comparemela.com


قراءة لأهم تقرير لأجهزة المخابرات الأمريكية
هذا‭ ‬التقرير‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية‭ ‬بالغة،‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬صنع‭ ‬السياسة‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬قرأوه‭ ‬بتأمل‭ ‬وعناية‭.‬
أعني‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬مجلس‭ ‬المخابرات‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكي‭ (‬NIC
‭) ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬القادمة‭ ‬ويحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الاتجاهات‭ ‬العالمية‭ ‬2040‮»‬‭.‬
هذا‭ ‬التقرير‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬إصداره،‭ ‬والتقرير‭ ‬الحالي‭ ‬بالذات‭ ‬يثير‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والتوقعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬ندرسها‭ ‬جيدا‭ ‬ونستخلص‭ ‬منها‭ ‬الدروس‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬عربية‭ ‬لبناء‭ ‬تصورات‭ ‬للمستقبل‭.‬
عن‭ ‬التقرير
تقرير‭ ‬‮«‬الاتجاهات‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬يصدره‭ ‬مجلس‭ ‬المخابرات‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكي‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬أي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬أمريكية‭ ‬ومجيء‭ ‬إدارة‭ ‬جديدة‭ ‬ويقدم‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭.‬
الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬للتقرير‭ ‬هو‭ ‬دراسة‭ ‬وتحليل‭ ‬المستقبل‭ ‬المتوقع‭ ‬للعالم‭ ‬ومختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والتطورات‭ ‬والصراعات‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬نحو‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬قادمة،‭ ‬وطرح‭ ‬مختلف‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬إليها‭ ‬العالم،‭ ‬كي‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬ومتخذي‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬استراتيجياتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬موضوعية‭ ‬سليمة‭.‬
هناك‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬تعطي‭ ‬لهذا‭ ‬التقرير‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬ليس‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬
1‭ ‬–
‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬المخابرات‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬للتقرير‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬أوسع‭ ‬قاعدة‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬وآراء‭ ‬وتقديرات‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭.‬
ويقول‭ ‬التقرير‭ ‬الحالي‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والباحثين‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬المختلفة‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬طائفة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وقادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬وباحثين‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬وآسيا،‭ ‬ومجموعات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭... ‬وهكذا‭.‬
هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬الواسعة‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬والمصادر‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬للتقرير‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والموثوقية‭.‬
2‭ ‬–
‭ ‬أنه‭ ‬يراعى‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬التقرير‭ ‬وتحليلاته‭ ‬وتوقعاته‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موضوعيا‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬كي‭ ‬يؤدي‭ ‬الغرض‭ ‬المراد‭ ‬منه‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬معدي‭ ‬التقرير‭ ‬لا‭ ‬يحرصون‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬متسقا‭ ‬مع‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المعتمدة‭ ‬والمعلنة‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬متسقا‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬تقديرات‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬وافتراضاتها‭ ‬وحدها‭.‬
3‭ - ‬أنه‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تنبؤات‭ ‬وتوقعات‭ ‬التقرير‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬للمستقبل،‭ ‬فإنه‭ ‬يتسم‭ ‬بالشمولية‭ ‬في‭ ‬نظرته‭ ‬التحليلية‭ ‬لمستقبل‭ ‬العالم‭ ‬وقضاياه‭. ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬وإنما‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.. ‬الخ‭.‬
هذا‭ ‬يعطي‭ ‬لمن‭ ‬يقرأ‭ ‬التقرير‭ ‬ويهتم‭ ‬به‭ ‬فرصة‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الوضع‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬وفي‭ ‬ترابط‭ ‬قضاياه‭.‬
هذا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التقرير‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير؟
{
التقرير‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام‭ ‬عامة‭. ‬
القسم‭ ‬الأول،‭ ‬يناقش‭ ‬القوى‭ ‬الهيكلية‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬مجالات‭ ‬هي،‭ ‬التركيبة‭ ‬السكانية،‭ ‬والبيئة،‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬المجالات‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬المستقبل‭ ‬العالمي‭. ‬
القسم‭ ‬الثاني،‭ ‬يناقش‭ ‬كيفية‭ ‬تفاعل‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬الهيكلية‭ ‬مع‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدول‭ ‬والنظام‭ ‬الدولي‭. ‬
