بقلم : مصعب الدعمي
لتتعود ان تعيش الالفة في ارض العراق لابد ان يكون لك قاعدة تسندك عند الشدائد … قد تكون عشائرية ، حزبية ، مليشياوية ، تكتلعصابي واضح ، مذهبية ، او منافقين يدعموك لاجل اموالك ان كنت غنيا …
رفيق بمعنى صديق في حياة انسان يعيش حياة التدرج بشكل طبيعي حتى يصل هدفه لكن ليس في العراق طبعا!!!!
عاصرنا البعثيين و اجبرنا و نحن اطفالا ارتداء بدلة الطلائع ذات الرونق اللوني الجميل مغرية لنا كاطفال نجد دعما من رفيق بعثي مجبرعلى ان يقتاد براءة الاطفال تحت نزوات مختل يمسك سلطة الموت و الحياة بدلا عن الاله الكبير .
لم يك ليوم الطلائع ان ينتهي الا بأسر فكري مدى الحياة يتخلله اسر قد يحولنا نحن الاطفال الابرياء حينها الى حطب مستقبلي لنزواتالرفاق الصداميين القادمين . و هنا لا بد من الفصل بين وصفين الاول الرفيق البعثي و الثاني الرفيق الصدامي فالاول اغلب منتسبيه يؤمنونحقيقة بافكار البعث التي تدعو الى الحرية، الاشتراكية ، و الوحدة العربية ، فمنهم من استمر ضمن هذا النهج الى ان قتل او تدارى خائفامتظاهرا بولائه للرفيق صدام و منهم من انتهج القتل لارضاء عراب البعث المفترض صدام. اما وصف الثاني الرفيق الصدامي و هو الولاءبنزوات صدام مهما كان طابعها حتى لو كان القتل اداة لاثبات الولاء و ان طال اقرب الناس اب ، ام ، اخ ، ابن ، قريب ، صديق ، او غريبتحت ذريعة الخيانة حقيقة او وهم ففي النهاية يكسب الرفيق الذباح رضا الطاغية و منصب سلطوي و اموال تكفيه ليستمر في روي نفسه مندماء الابرياء او الخونة على حد سواء.
ما كان ليوم الطفل الطلائعي ان ينتهي لولا تدخل امه و هي تقطع مسافة لا تقل عن ١٠ كيلومتر لتصل مقر رفاق البعث لتنقذ الطفل البريءمن الوقوع ضمن براثن العبيد ليعاد حرا كما كان!!!
فرقت الحرب رفاق الازقة، المدرسة ، الجامعة ، المعهد ، مقرات العمل ، فمنهم من هاجر هاربا ، او سحق في حروب الموت ، او دفع باقيسنواته اسيرا لحرب نظامين بالعمالة وكالة ، او تسلق منصبا غير مستواه الاجتماعي.
انتهت الحرب برحيل الرفاق البعثيين صادقين منهم او كاذبين و تلقى الرفاق الصداميين ضربة اكثر قسوة نتيجة لافعالهم و منهم من اعتذر وركب موجة ٢٠٠٣ بتزكية من هذا و ذاك لننتقل الى موجة اخرى تحت قيادة مظلومين مفترضين و عنوان ديمقراطي!!!!
٢٠٠٣ عام انتقال ملف اسر الشعب العراقي من الحزب الصدامي الى الاحزاب اللاديمقراطية!!!
الرجل الخمسيني ذو تسريحة الشعر الغربية هارب من بغداد بعد انتفاضة الجنوبيين ١٩٩١ بتهمة الانتماء و المشاركة تحت ظل الحزبالدعوجي … كان متفاخرا و هو يكمل معاملته في ٢٠١٠ في وزارة الهجرة و المهجرين قادما من لبنان … تعارفنا فقال مفتخرا انا حزبدعوة !!!
اجبته ان لا فخر اليوم بهذا الحزب الذي يقوده شخص جاهل مالكي المنشا … اجابني مستغربا صراحتي لماذا؟
اجبته: ها انت ترى بغداد ما الشيء الذي طرأ على حياتنا اليومية … نفس المعاملة البيروقراطية على ابواب المدراء و الموظفين … ابناء ورثواابائهم في التسول عند اشارات المرور … ما زالت بيوتات العراقيين يفقدون ابنائهم من اجل كراسي الطغاة المتصارعين على المناصب …. بل و ساء التعليم ، الصحة ، و دبت الرشوة في كل مفصل دقيق مهم و غير مهم ، بغداد تعج بالسيارات المضللة يستقلها مجرمون تواقينللقتل و السلطة …
الرجل الدعوجي اعترف اخيرا :- في تسعينيات القرن السابق كنا لا نمتلك ليرة لبنانية تسد جوعنا احتياجنا … اتفق الغرب المساندللمعارضين بشتى انواعهم مع سلطات الاردن ، سوريا ، و لبنان ان يرتضوا ختما مزورا على جواز المعارض العراقي من اجل تسهيل حريةالحركة …. مكان التجديد مكتب الحزب في السيدة زينب / سوريا …. يكمل المناضل الدعوجي توجهت من بيروت للسيدة زينب ام الشيعةكما وصفها و هناك اكملت ختم جوازي و شكرت القائم على العمل من كل اعماق قلبي و هممت بالمغادرة بعد سماع دعواته لي بالخير قائلابعدها:- رفيق اين تذهب ؟؟هذا العمل تكلفته ١٠٠ دولار … تلفظها بجراءة رغم معرفته بجوع الرفيق الدعوجي ذو المهجر اللبناني ….. الصدمة كانت انه المالكي!!!! حينها عرفت ان لا اختلاف فالبعثي رفيق و الصدامي رفيق و الدعوجي رفيق … الجميع يبحث عن المال!!!
