على درب الجهاد، تحلو الحياة
القسام - خاص :
يا له من نهار مشرق عندما أعلنت الشهادة في سبيل الله ثم الوطن، ورخصت الروح للذود عن الأرض والدين والمقدسات، وعلمت الرجال معنى الشهادة والدفاع عن الوطن، فلو كان كل الرجال مثلك لما تجرأ أحد على النيل من أرضنا، ولكن أصبحت كل الرجال بلا هدف أو عزيمة فصارت أرضنا سهلة المراد للعدو.
أيها الشهيد .. لقد فضلك الله تعالى ورفع من شأنك عندما اختارك لتنال شرف الشهادة وتخلد عند الله تعالى في جنات الفردوس، وتنير الطريق للأجيال القادمة كي يعيشوا حياة حرة كريمة، فهنيئًا لك شرف الشهداء، وهنيئاً لذويك هذه التكرمة الإلهية من الله تعالى، "ويتخذ منكم شهداء".
الميلاد والنشأة
في الخامس عشر من شهر يناير من العام 1996م، ولد شهيدنا القسامي المجاهد حسام محمد سليمان أبو منيفي، لعائلة مجاهدة مرابطة ملتزمة بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، تسكن في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وتعود في جذورها لبلدة بئر السبع المحتلة.
أما عن علاقته الأسرية والمجتمعية فقد تميز شهيدنا أبو محمد بأخلاقه الكريمة الطيبة، حيث كان محبوبا بين جميع من عرفه وتعامل معه، كان مطيعا لوالديه، حريصا على إرضائهما، صادقا كريما وفيا محبا لإخوانه، كثير الصمت قليل الكلام، صادقا ضحوكا محبا للخير، حنونا على أسرته، محبا لهم، خادما ومطيعا لوالديه، بارا بهم، محبوبا من الجميع، لا يغضب ولا يحابي أحد، دائم البسمة بين الجميع.
الدراسة والتعليم
تلقى شهيدنا حسام تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث "الأونروا" لتشغيل اللاجئين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة المنفلوطي بذات المدينة، والتحق بالجامعة ليكمل تعليمه الجامعي، غير أن الشهادة عاجلته لينال شرف شهادة الآخرة.
في مسجد حمزة
التزم شهيدنا حسام في مسجد حمزة بن عبد المطلب، فكان رحمه الله كثير الالتزام بالصلاة جماعة في المسجد، خصص رحمه الله في أرض عائلته مكان لتلاوة القرآن الكريم، وقصف الاحتلال مكانه المفضل، ودمر كل شيء فيه إلا المصحف الخاص به.
ابن الحماس
انضم شهيدنا أبو محمد إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 2013، وانضم في ذات العام إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وكان رحمه الله حريص على التعلم بمنهج الإخوان المسلمين، فتربى على منهج الإمام البنا، ووعي من خلاله طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، وتجهز ليكون جنديا في معركة التحرير.
القسامي المعطاء
انضم شهيدنا حسام إلى مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام في العام 2013م، فكان رحمه الله شديد الحب للجهاد، لم يتخلف يوما عن الإعداد والتجهيز لملاقاة أعداء الله، شارك في حفر العديد من الأنفاق القسامية، كثير الرباط، حريص على المشاركة والتطوع في جميع الأعمال الجهادية، قوي العزيمة، شديد البأس، أبصر القدس بعيون المجاهدين، وترقب النصر بثقة المؤمنين، وعلم أن الشهادة سبيل المخلصين، فنال ما تمنى.
شرف الشهادة
مع اشتداد معرك العصف المأكول، وفي يوم السبت الموافق 19/7/2014 الموافق 21 رمضان، كان شهيدنا حسام في كمين متقدم شرق مدينة دير البلح، حيث باغتتهم طائرة استطلاع بعدد من الصواريخ أصابتهم بشكل مباشر إصابات طفيفة، وأثناء انسحابهم لأحد المناطق الآمنة باغتتهم طائرة حربية بصواريخها ليرتقوا إلى الله شهداء، ليرتقي شهيدنا حسام أبو منيفي بصحبة رفيقاه إبراهيم براك ومعتز الباز شهداء في القصف، حيث لم تتمكن طواقم الإسعاف من إخراجهم إلا بعد 8 أيام، ليرتقوا إلى الله شهداء في أعظم الشهور، في شهر رمضان المبارك.
رحم الله شهيدا تقدم الصفوف، وأسكنه فسيح جناته