رجل المهمّات الخاصّة
القسام - خاص :
هذا الرقيق تراه عند، الروع في قلب الأسود، مبتسما والدهر غضبان، يزمجر بالوعيد، فإذا رماه بالخطوب، رماه بالعزم الجليد، وإذا دعته الواجبات، فحملته بما يئود، وجدته صلب المنكبين، فلا يخر ولا يميد، هو كالشعاع المستقيم، فلا يضل ولا يحيد، هو ناصع. لا يختفي خلف، الستائر والسدود، فيه ثبات أخي العقيدة، لا اضطراب أولي الجحود... يحق لنا أن نبكي على رحيلك يا فادي، ولكن حسبنا أن نصمت ونتذكر أمنياتك بنيل شهادة في سبيل الله، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلك مع الشهداء والنبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
إشراقة الحياة
مع إشراقة شمس جديدة كانت خانيونس على موعد ميلاد بطل من أبطالها حيث بتاريخ 14-7-1991 احتضنت الدنيا هذا الطفل الذي لم نكن نعرف أن قدره سيكون مجاهداً يثخن في العدو ويكتب التاريخُ بمدادٍ من الدماء سيرته العطرة.
كان طفلاً هادئ الطبع وكانت تربط الشهيد بوالديه علاقة ممتازة يسودها الحب والأدب والاحترام، وكان دائم المزاح وصاحب قلبٍ حنون وكان شهيدنا رحمه الله يعامل أهل بيته معاملةً حسنة ويتعامل معهم كأصدقاء، ويعطف على إخوانه ويحثّهم على الذهاب للمسجد وكان يقوم بتدريس إخوانه الصغار إذا احتاجوا، وكان خجولاً جدا في صغره كما قيل عنه، ويحب مساعدة الآخرين.
دراسته الشهيد وعمله
التحق شهيدنا بمرحلة الابتدائية في مدرسة الشيخ جبر والثانوية بمدرسة هارون الرشيد، حيث كان محبوباً بين زملائه خلال دراسته في مراحله المتعددة وكان داعياً بسلوكه وأخلاقه، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة الأقصى تخصص تعليم أساسي وأنهى 3 سنوات وحصل على الشهادة الفخرية بعد استشهاده.
ركب الدعوة
عرف الشهيد طريقه نحو مسجد الهدى منذُ صغره والتزم في جلسات وحلقات تحفيظ القرآن حتى استطاع أن يحفظ القرآن في شهرين في مسجد حمزة وأصبح محفّظاً للقرآن الكريم، وعمل في عدة لجان رياضية ودعوية في المسجد، والتي امتاز فيها بنشاطه بين إخوانه.
عندما رأى الأخوة في الحركة التزامه الديني والأخلاقي ومحافظته على الصلاة ضمّوه للأسر الإخوانية وكان ملتزماً ومنضبطاً، وكان يجلس عنده عدد من الإخوة في أسرة جانبية بعدما تم تكليفه بمتابعتهم من قبل الإخوة.
الحياة الجهادية للشهيد
انضم الشهيد فادي إلى كتائب القسام بعد أن أنهى دراسته الثانوية، وألحّ على إخوانه بالانضمام فيما بعد لوحدة الاستشهاديين التي عرفها عن طريق أخيه الشهيد محمد القصاص وكان له ذلك والتحق بهذه الوحدة.
عمل فادي في وحدة الإسناد القسامية ثم أصبح أمير زمرةٍ لإحدى مجموعات النخبة القسامية، وكان يذكر إخوانه بِهمِّ الأسرى عامة والأسير القائد حسن سلامة خاصة، وكان عنصراً فعالاً ونشيطاً في الجهاز العسكري وكان له دور في حفر الأنفاق.
امتاز شهيدنا بحبه وحرصه على الرباط، وحضوره جميع الأنشطة العسكرية، كما أنه كان حريصاً على تنفيذ كافة التكليفات العسكرية والتنظيمية، واجتاز شهيدنا عدّة دورات في الجهاز العسكري من بينها دورة إعداد مقاتل ودورة الدروع واجتاز دورة مغلقة ودورة مشاة مستوى 1-2 ودورة ملاحة عسكرية، وشارك في نقاط الرباط المتقدمة وعمل في الأنفاق الداخلية والحدودية وتلقى تدريبات على العمليات الخاصة خارج فلسطين.
قصة استشهاده
مع بداية معركة العصف المأكول عام 2014, لبّى شهيدنا نداء الجهاد والمقاومة, فكان شهيدنا أحد طاقم العمل العسكري المبادر في أحد أنفاق القرارة شمال شرق خانيونس وقد طُلِبَ منه الخروج من عين النفق ليضرب جرافة صهيونية كانت تعيث في الأرضِ خراباً ودماراً ، فخرج مع أخيه الشهيد باسم الأغا ومن ثم سُمع عدد من الانفجارات وخرج مجاهدٌ آخر لضرب دبابة بقذيفة تاندوم وإذا به يرى فادي يتجه إلى النفق وقد أصيب فسحبه داخل النفق ليرفع أصبع السبابة ثم يستشهد, وكان ذلك يوم 18-7-2014