اخبرني ابي المستقل المتعاطف مع الشيوعيين نوعا ما … انهم حمقى مشغولين بالتحرر ، بالنظريات ، مجموعة مجانين ، لم يحاولوا نقلالتجربة السوفيتية في تامين حق العامل في نيل اجر عمله بكرامة عبر العمل في المصنع ، المزرعة ، البناء ، و كل عمل يضمن كرامة الانسان… الشيوعيون العراقيون فقط تبنوا النظريات و جاهدوا ضد القوميين ، البعثيين ، و الاسلاميين لكن دون تقديم حتى فعل واحد موثر فيحياة الانسان على ارض الواقع… صحيح انهم ليسوا كباقي الاحزاب بعد ٢٠٠٣ حيث دابوا على دفع ايجار مقراتهم لكن ما زال الفناء خلفمقراتهم و امامها تشوبه النفايات … فقد كبر الرفاق دون دم جديد و لم يعودوا قادرين على تنظيف و تقديم العمل الجاد من اجل وطن حر وشعب سعيد ….
الشيوعي العراقي ارتضى راتبا من الاحزاب الاسلامية لسد رمق جوع عقود مقابل ان يخرس لسانه بالمطالبة بالحقوق و الاعتراض مكتفيابالنظريات و قراءة الكتب الماركسية …
زرت ذات مرة مقر الحزب الشيوعي في الديوانية مع عمي ذو الطابع العدواني باعتباره من مجاهدي الكفاح المسلح ايام الجهاد ضد البعثية… تفاجئت حينها و انا في قمة فرحي بلقاء المناضلين ذو الثياب الرثة و هم يتناقشون الثقافة الماركسية في حين كان عمي المناضل انيقالملبس كونه تاجر قماش سابقا … صدمتي كانت و هم ينادون بعضهم بكنية الرفيق … ضحكت كثيرا لاني حضرت ذات مرة مجبرا اجتماعابعثيا طلابيا حيث كان الكبير و الصغير فيه رفيقا بشكل مضحك ….
اين المواطن العراقي من هذه الارفقة ؟ المواطن الذي لجا لديه الشيوعي عندما كان هاربا من صدام و الاسلامي متسلط اليوم حليق لحيةالامس خوفا من بطش البعث …. اين ابن العراق من الارفقة؟ عندما اجبر البعثي متسلط الامس ان يلجا هاربا من مليشيات النظام الحالي… ما الذي جناه المستقل العراقي و هو يتوسل العمل من اجل لقمة العيش و السكن من اجل الكرامة …. لقد كان رد الرفاق موحدا اسلاميو بعثي و شيوعي و دوني اخر !!!! انت لست منا لا تنتمي لاحزابنا فلا حق لك بل يتهمون من يعارضهم بانه بعثي كونه لم يهرب من عراقطالما حاول اغلب مواطنيه التستر عليهم من اجل ان لا يلوحهم ظلم زبانية صدام ….
الحشد مقدس كلمة لا اعتراض عليها طالما ان اغلب افرادها سلموا سلاحهم عندما انتفت الحاجة اليهم يوم انتهاء معركة العراق ضد الارهاب… لكن ضحكة قادة المليشيات استمرت متخفين بزي الحشد الشعبي اللامقدس ليذكرنا بالجيش الشعبي الصدامي و هو يقف كاي مليشياتراقب ازقتنا لاغتيالنا …. رحم الله سلام عادل رفيق العمال اينما تواجدوا …. رحم الله شجعان بعث ما قبل ١٩٨٠ يوم العمالة المزدوجة قلباو قالبا بين بغداد و طهران …. رحم الله المواطن العراقي الذي استشهد بتقارير محسن الحكيم خوفا من ازدهار الفكر الحر التي تعرفالمواطن بكرامته و حقوقه …. ما زلنا اسرى ١٩٨٠ الى ٢٠٢١ !!!!!!
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط