ماذا يعني ان تتزود سلطة اوسلو بالاسلحة والادوات اللازمة للقمع من دولة الاحتلال
رشيد شاهين
منذ تأسست سلطة اوسلو لم يخامرنا الشك ان هذه السلطة لن تمثل بحال من الاحوال الطموحات الحقيقية ولو بحدها الأدنى للشعب الفلسطيني، وأنها حتى لو أرادت فلن تكون قادرة على تحقيق ذلك.
على امتداد السنوات التي تلت توقيع اتفاقية العار في العاصمة النرويجية ودخول السلطة تشكلت في الأراضي المحتلة مفاهيم جديدة وغير مألوفة عملت السلطة وأجهزتها المختلفة بمساعدة قوة الاحتلال على ترسيخها وجعلها مقبولة ومستساغة في الذهنية الفلسطينية.
برغم كل محاولاتها لتجميل صورتها، ظلت هذه الصورة تزداد سوءا مع مرور الأيام وانكشاف مدى الانحطاط الذي وصلت إليه سلطة العار، كما والكم الهائل من حجم الفساد والتخريب الذي يمارس على مدار الساعة.
في هذا السياق، كان آخر ما تفتقت عنه ذهنية الانحراف والاستهتار بحياة الانسان الفلسطيني هو صفقة التعاقد على لقاحات كورونا والتي تحدث عنها في اخر ظهور له الشهيد نزار بنات.
خلال اليومين الماضيين قامت وسائل الإعلام الصهيونية بفضح صفقة لا تقل عارا عن صفقة اللقاحات وهي صفقة التعاقد على شراء “أدوات وأسلحة” تستعمل لقمع المحتجين من أبناء الشعب الفلسطيني.
هذا الخبر كان خبرا مفزعا بكل المقاييس، حيث كشف بشكل مرعب المدى من الانحدار الذي وصلت إليه سلطة العار،
أن تقوم “سلطة تحت الاحتلال” بشراء أدوات لقمع شعبها من دولة الاحتلال فهذا ما لم يكن يخطر على بال أحد حتى في أسوأ كوابيسه.
ان سلطة مثل هذه لا يمكن أن يكون لها علاقة بالوطنية، وهي ومهما رفعت من شعارات لا يمكن أن تقنع أيا كان أنها ليست أداة بيد الاحتلال تماما كما كانت سلطة أنطوان لحد وسعد حداد في جنوب لبنان.
الفرق بين هؤلاء واولئك ان لحد وجماعته كانوا يقرون بأنهم أدوات وعملاء للاحتلال، أما هؤلاء فما زالوا يزايدون بالشعارات الوطنية ويتاجرون بدماء الشهداء واهات الجرحى وعذابات الاسرى.
المشكلة ليست فيمن ارتضى لنفسه ان يكون أداة للاحتلال والعصا الثقيلة او الغليظة التي تهوي على رؤوس الاحرار من أبناء هذا الشعب المظلوم والابي، لان هؤلاء وبعد ان اصبحت لديهم مصالح كبرى وامتيازات لم يعد بامكانهم التخلي عنها.
المشكلة الكبرى هي في أولئك الذين ما زالوا يدافعون عن سلطة العار معتبرين أنها تدافع عن مصالحهم وأنها تسعى إلى تحقيق طموحاتهم في الحرية والاستقلال.
برغم ذلك، وبرغم كل هذا السواد الذي يخيم على المشهد الفلسطيني، فإن مثل هذه الصفقات لن تزيد الاحرار من أبناء شعبنا الا إصرارا على الاستمرار في مقاومة الفساد والفاسدين، وأنه كلما “غرقت” السلطة في المزيد من القذارات، فإن هذا يعني أنها تقترب من نهايتها.
3-7-2021
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط