ضمان اجتماعي كريم
397
الدولة لم تقصر مع الأرامل والمطلقات وذوي الإعاقة وغيرهم ممن تصرف لهم راتب ضمان اجتماعي شهري بمقدار 6000 ريال بالإضافة إلى بدل خادمة 1500 ريال وكذلك بدل سكن مقداره 6500 ريال وهذا ينطبق على كل الفئات بعد دراسة حالاتهم..
لكننا نتساءل هل يمكن أن تجد الأرملة أو المطلقة القطرية سكنا بهذا البدل؟.
هل يوجد في الدوحة إيجار منزل بهذا المبلغ؟.
قد يكفي هذا المبلغ إيجار غرفة في سكن تقسيم مع مقيمين..
هل نقبل هذا ونرضاه على أمهاتنا الأرامل الكبيرات بالسن؟.
مثل ذلك المقابل المتواضع لا يصح مع مقاييس المجتمع القطري وطريقة حياته.. في ظل توقف صرف الأراضي لهن وبالتالي عدم صرف القروض ولا تزال العديد من تلك الفئات تعاني من الإيجارات العالية ومن استقدام خادمة وخاصة مع كورونا وتأمين مبلغ للحجر الصحي ويكلف مع الاستقدام بما لا يقل عن 18000ريال وغير ذلك كثير..
لنأخذ مثالا واقعيا حتى نعرف جزءا من حجم المعاناة:
سيدة قطرية من هذه الأرض ومن عائلة معروفة ..أرملة ليس لها أولاد ولا تعمل وليس لها معيل ولا تمتلك سكنا
(لم يحصل زوجها على سكن قبل وفاته) ولا يوجد لزوجها راتب حكومي..
هل تستطيع مثل هذه المرأة وفي مثل هذا العمر أن تؤجر مسكنا بـ 6500 ريال ونحن نعرف ما هو السكن الملائم للعيش بحياة كريمة؟.
هل الـ 6000 ريال راتب الضمان سيكفي للمعيشة في قطر؟.
هي كذلك تحتاج سيارة للتنقل وسائقا وغيره..
هذه الأرملة بالطبع لديها مواعيد طبية لأنها من كبار السن.. بمعدل مراجعة واحدة على الأقل كل أسبوعين..
هل من المعقول أن تستخدم في كل مرة سيارة كروة أو أوبر و غيره؟.
هل هذا يليق بالأمهات كبار السن!؟.
كيف يمكن أن تسدد التكلفة العالية لاستقدام عاملة في كل سنتين مرة على الأقل..؟.
يصرف لها أقل راتب للعاملة ولا يصرف لها شيء لاستقدامها..!!.
بينما نجد امرأة أخرى أرملة لديها راتب زوجها وعندها ثلاثة أو أربعة من الأبناء قد يكونون من كبار الموظفين وعندها سكن ملك أو سكن زوجها وتستلم نفس الراتب مع تلك الأرملة..!!.
هنا لا أريد أن أقلل من شأن راتب الحالة الثانية وأتمنى الزيادة للكل بالإضافة إلى دراسة متأنية لمثل الحالة الأولى وغيرها…
أقترح تأمين سكن مناسب لإقامة القطريين ومفروش بالكامل وهناك العديد من الفلل الحكومية تستطيع الدولة أن تمنحها لهن ..
وكذلك مُأَمن لهن خادمة وسائق وممرضة إذا لزم الأمر دون أن تبحث هي عنهم وكذلك سيارة للتنقل ويكون عندهن تأمين صحي حتى ولو سبقوا غيرهم من المواطنين وليس موظفو الشركات بأفضل منهن..
وهنا يأتي دور مؤسسات العمل الاجتماعي لمتابعة مثل هذه الأمور لتأمين الحياة الكريمة لأمهاتنا من كبار السن وألا يكون لدينا من تنطبع على خدها دمعة حزينة وهي في مثل هذا العمر بعد غياب الرفيق الصاحب وهم فئة قليلة جدا لا تكلف الكثير ولكنها صابرة وصامتة ومتعففة..