comparemela.com


مجاهداً بالقول والعمل
القسام - خاص :
قيل:" لكل منا من اسمه نصيب"، وكأن هذا القول كان لشهيدنا جهاد، وأضاف حمله لاسم شهيد نوراً ظل يصحبه ليكون خلفاً لخاله الشهيد: جهاد إبراهيم عصفور، فاجتمع الجهاد مع الشهادة، فكان هو جهاد نعم المجاهد، والشهيد -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً-، فإن الله يصطفي من عباده أخيرهم، وهل يستحق شرف الشهادة إلا من كان طالباً لها أهلاً لنيلها؟، وكان قدوة يقتدى به ويحتذى؟، هكذا كان شهيدنا الذي ولد في 16 مايو لعام 1995م في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
طفولة بريئة
كان منذ صغره ذو أخلاق طيبة، متميزاً في جميع مراحله الدراسية، بدءاً من المرحلة الابتدائية التي درسها في مدرسة بني سهيلا الأساسية، ثم الإعدادية بمدرسة عبد الكريم الكرمي، ثم الثانوية وأخيراً المرحلة الجامعية، وقد أتم شهيدنا حفظ القرآن الكريم وهو في الصف السابع.
 كان باراً بوالديه، توفي والده في صغره فكان يتيم الأب، فأصبحت علاقته بأمه قوية، وغالباً ما يمازحها مدخلاً السرور على قلبها، واعداً إياها أنه سيثأر لدم خاله الشهيد الذي يحمل اسمه مهما طال الزمان، وأنه على العهد مهما مرت الأيام والسنون.
 وكما كانت أخلاقه حميدة مع أهل بيته ووالديه وإخوته، كانت كذلك مع أصدقائه وجيرانه، خير مساعد ومعين لمن هم في حاجة له، لا يبخل بوقت ولا جهد.
التزامه الدعوي
كان شهيدنا من الملتزمين بالمسجد كما كانت أخلاقه منذ الصغر محافظاً مداوماً على صلاته، يرافق والده في ذهابه للمسجد، بل حتى يوقظ أشقاءه لصلاة الفجر، التزم أولاً بمسجد سلمان الفارسي ثم انتقل لمسجد الحارث القريب من بيته، فحافظ على التواجد دائماً في حلقاته ونشاطاته، إضافة لالتزامه في الأسر الدعوية التي لا يتغيب عنها إلا لعذر قوي.
كما الوالد يحلم أن يكون ولده، فهو القدوة، وهو المنارة للأبناء في الدروب الصعبة، فالتحق جهاد بالحركة الإسلامية، تأسياً بوالده الفاضل الشيخ محمد أبو جامع –رحمه الله رحمة واسعة-، فهو الشبل من ذاك الأسد فكان أحد أبناء جهاز عملها الجماهيري، مشاركاً إخوانه العمل والمساعدة في المخيمات ومختلف الأنشطة، وحاملاً لواء الحق، متعاوناً مبادراً لفعل الخير ونشر الخلق والإحسان.
مسيرته التعليمية
التحق شهيدنا أبو البراء بصفوف الكتلة الإسلامية مع بداية دراسته في الكلية الجامعية، وقد درس فيها تخصص السكرتاريا القانونية، إلا أن شهادة الموت كانت أسبق إليه من شهادة الدراسة، فكان الاختيار والاصطفاء.
يقال هناك بريق خاص في عيون من سيغادروننا ويرحلون قبل رحيلهم، يفعلون أشياء كأنهم على علم بالرحيل وهكذا كانت آخر أيام شهيدنا جهاد، يقضي معظمها في المسجد يتلو القرآن يعد نفسه للقاء، ويجهز الزاد ليوم لا يفوز فيه إلا من أتى الله بقلب سليم.
