مطالب بسنّ مواثيق تنظم محتوى الصحافة الرقمية
12:00 ص, الخميس, 17 يونيو, 2021
معهد الجزيرة
الدوحة – الراية:
أسدل معهد الجزيرة للإعلام الستار على فعاليات منتدى «أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي»، وذلك بمُشاركة صحفيين وخبراء وأكاديميين وناشطين إعلاميين توزعت مداخلاتهم على أربع جلسات أدارها مدير تحرير غرفة الأخبار الرقمية بالجزيرة، أحمد عاشور
.
وألقى الدكتو ياسر بشر، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بشبكة الجزيرة الإعلامية، الكلمة الافتتاحية، التي تطرّق فيها إلى تدخل الخوارزميات كقناة تقنية وسيطة بين وسائل الإعلام والجمهور بشكل حدّ من الوصول المباشر الذي كان يميّز الصحافة التقليدية، مؤكدًا أن المواثيق الأخلاقية الجديدة يجب أن تشمل بنودًا تتعلق بكيفية تعامل المواطن الصحفي، والصحفي المستقل مع المنصات الرقمية
.
وتناولت الجلسة الأولى مفهوم الأخلاقيات في العصر الرقمي، التي شدد فيها يونس مسكين، الباحث في أخلاقيات الصحافة، على حاجة المشتغلين بالصحافة إلى قواعد تحميهم من تقلب المزاج الرقمي، بينما أكدت الدكتورة أروى الكعلي، الأستاذة بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس على أهمية وجود أخلاقيات ضابطة لتنظيم محتوى الصحافة الرقمية. وفي نفس الجلسة أبرز عيسى محاسنة رئيس الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح، ضرورة أخذ صناعة التكنولوجيا وكيفية استخدامها بالاعتبار أثناء الحديث عن أخلاقيات الصحافة الرقمية
.
وفي الجلسة الثانية دار النقاش حول موضوع الخوارزميات في عصر التواصل الاجتماعي، إذ قال الدكتور كريم درويش الباحث بمركز قطر لعلوم الحوسبة: إن المؤسسات الصحفية فقدت القدرة على تحديد أولوياتها بناءً على أهمية الأخبار وقيمتها الخبرية، وأصبحت الخوارزميات هي من تفعل ذلك. وأشار الخبير بالخوارزميات والذكاء الاصطناعي، الدكتور سامي صدر، إلى أن الخوارزميات تقوم بشكل آلي بتحليل النصوص المنشورة على المنصات الرقمية ضمن عملية مركبة تنتهي بإعطاء تقييم نسبي لذلك المحتوى، واستنادًا إلى ذلك يتقرر نشر المحتوى أو حذفه، بينما أوضحت مروة فطافطة، مديرة السياسات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة أكسيس ناو، أن ما تقوم به الخوارزميات يُعدّ تضييقًا على حرية الرأي والتدفق الحر للمعلومات
.
وجاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان «السردية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي»، وفيها أكدت الصحفية والناشطة الفلسطينية، منى الكرد، أن المنصات الاجتماعيّة لا تحارب المحتوى الفلسطيني فقط، بل الأشخاص الذين ينشرون عن القضية الفلسطينية أيضًا
.
كما أبرزت الصحفية بشبكة الجزيرة منى حوا أن إنستجرام حاول التضييق على الحوارات الحية التي تُبث من القدس، ما أثّر بشكل كبير على نسب الانتشار والوصول، وهي نفس الخلاصة التي انتهى إليها إياد الرفاعي، مدير صدى سوشيال، فيما دعت منى شتيه، مديرة المناصرة في موقع «حملة» إلى عدم الاقتصار فقط على رد الفعل في التعامل مع المحتوى الرقمي الفلسطيني بل إعداد استراتيجية بعيدة المدى
.
وناقشت الجلسة الأخيرة في المنتدى مبادئ الصحافة والأخلاقيات الرقمية، وأقر رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، يونس مجاهد بصعوبة وضع قوانين خاصة لتنظيم الصحافة الرقمية بسبب ما قد تفرضه من تقييد حرية النشر التي تعد نقطة محورية في كافة المواثيق الأخلاقية. بينما أبرز الدكتور معتز الخطيب أستاذ الأخلاقيات بجامعة حمد بن خليفة، أن جميع مواثيق المهنة تنصّ على الموضوعية، لكن الجدل يتمثل في تحديد مفهوم الموضوعية نفسه، مؤكدًا أن فكرة التجرد المُطلق هي فكرة غير واقعية
.
واختتم المنتدى فعالياته بورشة تناولت أخلاقيات الصحافة الرقمية في زمن الحرب أطرتها روان جيوسي، المُتخصصة في صحافة حقوق الإنسان، وأدارها الزميل في معهد الجزيرة للإعلام أحمد أبو حمد
.
ويستعد معهد الجزيرة للإعلام لإطلاق دليل منهجي حول أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي يقدم فيه أهم المعايير الضابطة لأخلاقيات المهنة في ظل الثورة الرقميّة
.