comparemela.com
Home
Live Updates
أخبار الخليج | أصدرت روايتي اسـتـجـابــة لــرغــبة أخي المرحوم أحمد أبوبكر جناحي : comparemela.com
أخبار الخليج | أصدرت روايتي اسـتـجـابــة لــرغــبة أخي المرحوم أحمد أبوبكر جناحي
أجرت الحوار: هالة كمال الدين
الأربعاء ١٦ يونيو ٢٠٢١ - 02:00
يمة عميمة، كتاب من الأمل والتفاؤل والطموح، تقرؤه بقلبك قبل عينيك، ولا تمل صفحاته، فهرسته تضم عناوين لا تعد ولا تحصى، معاناة، صبر، ثبات، قوة، تلمح بين طياته شخصية امرأة واعية، مدركة لأهمية وجودها، مدرسة جسدت معاني الإرادة اللا متناهية في شخصيتها، منارة تصطاد السبل من حكمتها، ينبوع أمان متدفق يروي مئات الأنفس والأرواح، على منحدر طريق الحياة تمضي بنا الأيام والسنون، حاملة ابتسامة، دمعة، صرخة، ألما، وفي النهاية يرحل عطرنا مع نسمات الهواء كرحيل الطيور المهاجرة إلى أعشاشها، ولا يبقى من ذكرانا إلا فتات كلمات مرصوفة كحكايات، يرويها الأولاد للأحفاد والأحفاد للأولاد، فهناك أناس تخلد ذكراهم بمسحة رقيقة على رأس يتيم، أو نصيحة قيمة تحيا طول سنين، أو كلمة طيبة ترنو على قلب مسكين.
بهذه الكلمات الجميلة المؤثرة وصفت أمينة أبوبكر جناحي روايتها التي أصدرتها مؤخرا، تلبية لرغبة أخيها المرحوم أحمد أبوبكر جناحي، وحررتها ووثقتها الكاتبة حنان محمد عادل أبو البرغل، ليتوج مسيرتها الحافلة بالعطاء والانجاز، والتي خلدت بها قصة توأم روحها والدتها الغالية عميمة، رمز التفاني والعطاء، ومعنى الحب والوفاء، وام المحتاجين والفقراء، وذلك كما ذكرت في إهدائها .
هي صاحبة مشوار طويل من العمل والجهد والاجتهاد، فقد بدأت من الصفر، وحفرت في الصخر، وصعدت السلم من أوله بمشاركة وتشجيع رفيق دربها زوجها، وبدعم من أبنائها الذين شاركوها كل خطوات النجاح، إلى أن امتلكت أول مصنع من نوعه بالمملكة، لتتربع به على عرش صانعي الحلوى والشوكولاته، ولتحمل راية الريادة في هذا المجال المليء بالمنافسة التي زادتها قوة وإبداعا وتميزا.
ولأنها امرأة من الزمن الجميل، كان الأجدر بنا أن نرصد تجربتها الثرية الحافلة بالتحديات والنجاحات، وذلك من خلال الحوار التالي :
متى بدأ مشوارك التجاري؟
أنا نشأت في عائلة تتمتع بعقلية تجارية بالفطرة، ولها باع طويل في أصول التجارة، فهكذا عرفت عائلة الجناحية التي انتمي إليها، وفي عام 1988 تحديدا كنت قد واجهت ظروفا مادية صعبة، هنا فكرت في مشروع خاص يمكنني من خلاله زيادة دخلي المادي، وكنت في ذلك الوقت أهوي إعداد أطباق الحلوى المختلفة، وتقديمها للمقربين من حولي كهدايا، وقد اقترح علي البعض أن أحول هذه الهواية إلى بيزنس .
وكيف انطلق المشروع ؟
لقد بدأت مشروعي المتواضع للغاية من المنزل، وقد كنت ثاني امرأة تخوض تجربة العمل المنزلي في البحرين، وبالفعل خلال أيام حققت أطباقي التي تمزج بين النكهة العربية والغربية شهرة واسعة، وتزايد الطلب عليها بشكل كبير، وأذكر هنا أن ابن اختي خالد جناحي كان أكثر المشجعين وأول زبون حيث اشترى مني طبقا بخمسة دنانير، وشيئا فشيئا بدأت أحقق صيتا ذائعا، ثم حدثت النقلة حين جاءت لي طلبية كبيرة لمتحف البحرين الوطني، حيث حققت بعدها شعبية واسعة، وانهالت علي بعدها طلبات الأعراس والمناسبات، وتعامل معي كبار العائلات واستمررت حوالي اربع سنوات امارس عملي من البيت وبمعاونة عاملين فقط .
