قائلا: "نحاول قدر الإمكان استنهاض شعبنا وحتى الساعة نؤكد أنه لم تحصل أي مشكلة أو جريمة سرقة مثلا في المخيمات أو التجمعات الفلسطينية بسبب الأزمة المالية اللبنانية وفي ذلك دور مهم تلعبه القيادة الفلسطينية الموجودة في الساحة".
لبنان الذي يشهد خلافات حادة بين فرقائه السياسيين، تفاقم أزمة التعطيل فيه وعدم إيجاد أي فرص للحلول، ليست ساحته بعيدة عن التجاذبات السياسية الدولية وآخرها يوم امس بين أميركا وإيران إذ بعثت لها الأخيرة وعبر ناقلات نفطها التي لم تطأ الشواطىء اللبنانية برسائل سياسية على لسان سفارتها في بيروت التي غردت بأن وصول ناقلات النفط الإيرانية إلى بيروت بغنى عن "تفاهات" السفيرة الأميركية ولا ينبغي للأخيرة أن تتدخل في العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الإيراني واللبناني، خبر وصول ناقلتي نفط من إيران سرعان ما نفته وزارة الطاقة اللبنانية.
وتأتي هذه الرسائل بالتوازي مع تنسيق أميركي فرنسي عالي المستوى ظهر عبر موقف أعلن عنه من باريس منذ يومين وزيرا الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، والاميركي انطوني بلينكن اللذان شددا على ضرورة ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم.
ملفات ذات علاقة