مارجريت عازر: أعادت للمرأة الكثير من حقوقها التى أهدرتها جماعة الإخوان
ميرفت التلاوى: الثورة نقطة فارقة وطوق نجاة ليس للمرأة وحدها ولكنها أنقذت البلاد
كتبت: نجوى إبراهيم
لاشك أن تقدم المجتمعات يقاس بتقدم وضع المرأة, ومدى تقدير المجتمع لها, وبالفعل بعد ثورة 30 يونيو تحقق للمرأة الكثير والكثير من الحقوق التى كانت تسعى اليها طوال رحلة كفاحها على مدى مائة عام ,فالثورة كانت بداية الطريق لتحقيق انجازات لصالح المرأة المصرية, واستطاعت إزاحة حكم الجماعة الارهابية التى تعاملت مع المرأة بمنهج الاقصاء وحاولت الاغارة على كافة المكتسبات التى حصلنا عليها بعد نضال طويل, وجاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح هذه الأوضاع.
نجاحات
من جانبها أكدت رئيسة المجلس القومى للمرأة “مايا مرسى” أن مصر حققت خلال السنوات الأخيرة إنجازات هامة في مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، تمثل أهمها في صدور الدستور المصري الذي يتضمن نصوصا عديدة تكفل لها الفرص المتكافئة ويمنع التمييز الذي يمكن أن يمارس ضدها ويضمن لها الحماية، وقد نتج عن تفعيل الدستور حصول المرأة المصرية على نسبة تمثيل في مجلس النواب أكثر من 25% من عدد المقاعد, وكفل لها ربع مقاعد المجالس المحلية، كما شغلت المرأة المصرية لأول مرة منصب المحافظ، وأول مستشارة أمن قومي لرئيس الجمهورية، وعلى الصعيد الاجتماعي فقد تضاءلت الفجوة بين الجنسين في الالتحاق المدرسي وتراجعت مستويات وفيات الأمومة، كما تم تغليظ العقوبات القانونية في جرائم الختان والتحرش، وصدور قانون تجريم الحرمان من الميراث، وتغليظ عقوبة الختان, بالإضافة إلى حقوق كحق الخلع، ومنح الجنسية للأطفال وإنشاء محاكم الأسرة.
وأشارت إلى أن المجلس أطلق الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتى أقرها رئيس الجمهورية كوثيقة العمل الحكومية للأعوام القادمة، وهى تعتبر الاستراتيجية الأولى على مستوى العالم فى اتساقها مع أهداف التنمية المستدامة.
المساواة
وترى د”هبة هجرس” عضو القومى للمرأة ورئيس لجنة المرأة ذات الاعاقة بالمجلس, أن المرأة المصرية حققت العديد من النجاحات خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو, صحيح لا نستطيع أن نقول إنها حصلت على المساواة التامة مثلها مثل الرجل, ولكنها استطاعت أن تخطو خطى واضحة من أجل تحقيق المساواة, ممكن ان نطلق عليها تكافؤ الفرص.
وأوضحت أن الوضع الحالى تحسن كثيرا فعلى صعيد تمكينها السياسي والوصول إلى مواقع صنع القرار والتي كانت تمثل سابقا أضعف حلقات تمكين المرأة، تم تعيين أول امرأة “محافظ” وأول امرأة مستشار للأمن القومي لرئيس الجمهورية، وتعيين أول نائبة لمحافظ البنك المركزي، وتعيين سيدات نائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة، وتعيين المرأة فى مجلس الدولة لأول مرة, وتعيين نائبات للمحافظين بالإضافة إلى وجود 8 وزيرات فى الحكومة.هذا بخلاف وجود 163 نائبة بمجلس النواب بنسبة 27% من عدد المقاعد, وفيما يخص المكاسب حصلت عليها السيدات الفقيرات أوضحت انه تم تسليط الضوء على العديد من المشكلات التى تعانى منها المرأة وتحاول الحكومة جاهدة من أجل تمكين المرأة اقتصاديا من خلال برنامج تكافل وكرامة الذي وصل إلى 3,5 مليون مواطن مصري، وكان 90 فى المائة من المستهدفين من السيدات، كما تم العمل على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبرنامج “مستورة”، الذي يوفر تمويلا تتراوح قيمته ما بين 4 آلاف و20 ألف جنيه، لمساعدة المرأة الفقيرة القادرة علي العمل، لإنشاء مشروع صغير ومتناهي الصغر.