متى تم افتتاح محلك؟
حين حققت هذه الشهرة وبدأت الطلبات تزداد بشكل كبير فكرت في افتتاح اول محل للبحرين لبيع الحلوى في الرفاع الشرقي، وأذكر أن الأسرة الحاكمة كانت تتتعامل معي بشكل كبير حتى أن الشيخة حصة رحمها الله حرم المرحوم الشيخ عيسى حاكم البلاد حينئذ كانت تشتري الحلوى من عندي بشكل أسبوعي، ثم أضفت الشوكولاتة إلى تجارتي وكنت في البداية استوردها من السعودية، حيث كنت أسافر إليها بالسيارة برفقة زوجي لجلب احتياجاتي منها، إلى أن جاءت خطوة هامة في مشواري .
وما هي تلك الخطوة الهامة؟
لقد توجهت ذات مرة أنا وزوجي الذي دعمني كثيرا خلال مشواري إلى سوريا بالسيارة لاستيراد الحلوى، وأثناء ذلك جاءت لي فكرة صناعة ماكينة لإعداد الرانجنية بشكل خاص، حيث استلهمتها من ماكينة تقوم بتحميص المكسرات هناك، وبالفعل اقترحت على إحدى الورش الفكرة وتم تنفيذها لي خصيصا تحت إشرافي، وجلبتها إلى البحرين عام 95، وكنت أول مالكة لهذه الماكينة على مستوى الخليج ، كما بدأت أستورد الفواكه المسكرة بأنواعها واستخدمتها في صناعة نوع من الحلوى كان الاول من نوعه في البحرين، فأنا أهوي الابتكار في الطهي بشكل عام وهنا فتحت محلا آخر في بوكواره، ثم في المنامة .
وماذا عن عملك في التربية والتعليم؟
لقد استمر عملي في وزارة التربية والتعليم كمعلمة تربية فنية طوال 35 عاما، فأنا عاشقة للفن منذ طفولتي، لذلك قررت دراسته، وبدأت مشواري العملي كمعلمة، ثم تدرجت إلى منصب مديرة مساعدة، إلى أن تقاعدت مبكرا، وتفرغت تماما لمشروعي، الذي شاركني في إنشائه وإدارته أبنائي الخمسة إلى جانب أعمالهم الخاصة بهم، وهم عثمان وفاطمة ونورا وعبدالله، وحازم الذي بدأ تعاونه معي منذ أن كان عمره 16 عاما، وكان صاحب اقتراح إنشاء أول مصنع من نوعه في البحرين بهذا المستوى لصناعة الشكولاتة، ولن أنسى كذلك دعم الكنات نوفة وهنادي، هذا بخلاف معمل الحلويات الذي كنا نمتلكه، ثم تطور الأمر إلى امتلاك مصنع في المنطقة الصناعية، يصل عدد موظفيه اليوم الى 140 موظفا، وهو ينتج سنويا 1200 طن، حيث يقوم بتغطية احتياجات منطقة الخليج، إضافة إلى التصدير لبعض الدول مثل المغرب والهند وغيرهما من الدول، وكان ذلك في عام 2006
أصعب تحد؟
في فترة من الفترات كانت إدارة المصنع غير بحرينية، ثم تم بحرنتها تماما منذ عام 2017، وتصل نسبة البحرنة في المصنع بشكل عام إلى 40% حاليا، وهدفنا أن تصل هذه النسبة إلى 100%، وهذا هو أهم تحد يواجهنا في المرحلة الراهنة ولكننا وضعنا خطة لتحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب .
ماذا عن المنافسة ؟
لا شك أن المنافسة قوية، فقد واجهت الكثير من الحروب خاصة مع طفرة المشاريع المنزلية التي نراها اليوم، والتي أراها بحاجة إلى ضوابط وتقنين، إلا أنها زادتني قوة وابداعا، فدائما كنت أسعد بها ولم يحدث أن سببت لي أي قلق أو إزعاج، وهنا أنصح كل صاحب عمل أن يشرف بنفسه على مشروعه، ويتواجد به دوما، وأن لا يظلم موظفيه، فهذا هو سر نجاحي، حيث تعلمت ذلك من والدي، والأهم هو التحلي بالقناعة والتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل شيء.
