ووصف البكوش زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل الأخيرة إلى طرابلس بأنها محاولة للتوفيق بين أطراف اللعبة السياسية.
وتابع “مصر تخلت عن دعم حفتر حصريًا وتحركت تجاه طرابلس لتعزيز موقفها في ليبيا لكنها لم تتخل عن ورقة حفتر تمامًا الآن لأنها مهتمة بالتوازن حتى تتضح الصورة”.
وقال البكوش إن كل ما يقوم به حفتر من تصرفات أو تحريك للقوات يأتي لهدف الحفاظ على أي دور له في الحياة السياسية بعد أن تقلصت شعبيته حتى في مناطق نفوذه، مؤكدًا أن حفتر الآن لا يملك أي شيء يقدمه لمؤيديه.
من ناحيته، قال السفير عبد الله الأشعل المساعد السابق لوزير الخارجية المصري إن القاهرة تريد أن يكون لها اتصال بجميع أطراف اللعبة السياسية في ليبيا، وبالتالي من المطلوب أن يكون لها اتصال بحفتر، لا لكي تحرضه على إجهاض المسيرة الانتقالية في ليبيا وإنما لكي تهدئه، مشبهًا ذلك بما تقوم مصر به ودول أخرى من التواصل مع إسرائيل لتحقيق التهدئة ولخدمة القضية الفلسطينية.
هل يعول على برلين 2 في سد الفجوة بين الفرقاء الليبيين؟#ليبياpic.twitter.com/4t0V2n4sCW
تطورات الأوضاع
وكان العميد عبد الهادي دراه الناطق باسم (غرفة عمليات سرت- الجفرة) قال للجزيرة مباشر إنه سيتم إغلاق الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت إذا لم يتم سحب المرتزقة التابعين لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من سرت والجفرة.
وذكر المتحدث أنه تم فتح الطريق من جهة مدينة مصراتة استجابة لاتفاق (5+5) الذي ينص أيضا على إزالة الألغام وسحب المرتزقة خلال 90 يوما. وأضاف أنهم ينتظرون الآن مغادرة المرتزقة من سرت والجفرة وفتح الطريق من ناحية الشرق.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة، ينص على انسحاب كل المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 3 أشهر من تاريخ توقيعه، وهو ما لم يتم على أرض الواقع.
العلاقات المصرية الليبية
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قد التقى في طرابلس رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، وذلك ضمن زيارة غير معلنة إلى ليبيا.
وبحث الجانبان آلية التنسيق بشأن تفعيل جميع الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، والتنسيق لزيارة الدبيبة المرتقبة للقاهرة، لاستكمال ما تم الاتفاق عليه في المجالات كافة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أجرى رئيس الحكومة المصري مصطفى مدبولي، زيارة رسمية لطرابلس، برفقة 11 وزيرا، لتعزيز التعاون بين البلدين الجارين في المجالات المختلفة.
وفي يناير/كانون الثاني 2020، استضافت برلين مؤتمرا شاركت فيه دول ومنظمات دولية وإقليمية، للمساهمة في حل النزاع الليبي. وشددت مخرجات المؤتمر على ضرورة احترام حظر الأسلحة ودفع الأطراف المتحاربة الليبية للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار.
ومنذ أشهر، تشهد ليبيا، البلد الغني بالنفط، انفراجا سياسيا، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
المصدر : الجزيرة مباشر