comparemela.com


أجرت الحوار: هالة كمال الدين
الأربعاء ١٦ يونيو ٢٠٢١ - 02:00
 
يمة‭ ‬عميمة،‭ ‬كتاب‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬والطموح،‭ ‬تقرؤه‭ ‬بقلبك‭ ‬قبل‭ ‬عينيك،‭ ‬ولا‭ ‬تمل‭ ‬صفحاته،‭ ‬فهرسته‭ ‬تضم‭ ‬عناوين‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬معاناة،‭ ‬صبر،‭ ‬ثبات،‭ ‬قوة،‭ ‬تلمح‭ ‬بين‭ ‬طياته‭ ‬شخصية‭ ‬امرأة‭ ‬واعية،‭ ‬مدركة‭ ‬لأهمية‭ ‬وجودها،‭ ‬مدرسة‭ ‬جسدت‭ ‬معاني‭ ‬الإرادة‭ ‬اللا‭ ‬متناهية‭ ‬في‭ ‬شخصيتها،‭ ‬منارة‭ ‬تصطاد‭ ‬السبل‭ ‬من‭ ‬حكمتها،‭ ‬ينبوع‭ ‬أمان‭ ‬متدفق‭ ‬يروي‭ ‬مئات‭ ‬الأنفس‭ ‬والأرواح،‭ ‬على‭ ‬منحدر‭ ‬طريق‭ ‬الحياة‭ ‬تمضي‭ ‬بنا‭ ‬الأيام‭ ‬والسنون،‭ ‬حاملة‭ ‬ابتسامة،‭ ‬دمعة،‭ ‬صرخة،‭ ‬ألما،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يرحل‭ ‬عطرنا‭ ‬مع‭ ‬نسمات‭ ‬الهواء‭ ‬كرحيل‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرة‭ ‬إلى‭ ‬أعشاشها،‭ ‬ولا‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬ذكرانا‭ ‬إلا‭ ‬فتات‭ ‬كلمات‭ ‬مرصوفة‭ ‬كحكايات،‭ ‬يرويها‭ ‬الأولاد‭ ‬للأحفاد‭ ‬والأحفاد‭ ‬للأولاد،‭ ‬فهناك‭ ‬أناس‭ ‬تخلد‭ ‬ذكراهم‭ ‬بمسحة‭ ‬رقيقة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬يتيم،‭ ‬أو‭ ‬نصيحة‭ ‬قيمة‭ ‬تحيا‭ ‬طول‭ ‬سنين،‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬طيبة‭ ‬ترنو‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬مسكين‭.‬
بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬الجميلة‭ ‬المؤثرة‭ ‬وصفت‭ ‬أمينة‭ ‬أبوبكر‭ ‬جناحي‭ ‬روايتها‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭  ‬مؤخرا،‭ ‬تلبية‭ ‬لرغبة‭ ‬أخيها‭ ‬المرحوم‭ ‬أحمد‭ ‬أبوبكر‭ ‬جناحي،‭ ‬وحررتها‭ ‬ووثقتها‭ ‬الكاتبة‭ ‬حنان‭ ‬محمد‭ ‬عادل‭ ‬أبو‭ ‬البرغل،‭ ‬ليتوج‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والانجاز،‭ ‬والتي‭ ‬خلدت‭ ‬بها‭ ‬قصة‭ ‬توأم‭ ‬روحها‭ ‬والدتها‭ ‬الغالية‭ ‬عميمة،‭ ‬رمز‭ ‬التفاني‭ ‬والعطاء،‭ ‬ومعنى‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء،‭ ‬وام‭ ‬المحتاجين‭ ‬والفقراء،‭ ‬وذلك‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬إهدائها‭ .‬
هي‭ ‬صاحبة‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والجهد‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬وحفرت‭ ‬في‭ ‬الصخر،‭ ‬وصعدت‭ ‬السلم‭ ‬من‭ ‬أوله‭ ‬بمشاركة‭ ‬وتشجيع‭ ‬رفيق‭ ‬دربها‭ ‬زوجها،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬الذين‭ ‬شاركوها‭ ‬كل‭ ‬خطوات‭ ‬النجاح،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬امتلكت‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بالمملكة،‭ ‬لتتربع‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬صانعي‭ ‬الحلوى‭ ‬والشوكولاته،‭ ‬ولتحمل‭ ‬راية‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬المليء‭ ‬بالمنافسة‭ ‬التي‭ ‬زادتها‭ ‬قوة‭ ‬وإبداعا‭ ‬وتميزا‭.‬
ولأنها‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل،‭ ‬كان‭ ‬الأجدر‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نرصد‭ ‬تجربتها‭ ‬الثرية‭ ‬الحافلة‭ ‬بالتحديات‭ ‬والنجاحات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭ :‬
متى‭ ‬بدأ‭ ‬مشوارك‭ ‬التجاري؟
أنا‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬تتمتع‭ ‬بعقلية‭ ‬تجارية‭ ‬بالفطرة،‭ ‬ولها‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬أصول‭ ‬التجارة،‭ ‬فهكذا‭ ‬عرفت‭ ‬عائلة‭ ‬الجناحية‭ ‬التي‭ ‬انتمي‭ ‬إليها،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬تحديدا‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬واجهت‭ ‬ظروفا‭ ‬مادية‭ ‬صعبة،‭ ‬هنا‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬يمكنني‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬زيادة‭ ‬دخلي‭ ‬المادي،‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬أهوي‭ ‬إعداد‭ ‬أطباق‭ ‬الحلوى‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتقديمها‭ ‬للمقربين‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬كهدايا،‭ ‬وقد‭ ‬اقترح‭ ‬علي‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬أحول‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬إلى‭ ‬بيزنس‭ .‬
وكيف‭ ‬انطلق‭ ‬المشروع‭ ‬؟
