مرشح الرأي والرؤية
722
إذا اتفقنا مسبقاً أن هناك مرشحا للقبيلة، وآخر للطائفة وثالثا للعائلة، لكن ماذا عن من يمتلك رأياً أو مبدأً بعيداً عن هذه التقسيمات، حتى وإن لم يكن مجال اجماع لقبيلته أو طائفته؟.
المرشح المستقل الذي يمثل رأيه وما يؤمن به أين نضعه؟ يجب أن يتسع المجال لأصحاب الرأي ومن يمتلكون مبادئ يؤمنون بها، ليس شرط الترشيح أن تضمن الفوز، بقدر أن تلقي في مياه المجتمع الراكدة حجراً يحركها، ليس الخوف من الخسارة إلا وهماً ترسخ في عقل المجتمع الباطن فقضى على إرادته وشل من حركة نشاط فكره، فالهدف من الانتخابات كما أراه ليس أولئك الذين يفوزون بها بقدر ما هم أولئك الذين سيشاركون فيها ليس كناخبين فقط ولكن بدرجة اكبر كمرشحين، بشرط ان يكونوا من أولئك اصحاب الرأي ومن يمتلك رؤية حول الوطن وقضاياه ورؤية أوسع لمعنى الحياة الانسانية وكيفية خوض غمارها.
فليكن للقبيلة مرشحها وللطائفة مرشحها وللمرشح المستقل مجاله وفرصته، حتى وإن كانت فرصة فوزه ضئيلة إلا انه يحرك مياها قد اسنت وحان وقت جريانها.
أنا ادعو أصحاب الرأي ومن يمتلكون مبادئ ورؤى حول الوطن أن يتقدموا بأنفسهم كمرشحين، اثراء المشهد هو المعوَل عليه اليوم حتى وإن كان ذلك ضمن ضوابط مسبقة تحدد النتائج. التخلص من مجتمع الكتلة المصمتة هو في حد ذاته بداية طيبة، خروج المجتمع من دائرة الخوف من التجربة والفشل بداية لا بد من المرور بها.
سمو الأمير حفظه الله يؤيد ابداء الرأي طالما ذلك لا يَمسُ الأشخاص في ذواتهم وإنما لأدائهم وعملهم، ابحثوا عن أصحاب الرأي على ندرتهم، فتشوا عن اصحاب المبادئ على قلتهم، عصر جديد تدخله الدولة، يحتاج رأياً وفكراً جديداً متنوعاً، رشح نفسك يا من تمتلك رأيأ ورؤية حتى بوجود مرشح قبيلتك وطائفتك لا تترك المكان خالياً من رأي مستقل أو رؤية جديدة، نحن بصدد عصر جديد له قوة الأفكار وصلابة الإيمان بحرية الرأي، حفظ الله قطر وأميرها وشعبها الكريم.