الثلاثاء 15 يونيو 2021
كان الحزن خلال الأسبوعين الماضيين معقودا على أبواب أسرتنا، وتمددت الصدمة التي سلبتنا النوم والراحة وتلاشت زحمة الكلمات من هول وصعوبة الاختبار، وأصبحت الأخبار المفجعة كمحراث يشق الأرض، كان كتاب القدر مفتوحا أمامنا ولكننا ربما لم نحسن القراءة، فبتاريخ 25 مايو مشى الموت على صدورنا واختطف أختنا “حنان بنت علي الرويعي”، ولم نكمل غسل شبابيك منازلنا من الحزن حتى فجعنا بوفاة شقيقتها “هيا بنت علي الرويعي” في 8 يوليو، حيث ظل صوت الموت يثقل كاهلنا، وقبل أن يغمض ليل يوم 12 يوليو جفنه تذكر الموت والدتهم أم الخير والطيبة عمتي “ثاجبة بنت أحمد النصاري”، وهنا توقف الزمن عندنا وهجرنا الغد وكأننا أحرف حزينة مبعثرة، وقبل أن نقول حتى كلمة الوداع للعمة أبى الموت إلا أن يمشي نحونا وخطف الشقيقة الثالثة “رقية بنت علي الرويعي” وترك أحلامها الصغيرة والمتواضعة كزهرة مشنوقة على الشجر.
شعرنا بعدها أن مقاومتنا للحزن بدأت تضمحل شيئا فشيئا، وأن الانهيار قادم لا محالة، لكن وقفة كل شعب البحرين دون استثناء، ومواساتهم واتصالاتهم وتعازيهم رفعت الأثقال عن كاهلنا الضعيف، أشخاص لا نعرفهم ولم نلتق بهم في أية مناسبة شاركونا الفجيعة ومسحوا على قلوبنا المطعونة، كلما تقدم بنا الحزن كلما زادوا في خطوات المواساة وأعادونا إلى الاتزان، لقد خففوا عنا الصدمة المؤلمة والواقع الأليم حينما كانت أعماقنا تسبح في سكون رهيب وأبعدونا عن بحر الحزن الهائج باتجاهنا.
أهل البحرين غير عاديين في تأدية الواجب، وهذا ما تعودنا عليه في هذه الأرض الطيبة، فمعكم وبوقفاتكم لا شيء يدعو إلى الألم وحزن الفراق، وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه “شعورنا في البحرين شعور الأسرة الواحدة”، فلكم منا ونيابة عن عائلتي “الرويعي والنصاري” كل الشكر والتقدير على مشاعركم النبيلة التي تضاف إلى تاريخ أهل البحرين الأوفياء.
التعليقات