حياة كريمة
وكذلك تم إطلاق مبادرة “حياة كريمة”، مستهدفة توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، والتي سوف تنعكس بالايجاب على المرأة المصرية فى جميع المجالات، ومن أهمها الصحية والاقتصادية، خاصة أن المرأة المعيلة تعول نحو 30 في المائة من الأسر.
وعلى مستوى المرأة ذات الاعاقة أكدت “هجرس” أن بعد ثورة 30 يونيو حققت مصر إنجازات غير مسبوقة في ملف دمج النساء ذات الإعاقة في الحياة السياسية رغم التحديات التى تواجه هذه الشريحة وبدأ ذلك باقرار دستور 2014 وما تبعه من وجود غير مسبوق للمرأة ذات الإعاقة في عضوية البرلمان المصري في الدورة البرلمانية 2015، وهو ما تكرر في الدورة البرلمانية الحالية، كما ان القانون 10 لعام 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة جاء ليراعى الفوارق بين الجنسين واحتياجات أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم كما تم مراعاة صياغة قانون الخدمة المدنية لاهم احتياجات النساء ذوات الإعاقة وأمهات الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهن.
استعادة الحقوق
وتشاركها الرأى “مارجريت عازر” عضو مجلس النواب سابقا، حيث ترى ان ثورة 30 يونيو أعادت للمرأة الكثير من حقوقها التى تم إهدارها على يدى جماعة الاخوان, والوقت الحالى يعتبر العصر الذهبى للمرأة لان هناك ايمانا بدورها مشيرة الى مكتسبات هذه الفترة والتى يأتى فى مقدمتها ثميلها فى الوزارات بشكل ناجح بنسبة تخطت الـ 25%، بالاضافة الى كونها محافظا لأول مرة وكذلك مستشارا لرئيس الأمن القومى، علاوة على تحديد كوته لها بنسبة 25% فى كل المجالات سواء بالمجالس النيابية او المحلية، وكلها مكتسبات سياسية للمرأة نأمل فى زيادتها بمرور الوقت.
طريق طويل
ومن جانبها أكدت السفيرة “ميرفت التلاوى” الرئيس السابق لمنظمة المرأة العربية إن ثورة 30 من يونيو، كانت بمثابة نقطة فارقة وطوق نجاة ليس للمرأة وحدها ولكنها انقذت البلاد والمنطقة العربية بأكملها من مصير فوضوى موضحة أن الثورة كانت فاتحة خير على المرأة فقد قطعت شوطا بعيدا فى المطالبة بحقوقها والحصول عليها، وعندما تولى الرئيس “السيسى”حكم البلاد تحققت آمال المرأة المصرية وفى كل عام نتقدم خطوات الى الأمام لاننا تحت قيادة سياسية تعى وتعزز دور المرأة واهميتها فى المجتمع ..الا ان المشوار مازال طويلا أمام المرأة المصرية, فلابد أن نصل الى القواعد العريضة من السيدات فى القرى الريف, ومواجهة الافكار المتطرفة التى لا تزال تنتقص حقوق المرأة وتعاملها كأنها مواطن درجة ثانية, خاصة أن هذه الأفكار المتطرفة تؤثر فى دور المرأة وتسهم فى تراجعه, وللأسف هذه الافكار تتخذ الدين ستارا لها ..واكدت أن قضية المرأة هى قضية وعى ومواجهة الافكار الظلامية والعادات والتقاليد التى عفى عليها الزمن لافتة الى أن الموروثات الثقافية والاجتماعية والافكار الظلامية تضع المرأة فى قالب معين وتهدر حقوقها.
وأشارت إلى ان التمكين الاقتصادى للنساء فى الريف والقرى يجب أن يكون مهمة قومية, فالمرأة هناك تعتقد أن وظيفتها الوحيدة هى الانجاب.