لقد‭ ‬بدأت‭ ‬مشروعي‭ ‬المتواضع‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬ثاني‭ ‬امرأة‭ ‬تخوض‭ ‬تجربة‭ ‬العمل‭ ‬المنزلي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالفعل‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬حققت‭ ‬أطباقي‭ ‬التي‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬النكهة‭ ‬العربية‭ ‬والغربية‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة،‭ ‬وتزايد‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وأذكر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬اختي‭ ‬خالد‭ ‬جناحي‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬المشجعين‭ ‬وأول‭ ‬زبون‭ ‬حيث‭ ‬اشترى‭ ‬مني‭ ‬طبقا‭ ‬بخمسة‭ ‬دنانير،‭ ‬وشيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬بدأت‭ ‬أحقق‭ ‬صيتا‭ ‬ذائعا،‭  ‬ثم‭ ‬حدثت‭ ‬النقلة‭ ‬حين‭ ‬جاءت‭ ‬لي‭ ‬طلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬لمتحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬حققت‭ ‬بعدها‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة،‭ ‬وانهالت‭ ‬علي‭ ‬بعدها‭ ‬طلبات‭ ‬الأعراس‭ ‬والمناسبات،‭ ‬وتعامل‭ ‬معي‭ ‬كبار‭ ‬العائلات‭ ‬واستمررت‭ ‬حوالي‭ ‬اربع‭ ‬سنوات‭ ‬امارس‭ ‬عملي‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬وبمعاونة‭ ‬عاملين‭ ‬فقط‭ .‬
متى‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬محلك؟
حين‭ ‬حققت‭ ‬هذه‭ ‬الشهرة‭ ‬وبدأت‭ ‬الطلبات‭ ‬تزداد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭  ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬اول‭ ‬محل‭ ‬للبحرين‭ ‬لبيع‭ ‬الحلوى‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬الحاكمة‭ ‬كانت‭ ‬تتتعامل‭ ‬معي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الشيخة‭ ‬حصة‭ ‬رحمها‭ ‬الله‭ ‬حرم‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد‭ ‬حينئذ‭  ‬كانت‭ ‬تشتري‭ ‬الحلوى‭ ‬من‭ ‬عندي‭ ‬بشكل‭ ‬أسبوعي،‭ ‬ثم‭  ‬أضفت‭ ‬الشوكولاتة‭ ‬إلى‭ ‬تجارتي‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬استوردها‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أسافر‭ ‬إليها‭ ‬بالسيارة‭ ‬برفقة‭ ‬زوجي‭ ‬لجلب‭ ‬احتياجاتي‭ ‬منها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ .‬
وما‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬الهامة؟
لقد‭ ‬توجهت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬أنا‭ ‬وزوجي‭ ‬الذي‭ ‬دعمني‭ ‬كثيرا‭ ‬خلال‭ ‬مشواري‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬بالسيارة‭ ‬لاستيراد‭ ‬الحلوى،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬جاءت‭ ‬لي‭ ‬فكرة‭ ‬صناعة‭ ‬ماكينة‭ ‬لإعداد‭  ‬الرانجنية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬استلهمتها‭ ‬من‭ ‬ماكينة‭ ‬تقوم‭ ‬بتحميص‭ ‬المكسرات‭ ‬هناك،‭ ‬وبالفعل‭ ‬اقترحت‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الورش‭ ‬الفكرة‭ ‬وتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬لي‭ ‬خصيصا‭ ‬تحت‭ ‬إشرافي،‭ ‬وجلبتها‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬95،‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬مالكة‭ ‬لهذه‭ ‬الماكينة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬بدأت‭ ‬أستورد‭  ‬الفواكه‭ ‬المسكرة‭ ‬بأنواعها‭ ‬واستخدمتها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحلوى‭ ‬كان‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فأنا‭ ‬أهوي‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬الطهي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وهنا‭ ‬فتحت‭ ‬محلا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬بوكواره،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ .‬
وماذا‭ ‬عن‭ ‬عملك‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم؟
لقد‭ ‬استمر‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كمعلمة‭ ‬تربية‭ ‬فنية‭ ‬طوال‭ ‬35‭ ‬عاما،‭ ‬فأنا‭ ‬عاشقة‭ ‬للفن‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬لذلك‭ ‬قررت‭ ‬دراسته،‭  ‬وبدأت‭ ‬مشواري‭ ‬العملي‭ ‬كمعلمة،‭ ‬ثم‭ ‬تدرجت‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬مديرة‭ ‬مساعدة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقاعدت‭ ‬مبكرا،‭ ‬وتفرغت‭ ‬تماما‭ ‬لمشروعي،‭ ‬الذي‭ ‬شاركني‭ ‬في‭ ‬إنشائه‭ ‬وإدارته‭ ‬أبنائي‭ ‬الخمسة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أعمالهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬وهم‭ ‬عثمان‭ ‬وفاطمة‭ ‬ونورا‭ ‬وعبدالله،‭ ‬وحازم‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬تعاونه‭ ‬معي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬اقتراح‭ ‬إنشاء‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬لصناعة‭ ‬الشكولاتة،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬كذلك‭ ‬دعم‭ ‬الكنات‭ ‬نوفة‭ ‬وهنادي،‭ ‬هذا‭ ‬بخلاف‭ ‬معمل‭ ‬الحلويات‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نمتلكه،‭ ‬ثم‭ ‬تطور‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬مصنع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الصناعية،‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬موظفيه‭ ‬اليوم‭ ‬الى‭ ‬140‭ ‬موظفا،‭ ‬وهو‭ ‬ينتج‭ ‬سنويا‭  ‬1200‭ ‬طن،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬بتغطية‭ ‬احتياجات‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التصدير‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬المغرب‭ ‬والهند‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006
أصعب‭ ‬تحد؟
في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬كانت‭ ‬إدارة‭ ‬المصنع‭ ‬غير‭ ‬بحرينية،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬بحرنتها‭ ‬تماما‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وتصل‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬المصنع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬إلى‭ ‬40‭% ‬حاليا،‭ ‬وهدفنا‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬100‭%‬،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬تحد‭ ‬يواجهنا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭  ‬الراهنة‭ ‬ولكننا‭ ‬وضعنا‭ ‬خطة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ . ‬
ماذا‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬؟
لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬قوية،‭ ‬فقد‭ ‬واجهت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬طفرة‭ ‬المشاريع‭ ‬المنزلية‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬اليوم،‭ ‬والتي‭ ‬أراها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ضوابط‭ ‬وتقنين،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬زادتني‭ ‬قوة‭ ‬وابداعا،‭ ‬فدائما‭ ‬كنت‭ ‬أسعد‭ ‬بها‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬سببت‭ ‬لي‭ ‬أي‭ ‬قلق‭ ‬أو‭ ‬إزعاج،‭ ‬وهنا‭ ‬أنصح‭  ‬كل‭ ‬صاحب‭ ‬عمل‭ ‬أن‭ ‬يشرف‭ ‬بنفسه‭ ‬على‭ ‬مشروعه،‭ ‬ويتواجد‭ ‬به‭ ‬دوما،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يظلم‭ ‬موظفيه،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬نجاحي،‭ ‬حيث‭ ‬تعلمت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬والدي،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬التحلي‭ ‬بالقناعة‭ ‬والتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬
من‭ ‬واقع‭ ‬كونك‭ ‬تربوية‭ ‬مخضرمة‭ ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟
أنا‭ ‬أرى‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬اتكاليا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬ويقع‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬زعزعت‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬الأبوان‭ ‬دورا‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دورالمناهج،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬تباعد‭ ‬كبير‭ ‬حدث‭ ‬بين‭ ‬الأبناء‭ ‬والآباء‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل،‭ ‬وهنا‭ ‬أؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كورونا‭ ‬كانت‭ ‬جائزة‭ ‬لنا‭ .‬
لماذا؟
لقد‭ ‬قربت‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬المسافات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬فالحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬التقارب‭ ‬وعلى‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بدرجة‭ ‬ملحوظة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬كورونا‭ ‬قد‭ ‬أبرز‭  ‬معدن‭ ‬وأصالة‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وكلها‭ ‬أمور‭ ‬إيجابية‭ ‬جلبها‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬معه،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬خسائرنا‭ ‬المادية‭ ‬كبيرة،‭ ‬والأهم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬أنه‭ ‬أتاح‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬كتابة‭ ‬روايتي‭.‬