كانت تأبى كرامته أن يكون من المُتكِلين على أحد حتى أقرب الناس إليهم، لذا كان شهيدنا يحب الاعتماد على نفسه، ففتح مطعماً لبيع الفلافل، يعمل فيه بعد عودته من الجامعة، وكان صبوراً دائم الابتسام، واسع الصدر مع كل من يأتي ليشتري منه، أو يجلس بجوار المحل.
رحلة الجهاد
لم يكتف شهيدنا من نيل أجر فعل الخير والتعاون فقط، فكان لزاماً عليه ليكتمل معنى اسمه، أن يلتحق بالمجاهدين، فانضم لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ليكون مجاهداً بالقول والعمل، وذلك بعد إلحاح وطلب مستمر ليكون أحد أبنائها، وكان له ما أراد.
بدأ مشواره العسكري بقوة صلبة، وعزيمة جبارة، تزداد يوماً بعد يوم، مع ازدياد نشاطه من جندي في سلاح المشاة، ليلتحق بدورات مبتدئة ثم متوسطة، وكان نشيطاً محافظاً على رباطه، يحضر مبكراً دون خوف أو جبن، مقداماً يعشق البندقية، ودائم الطلب أن يكون في المقدمة، خاصة أثناء معركة العصف المأكول.
وكما هي صفات الأبطال كان شهيدنا كتوماً، صبوراً جداً، مطيعاً ينفذ كل ما يطلب منه دون تأخر أو عصيان، مبادراً لا يبخل في مساعدة إخوانه، مستمراً على الطريق إلى أن كان الموعد مع ختام الحياة الدنيا، وبدء حياة جديدة في عالم آخر، فنال شرفاً في الدارين، فقد أراد أن يترك خلفه أثراً، أن يكون لوقع اسمه بعد شهادته تأثيراً، ويبقى رصيد حسناته متنامياً، وما الشهادة بموت بل هي حياة، هناك بجوار الخالق، ويا له من شرف.
رحيل الفارس
 أشرقت شمس 22/7/2014م مع استمرار الحرب وتقدم الآليات، جهز شهيدنا العبوات الخاصة بزمرته، وكَمَنَ في منزل مجاور لمنطقة زرع العبوات -وعند تقدم الوحدة الخاصة ونزولها من الآليات وتفجير الأخوة للعبوات- اشتبك شهيدنا مع القوات المتوغلة، وأفرغ كل ذخيرته وقنابله فيهم، فأثخن فيهم قتلاً وتنكيلاً.
هذا ما شوهد بعد انسحاب قوات العدو من مكان الاشتباك، فقوبلت بسالته برصاصات حقد جبان، ففاضت الروح لباريها والتحم الجسد مع الأرض، وحناء دمه الطاهر تخضب ترابها، ودع دنيانا لعالم أجمل، شهيداً حياً عند ربه ، كما قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(١٦٩) " .
ومع أن جثمانه الطاهر قد مكث 15 يوماً في المكان، إلا أنه عند انتشاله وجدت جثته كما هي لم يدب إليها التحلل، كما وجدت كل مخازنه فارغة، وكأنها تقول هذا صاحبي لم يودعكم إلا مقداماً شجاعاً حتى آخر نفس وآخر رصاصة، هي حياة واحدة بنهاية واحدة، فلتكن إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا.

Related Keywords

Shaykh Muhammad Abu ,Muhammad Abu ,Tahir Rouge ,Khan Yunis ,Muhammad Abdul Karim Abu ,School Bani Suheila ,School Abu Salma ,Jihad Muhammad Abu ,Martyr Qassam ,Jihad Muhammad Abdul Karim Abu ,Habu Bara ,Jihad Ibrahim ,Town Bani Suheila East Khan Yunis ,School Bani Suheila Basic ,Ash Shaykh Muhammad Abu ,Brigades Qassam ,Sun Xxii ,For God ,Tahir May ,முஹம்மது ,காந் யூனிஸ் ,க்கு இறைவன் ,

© 2025 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.