comparemela.com


سار على درب الصالحين
القسام - خاص :
طوبى لمن باع نفسه رخيصة في سبيل الله، طوبى لمن قدم كل ما يملك في سبيل قضية نبيلة عادلة، طوبى لمن اجتهد وعرف الطريق فسار فيه دور تردد أو تراجع، طوبى لمن حمل السلاح، وسار في كل ساح، وتقدم الصفوف بإقدام يصحبه الكفاح، فكتب الله له شهادة يلقى فيه الصحاب، بجنة من ريحان، أعدها الله لمن سار على درب الصلاح، في زمن الفتن والتناقضات، فيا سعد من اختصه الله بشهادة يختم بها حياته بارتياح.
الميلاد والنشأة
بعد عام على بدء الانتفاضة الأولى، في التاسع والعشرين من شهر يوليو لعام 1988م، كانت بلدة عبسان الجديدة شرق خانيونس على موعد مع ولادة فارس قسامي سوف يكبر يوماً، يحمل هم دينه ودعوته لا يبالي بالعثرات والحواجز، وعيناه تنظران نحو الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، مع قدوم ولاء انطلقت الزغاريد فرحاً وابتهاجاً بقدوم هذا البطل.
طفولة مميزة
كان متميزاً بالهدوء منذ صغره لا يرفع صوته على أحد، صاحب خلق حسن محبوب من الجميع، الأهل والجيران والأقارب والمعارف يشهد الجميع بكرم أخلاقه، لوالدته نعم الابن البار، مطيعاً لها، حنوناً عليها، لا يتوانى في أي لحظة في خدمتها، حتى أنه كان يقصف لها أظافرها، يقبل يديها قبل خروجه من البيت وعند عودته، محبوباً من إخوته، علاقته معهم تقوم على التفاهم والتشاور لتميزه بالهدوء والحلم.
 وكما في البيت وبين الأهل كان في المدرسة، أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة بني سهيلا الابتدائية، أما المرحلة الإعدادية والثانوية فدرسهما في مدرسة العودة، كان نشيطاً وحيوياً، يحبه الجميع سواء المدرسين أو زملاء الدراسة، كان محباً للرياضة يلعب ضمن فريق المدرسة.
بعد تخرجه من الثانوية العامة التحق شهيدنا بكلية العلوم والتكنولوجيا وتخرج منها عام 2012م منهياً دبلوم الدراسات الإسلامية.
في ركب الدعوة
المسجد هو الحاضنة له، هو الصرح العلمي الذي يخرج المتميزين من زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم كان يخرج منه العلماء والصحابة الأنقياء، ساحة تدريب على مشاق الجهاد في سبيل الله تنطلق منه الجيوش إلى بقاع الأرض، إلى وقتنا الحالي، فيُخرج المسجد خيرة شباب الأمة، ولعل شهيدنا من بين من خَرجهم، فقد كان ملتزماً بالمسجد، محافظاً على أداء الصلوات الخمس في جماعة، مثالاً للانضباط الأخلاقي والسمع والطاعة، يعمل ضمن اللجنة الرياضية في المسجد، مشاركاً إخوانه مختلف الأنشطة التي تقام.
التحق شهيدنا بحركة حماس مبكراً، وكان يشارك باستمرار في الفعاليات التي تنظمها الحركة، لا ينقطع عن الجلسات الجانبية إلى أن بايع الإخوان المسلمين عام 2008م ثم استمر في الجلسات الإخوانية، وقد سبقه أخوه محمد للانضمام للكتائب، فأصبح منزلهم نقطة رباط متقدمة لقربه من المنطقة المتاخمة لأرضنا المحتلة، فكان ولاء يجالس المرابطين، ويلح دائماً على الانضمام للكتائب وكان له ما تمنى، وكما كان للدعوة منه نصيب كان للعمل الجهادي أيضا نصيب فالتحق بأخيه محمد مجاهداً وسبقه شهيداً.