في‭ ‬القسم‭ ‬الثالث،‭ ‬يضع‭ ‬التقرير‭ ‬خمسة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬مستقبلية‭ ‬للعالم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2040‭.‬
من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ملخص‭ ‬واف‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬بالتقرير،‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬مهم‭ ‬ويستحق‭ ‬القراءة‭ ‬الفاحصة‭.‬
لهذا‭ ‬سأكتفي‭ ‬بعرض‭ ‬الملامح‭ ‬العامة‭ ‬جدا‭ ‬لمستقبل‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬يطرحها‭ ‬التقرير‭ ‬ومن‭ ‬زاوية‭ ‬الجوانب‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬تهمنا‭ ‬نحن‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭.‬
التقرير‭ ‬في‭ ‬أجزائه‭ ‬المختلفة‭ ‬يحدد‭ ‬السمات‭ ‬الأساسية‭ ‬لمستقبل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الكبرى‭ ‬المحورية‭ ‬هي‭ ‬باختصار‭ ‬شديد‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬
1‭ ‬–
‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬عالمية‭ ‬جسيمة‭ ‬ستواجهها‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬وهذه‭ ‬التحديات‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬بشري‭. ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬ستطرح‭ ‬ضغوطا‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬وستقود‭ ‬إلى‭ ‬صدمات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كارثية‭. ‬يتحدث‭ ‬التقرير‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬تحديات‭ ‬مثل،‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والأمراض،‭ ‬والأزمات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ومشاكل‭ ‬التكنولوجيا‭.‬
على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فوباء‭ ‬كورونا‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬اضطراب‭ ‬عالمي‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وستستمر‭ ‬توابعه‭ ‬الصحية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬سنوات‭. ‬ومثلا،‭ ‬ستزيد‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬أزمات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي،‭ ‬والهجرة،‭ ‬والتحديات‭ ‬الصحية،‭ ‬وتراجع‭ ‬التنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬البيئة‭. ‬أيضا،‭ ‬فإن‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭ ‬ستقود‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الوظائف،‭ ‬وفي‭ ‬طبيعة‭ ‬القوة‭ ‬والسلطة،‭ ‬وفي‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭.‬
يقول‭ ‬التقرير‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬ستتطور‭ ‬بطرق‭ ‬ربما‭ ‬يصعب‭ ‬توقعها،‭ ‬لكن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬ومجالات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬بحيث‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬التقليدية‭ ‬وإنما‭ ‬سيمتد‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭. ‬
ثانيا‭: ‬أن‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬تواجه‭ ‬خطر‭ ‬الانقسام‭ ‬والتفكك‭.‬
وحالة‭ ‬الانقسام‭ ‬العالمية‭ ‬المتزايدة‭ ‬هذه‭ ‬سوف‭ ‬تزيد‭ ‬بدورها‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭. ‬والأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬مفارقة‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الزيادة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتجارة‭ ‬وحركة‭ ‬الأفراد،‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬انقسام‭ ‬وتفكك‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭.‬
ثالثا‭: ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬سيواجهها‭ ‬العالم‭ ‬بتبعاتها‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬المختلفة‭ ‬ستكون‭ ‬شديدة‭ ‬الوطأة‭ ‬بحيث‭ ‬تتجاوز‭ ‬قدرة‭ ‬الأنظمة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬معالجتها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيقود‭ ‬إلى‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬سمات‭ ‬المستقبل‭ ‬وهو‭ ‬اختلال‭ ‬التوازن‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭.‬
على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬فإن‭ ‬التحديات‭ ‬اكبر‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬والنظام‭ ‬العالمي‭ ‬الحالي،‭ ‬بمؤسساته‭ ‬وتحالفاته‭ ‬وقواعده‭ ‬وتقاليده،‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬المشكلات‭ ‬العالمية‭ ‬بكفاءة‭ ‬واقتدار‭. ‬وأكبر‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬وتأخر‭ ‬وتخبط‭ ‬الاستجابة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬مواجهتها‭.‬
أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المجتمعات‭ ‬والدول،‭ ‬فسوف‭ ‬تظهر‭ ‬فجوة‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتزايدة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬وتطالب‭ ‬به‭ ‬الشعوب‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توفره‭ ‬الحكومات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬النُّظم‭ ‬والأُطر‭ ‬القديمة،‭ ‬بما‭ ‬يتضمن‭ ‬المؤسسات‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬وأنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬السياسية،‭ ‬وستضطر‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية‭ ‬لمناقشة‭ ‬نماذج‭ ‬جديدة‭ ‬لكيفية‭ ‬صنع‭ ‬التقدم‭ ‬وبناء‭ ‬الحضارة‭.‬
رابعا‭: ‬وسيقود‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬تصاعد‭ ‬الخلافات‭ ‬والتنازع‭ ‬والصراع‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات‭ ‬والدول‭ ‬والنظام‭ ‬العالمي‭ ‬برمته‭. ‬سيزداد‭ ‬التوتر‭ ‬والانقسامات‭ ‬والمنافسات،‭ ‬وستصبح‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مُتقلبةً‭ ‬وخلافيَّة،‭ ‬ولن‭ ‬يُستثنى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬أو‭ ‬أيديولوجية‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭.‬
خامسا‭: ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬المعيار‭ ‬الأساسي‭ ‬لقوة‭ ‬الدول‭ ‬ومكانتها‭ ‬سيكون‭ ‬مدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬والتأقلم‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬عالمية‭ ‬عامة‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والديموغرافي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬
وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬ستكون‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬كسب‭ ‬الثقة‭ ‬والتوافق‭ ‬داخليًّا‭.‬
{
تأثيرات‭ ‬كورونا‭ ‬
في‭ ‬سياق‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬يتطرق‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬الاتجاهات‭ ‬العالمية،‭ ‬ويشبهها‭ ‬بهجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬ويرجِّح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬الجائحة‭ ‬في‭ ‬تغيرات‭ ‬يدوم‭ ‬أثرها‭ ‬سنوات،‭ ‬لتُعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬أسلوب‭ ‬حياتنا‭ ‬وعملنا‭ ‬وأنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭.‬
في‭ ‬تفصيل‭ ‬ذلك،‭ ‬يقول‭ ‬التقرير‭ ‬إن‭ ‬الجائحة‭ ‬فرضت‭ ‬أولويات‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬لكن‭ ‬أهميتها‭ ‬تضاعفت‭ ‬وبالأخص‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالصحة‭ ‬والنظام‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي،‭ ‬وكشفَت‭ ‬ضعف‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وعدم‭ ‬جاهزية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الموجودة‭ ‬للتحديات‭ ‬الصحية‭ ‬المستقبلية‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إنهاك‭ ‬الاقتصادات‭ ‬النامية‭ ‬بما‭ ‬يرتبط‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬اجتماعية‭ ‬عميقة‭ ‬الآن‭ ‬ومستقبلا‭.‬
أدت‭ ‬محاولات‭ ‬احتواء‭ ‬الجائح‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬النوازع‭ ‬والمشاعر‭ ‬القومية‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والتحزب‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭.‬
وزادت‭ ‬الجائحة‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم،‭ ‬فمع‭ ‬الضغط‭ ‬ظهرت‭ ‬القدرات‭ ‬الحقيقية‭ ‬للدول،‭ ‬وزادت‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬مستويات‭ ‬الثقة‭ ‬بها‭ ‬فأضعفت‭ ‬ثقة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬الرسمية‭.‬
وأخيرا،‭ ‬كشفت‭ ‬الجائحة‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الضعف‭ ‬والخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬لتُثير‭ ‬تساؤلاتٍ‭ ‬حول‭ ‬رغبة‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭.‬
هذه‭ ‬هي‭ ‬تأثيرات‭ ‬جائحة‭ ‬كورنا‭ ‬التي‭ ‬يتوقع‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬قادمة‭.‬
{
أزمة‭ ‬مجتمعات‭ ‬وحكومات
من‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬إليها‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬أجزائه‭ ‬المختلفة‭ ‬وتهمنا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بأزمة‭ ‬المجتمعات‭ ‬ونظم‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬القادمة‭ ‬كما‭ ‬يتوقعها‭.‬
يثير‭ ‬التقرير‭ ‬هنا‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭.‬
يتوقع‭ ‬التقرير‭ ‬بداية‭ ‬تفاقم‭ ‬الانقسام‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬وتصاعد‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭.‬
يذكر‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تشعر‭ ‬فئات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬بالنقمة،‭ ‬وبالخوف‭ ‬والقلق‭ ‬وعدم‭ ‬وضوح‭ ‬المستقبل‭.‬
ويذكر‭ ‬أن‭ ‬قطاعات‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لديها‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الحكومات‭ ‬ويعتبرون‭ ‬أنها‭ ‬إما‭ ‬حكومات‭ ‬فاسدة‭ ‬وإما‭ ‬أنها‭ ‬عديمة‭ ‬الكفاءة‭. ‬
ومن‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬يتوقعها‭ ‬التقرير‭ ‬وينبه‭ ‬إليها‭ ‬تصاعد‭ ‬النزعات‭ ‬الطائفية‭ ‬والقبلية‭ ‬والعرقية‭. ‬يقول‭ ‬‮«‬سيتزايد‭ ‬التشرذم‭ ‬والتنافس‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية‭. ‬أما‭ ‬التغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬السريعة‭ ‬فستجعل‭ ‬قطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬تعادي‭ ‬المؤسسات‭ ‬والحكومات‭ ‬التي‭ ‬سيرونها‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتهم‭. ‬وسينجذب‭ ‬الناس‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬إلى‭ ‬المجموعات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المألوفة‭ ‬لهم‭ ‬والمتشابهة‭ ‬التفكير‭ ‬مع‭ ‬أفكارهم‭ ‬التقليدية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الهويات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬وكذلك‭ ‬تجمعات‭ ‬المصالح‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬محددة‮»‬‭.‬
يقول‭ ‬التقرير‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬يعتبر‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬هويات‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬تعنيه‭ ‬بالضرورة‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬الولاءات‭ ‬الراسخة‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬والجماعات‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭,‬