كيف‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬الكتاب؟
لقد‭ ‬قررت‭ ‬تأليف‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬استجابة‭ ‬لرغبة‭ ‬أخي‭ ‬أحمد‭ ‬جناحي‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬متحمسا‭ ‬ومصرا‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬سرد‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬والدتنا‭ ‬الغالية‭ ‬في‭ ‬كتاب،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرها‭ ‬قدوتي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وقد‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الفكرة‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬حميمية‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬محررة‭ ‬الرواية‭ ‬الكاتبة‭ ‬حنان‭ ‬محمد‭ ‬عادل‭ ‬أبو‭ ‬البرغل‭ ‬التي‭ ‬تجمعني‭ ‬والتي‭ ‬هاتفتها‭ ‬وطلبت‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تصوغ‭ ‬لي‭  ‬قصة‭ ‬صراع‭ ‬وكفاح‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬روائي‭ ‬جذاب‭ ‬يأسر‭ ‬الألباب‭ ‬وينير‭ ‬العقول،‭ ‬بتبيان‭ ‬النتائج‭ ‬والأسباب،‭ ‬وبأسماء‭ ‬مزيفة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الصواب‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الخصوصية‭ . ‬
وماذا‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تنفيذ‭ ‬الفكرة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬رواية‭ ‬؟
لقد‭ ‬قمت‭ ‬بإرسال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصفحات‭ ‬المكتوبة‭ ‬والتسجيلات‭ ‬الصوتية‭ ‬للشرح‭ ‬الوافي‭ ‬إلى‭ ‬المحررة،‭ ‬والتي‭ ‬قامت‭ ‬بصياغة‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬بدايتها‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الحكاية‭ ‬من‭ ‬البصرة‭ ‬موطن‭ ‬والدتي،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتضار،‭ ‬بين‭ ‬النخيل‭ ‬والأزهار،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬مجابهة‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬لكل‭ ‬إعصار،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العبر‭ ‬والافكار‭ ‬التي‭ ‬تنير‭ ‬العقول‭ ‬والأبصار،‭ ‬فالرواية‭ ‬باختصار‭ ‬تجسد‭ ‬رحلة‭ ‬حياة‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والجلد‭ ‬والقوة‭ ‬والمثابرة‭ . ‬
ما‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬الرواية؟
الرواية‭ ‬تجسد‭ ‬تفاصيل‭ ‬قصة‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬الجبارة‭ ‬الحنونة‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البصرة،‭ ‬ومدى‭ ‬تحليها‭ ‬بالبساطة‭ ‬والصدق‭ ‬والوفاء‭ ‬والقوة‭ ‬والصمود،‭ ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬تعكس‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬ومقارنته‭ ‬بعصرها‭ ‬الذهبي‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬اليوم،‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬مكتسبات،‭ ‬وما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬حقوق،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬ووجود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وجهود‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬أنسى‭ ‬دعمها‭ ‬وتشجيعها‭ ‬لي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي،‭ ‬فالقارئ‭ ‬يمكنه‭ ‬اكتشاف‭ ‬هذا‭ ‬الفرق‭ ‬الشاسع‭ ‬بين‭ ‬عصر‭ ‬قهر‭ ‬المرأة‭ ‬وخنوعها‭ ‬لكافة‭ ‬صور‭ ‬الاجحاف‭ ‬بها‭ ‬وبحقوقها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬عالية‭ ‬وما‭ ‬تتحلى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬والتميز،‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭ ‬فرق‭ ‬كبير،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أردنا‭ ‬إيصالها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭. ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬قصة‭ ‬امرأة‭ ‬قدرها‭ ‬أنها‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬الزمان،‭ ‬تعزف‭ ‬أثقل‭ ‬الألحان،‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحمل،‭ ‬فالصبر‭ ‬كان‭ ‬منطقها،‭ ‬والعقل‭ ‬زينتها،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يضرب‭ ‬بها‭ ‬الأمثال‭.‬
كلمات دالة
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

Related Keywords

Ahmad Abu Bakr , ,News Gulf ,

© 2025 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.