عندما تحب شيئاً وتتوقه فإنك تندفع لإنجازه اندفاعاً، وهكذا كان شهيدنا فمنذ اللحظة الأولى التي نزل فيها إلى ساحة الرباط تميز بنشاطه وحرصه على القدوم مبكراً، واستغلال كل دقيقة من وقت رباطه في الذكر والاستغفار.
في صفوف المجاهدين
وخطوة بخطوة كان الإنجاز يكبر والحلم يتحقق، حيث بدأ شهيدنا رحلة انضمامه إلى صفوف المجاهدين بالتحاقه بدورة مبتدئة سرعان ما لوحظ عليه النشاط وحب العمل الجهادي، فانتقل ليلتحق بدورة مشاة تخرج منها بتقدير ممتاز، ثم اختاروه لدورة في الأسلحة المتوسطة، فكان مثالاً للتميز في جميع الدورات التي تلقاها.
 وكما تميز في العمل، تميز بالسمع والطاعة والخلق وحسن المعاملة، دائم الابتسامة يحب إطعام الطعام وتوزيع الرحمات، فكان في رباطه يحضر لإخوانه الطعام والسحور والشاي ويوزعه عليهم.
شارك شهيدنا في صد الاجتياحات والتوغلات في منطقة عبسان الجديدة، وحفر الأنفاق وإطلاق النار على القوات الخاصة، قام بزراعة إحدى العبوات البرميلية على الشريط الحدودي وقام بتفجيرها في إحدى الجرافات المتوغلة في عمليات التمشيط مسمياً الله، متوكلاً عليه، هاتفاً الله أكبر وكأن لها صدى وزلزلة للأعداء، شعاره: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".
وكأن من يدنو أجله يشعر بذلك، فكان شهيدنا قبل استشهاده بساعات قد أحس بقرب أجله فقال لإخوانه المجاهدين: "يبدو أننا سنستشهد معاً."
رحيل المجاهد
وما العيش لا عشت إن لم أكن، مخوف الجناب حرام الحمى..
فكان الموعد في 18/7/2014م مع العزة والكرامة والاصطفاء والاختيار، قام بالانتقال لمكان مرتفع ليقوم برصد حركات الجنود في المنطقة، وفور وصوله إلى أحد المنازل العالية المطلة على مكان التوغل أصيب بطلقة غدر في رأسه من قناصٍ جبانٍ، ولم ينته الأمر عند ذلك بل قامت طائرة حربية بدون طيار بإطلاق صاروخين عليه ولم تكتف بالرصاصة، فارتقى البطل إلى جوار ربه مقبلاً غير مدبر ملبياً نداء الدين والوطن.
يا شهيد الحق مسروراً فقد كان المنام عليك قبل ثقيلاً  ..  
وأنعم بلقياك الرسول محمداً وبوجه ربك راضياً مقبولاً..    
وإذا لقيت أمامك البنا فلا تنس السلام عليه والتقبيلا..   
أبلغه أن جنوده بعرينه لن يتركوه لباغ أو دخيلاً..
وكما كان وفياً أمينا قبل استشهاده كان بعده، فقد كان شهيدنا محباً لكتب الحديث والسيرة، وكان قبل استشهاده قد استعار بعض الكتب من المسجد، وبعد استشهاده رأت زوجة أخيه محمد في المنام الشهيد ولاء وقد طلب منها إعادة الكتب للمسجد حتى لا تبقى أمانة في رقبته، أو ديناً يحمل همه، فتم له ما أراد، وكأن الله يريد أن ينقيه حتى لا يبقى عليه ما يعيقه عن النعيم.

Related Keywords

Rabat ,Rabat Saléemmour Zaëmo ,Morocco ,Sharifa Gaitan ,Muhammad Qara ,Abu Hamza ,Abasan Al Jadidah ,Committee Sports ,School Bani Suheila ,Jihad Muhammad Qara ,Martyr Qassam ,For God ,For Issue ,Abasan Al Jadidah East Khan ,Faculty Science ,Rabat Advanced ,Yard Rabat ,Step ,Ganab Haram ,Order Whereupon ,Vartqy Hero ,Prophet Muhammad ,ரபாத் ,மொராக்கோ ,க்கு இறைவன் ,ஆசிரிய அறிவியல் ,படி ,ப்ராஃபெட் முஹம்மது ,

© 2025 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.