من واقع كونك تربوية مخضرمة كيف ترين الجيل الجديد؟
أنا أرى البعض من الجيل الجديد اتكاليا بعض الشيء، ويقع تحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي زعزعت الثقة لدى الشباب بشكل كبير، لذلك يجب أن يلعب الأبوان دورا تجاه ذلك، فضلا عن دورالمناهج، لأن هناك تباعد كبير حدث بين الأبناء والآباء من جراء تلك الوسائل، وهنا أؤكد على أن كورونا كانت جائزة لنا .
لماذا؟
لقد قربت أزمة كورونا المسافات بين أفراد الأسرة، فالحمد لله على نعمة التقارب وعلى الرجوع إلى الدين وهو ما تحقق خلال هذه الأزمة بدرجة ملحوظة، كما أن كورونا قد أبرز معدن وأصالة قيادتنا الرشيدة، وكلها أمور إيجابية جلبها هذا الفيروس معه، حتى لو كانت خسائرنا المادية كبيرة، والأهم على المستوى الشخصي أنه أتاح لي فرصة كتابة روايتي.
كيف جاءت فكرة الكتاب؟
لقد قررت تأليف هذه الرواية استجابة لرغبة أخي أحمد جناحي رحمه الله، والذي كان متحمسا ومصرا بشدة على سرد قصة حياة والدتنا الغالية في كتاب، والتي اعتبرها قدوتي في الحياة، وقد ساعدني على تنفيذ الفكرة وجود علاقة حميمية بيني وبين محررة الرواية الكاتبة حنان محمد عادل أبو البرغل التي تجمعني والتي هاتفتها وطلبت منها أن تصوغ لي قصة صراع وكفاح من واقع الماضي في قالب روائي جذاب يأسر الألباب وينير العقول، بتبيان النتائج والأسباب، وبأسماء مزيفة بعيدة عن الصواب حفاظا على الخصوصية .
وماذا عن كيفية تنفيذ الفكرة وتحويلها إلى رواية ؟
لقد قمت بإرسال الكثير من الصفحات المكتوبة والتسجيلات الصوتية للشرح الوافي إلى المحررة، والتي قامت بصياغة الرواية التي انطلقت بدايتها من أرض الحكاية من البصرة موطن والدتي، وذلك منذ لحظة الولادة إلى الاحتضار، بين النخيل والأزهار، حيث رصدت مجابهة تلك المرأة لكل إعصار، وكشفت عن الكثير من العبر والافكار التي تنير العقول والأبصار، فالرواية باختصار تجسد رحلة حياة بها الكثير من الصبر والجلد والقوة والمثابرة .
ما هي الرسالة التي تحملها الرواية؟
الرواية تجسد تفاصيل قصة تلك المرأة الجبارة الحنونة التي ولدت في مدينة البصرة، ومدى تحليها بالبساطة والصدق والوفاء والقوة والصمود، وهي بذلك تعكس وضع المرأة في تلك الفترة، ومقارنته بعصرها الذهبي الذي تعيشه اليوم، بفضل ما حققته من مكتسبات، وما حصلت عليه من حقوق، في ظل الدعم الكبير لها من قبل القيادة الرشيدة، ووجود المجلس الأعلى للمرأة، وجهود صاحبة السمو الأميرة سبيكة، التي لن أنسى دعمها وتشجيعها لي على المستوى الشخصي، فالقارئ يمكنه اكتشاف هذا الفرق الشاسع بين عصر قهر المرأة وخنوعها لكافة صور الاجحاف بها وبحقوقها في الحياة، وبين ما تتمتع به اليوم من مكانة عالية وما تتحلى به من قوة وقدرة على العطاء والتميز، فما بين الأمس واليوم فرق كبير، وهذه هي الرسالة التي أردنا إيصالها من خلال هذا العمل الذي يعتبر الاول من نوعه بهذا الشكل. بالتركيز على قصة امرأة قدرها أنها عاشت في ذاك الزمان، تعزف أثقل الألحان، وكانت على قدر كبير من الحمل، فالصبر كان منطقها، والعقل زينتها، حتى أنه كان يضرب بها الأمثال.
كلمات دالة
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك
Related Keywords
Ahmad Abu Bakr
,
,
News Gulf
,
comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.