‭ ‬سوف‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬مفاقمة‭ ‬الشروخ‭ ‬والصدوع‭ ‬الداخلية،‭ ‬وسوف‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬وتقويض‭ ‬الولاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬المدنية،‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والتقلبات‭ ‬والصراعات‭.‬
ويتوقع‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬ضغوطًا‭ ‬متزايدة‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬مطالبة‭ ‬الشعوب‭ ‬بالمزيد‭ ‬والضغوط‭ ‬التي‭ ‬ستمارسها‭ ‬لتحقيق‭ ‬مطالبها‭.‬
ولهذا،‭ ‬يتوقع‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬الحكومات‭ ‬والمجتمعات‭ ‬توترات‭ ‬مستمرة‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬التقلبات‭ ‬السياسية،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬كبرى‭ ‬وتغييرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬الحكم‭.‬
{
سيناريوهات‭ ‬المستقبل
التقرير‭ ‬يطرح‭ ‬في‭ ‬قسمه‭ ‬الأخير‭ ‬خمسة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬لمستقبل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2040‭. ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السيناريوهات‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬توقعات‭ ‬أو‭ ‬تنبؤات‭ ‬جازمة،‭ ‬وإنما‭ ‬المقصود‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬أفق‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬وفهم‭ ‬مستقبل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تفاعل‭ ‬القوى‭ ‬والعوامل‭ ‬المختلفة‭.‬
والسيناريوهات‭ ‬الخمسة‭ ‬باختصار‭ ‬شديد‭ ‬جدا‭ ‬هي‭:‬
1-‭ ‬عالم‭ ‬إعادة‭ ‬بعث‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬بقيادة‭ ‬أمريكا‭.‬
ويرى‭ ‬التقرير‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬سيتغير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬ويزيد‭ ‬الدخل،‭ ‬وتتحسن‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭ ‬للملايين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وتزيد‭ ‬إمكانية‭ ‬تخطي‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية،‭ ‬تخفيف‭ ‬حدة‭ ‬الانقسامات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وسيجدد‭ ‬ثقة‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭.‬
2‭ - ‬عالم‭ ‬فوضوي‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬هدى
النظام‭ ‬الدولي‭ ‬سيكون‭ ‬بلا‭ ‬اتجاه،‭ ‬وفوضويا،‭ ‬ومتقلبا،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬القواعد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الصين،‭ ‬واللاعبين‭ ‬الإقليميين،‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬وستعاني‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وستتسع‭ ‬الانقسامات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ويعم‭ ‬الشلل‭ ‬السياسي،‭ ‬وستستغل‭ ‬الصين‭ ‬مشكلات‭ ‬الغرب‭ ‬لتوسيع‭ ‬نفوذها‭ ‬الدولي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬لكن‭ ‬بكين‭ ‬ستفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الإرادة‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬لتولي‭ ‬القيادة‭ ‬العالمية‭.‬
3‭ - ‬عالم‭ ‬التعايش‭ ‬التنافسي
ستعطي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬الأولوية‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬واستعادة‭ ‬علاقة‭ ‬تجارية‭ ‬قوية‭ ‬بينهما،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الترابط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬سيوجد‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬السياسي،‭ ‬ونموذج‭ ‬الحكم،‭ ‬والهيمنة‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬والمصالح‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬ومخاطر‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬كبرى‭ ‬منخفضة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬
4‭ - ‬عالم‭ ‬الصوامع‭ ‬المنفصلة
ينقسم‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تكتلات‭ ‬عدة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وأمنية‭ ‬متفاوتة‭ ‬الحجم‭ ‬والقوة،‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وروسيا‭ ‬واثنين‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭. ‬تركز‭ ‬هذه‭ ‬الكتل‭ ‬على‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬والمرونة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭. ‬أما‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬الضعيفة‭ ‬فستكون‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق،‭ ‬وبعضها‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬دولا‭ ‬فاشلة‭. ‬
5‭ - ‬عالم‭ ‬المأساة‭ ‬والتعبئة‭ ‬
‮ ‬يقوم‭ ‬تحالف‭ ‬عالمي،‭ ‬بقيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والصين‭ ‬بالعمل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنشيطها،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬تغييرات‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬واستنفاد‭ ‬الموارد‭ ‬والفقر‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬كارثة‭ ‬غذائية‭ ‬عالمية‭ ‬سببتها‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬والتدهور‭ ‬البيئي‭. ‬وتتجه‭ ‬البلدان‭ ‬الأكثر‭ ‬ثراءً‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬اقتصادات‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬مساعدات‭ ‬واسعة‭ ‬ونقل‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتقدمة‭.‬
{

Related Keywords

,News Gulf ,

© 2025 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.