المئذنة أو الصومعة هي برج طويل يكون ملحقا بالمسجد، والغرض منه إيصال صوت الآذان للناس ودعوتهم للصلاة. في الماضي كانت كثير من المآذن مزودة بالقناديل مما يجعلها منارات تهدي المسافرين للمدينة أو البلدة، لذلك فإن الكثير من الباحثين العرب يطلقون عليها اسم المنارات. وقد تستخدم المئذنة أحيانا في إعلان بيانات الدولة. ومع مرور الزمن باتت المئذنة قطاعاً قائما بذاته وفن من فنون العمارة الإسلامية، فقد وجهت لها عناية كبيرة في التصميم والتنفيذ وتفاوتت ارتفاعاتها إلى عدة عشرات من الأمتار، وزخرف بناؤها، وزين بالنقوش الإسلامية البديعة وأعطيت أشكالاً شتى ما بين مدورة ومضلعة ومربعة. إن المسجد الأكثر مآذن في العالم هو المسجد الحرام المبارك والذي يملك ثلاثة عشر مئذنة، ويليه المسجد النبوي الشريف وتصل عدد مآذنه إلى عشرة مآذن، ويليه المسجد الأزرق في إسطنبول بستة مآذن. كما اشتهرت مدينة القاهرة بعدد مآذنها وكانت تعرف بمدينة الألف مئذنة. وفي العصر الحديث، استفاد فن بناء المآذن من التطورات الهندسية والتقنية، وصارت منارات المساجد هي الأعلى ارتفاعاً، وتجاوز بعضها المئة متر. وعلى هذا الصعيد تَبْرُز مآذن الحرمين الشريفين، حيث شُيدت في الحرم المكي أكبر مئذنة في العالم تُوّجت بأكبر ساعة حائط دخلت موسوعة غينيس، كما رُفِعَت في مقام الحرم المدني الشريف 10 مآذن، ليكون أول مسجد بعدد المآذن، يليه الحرم المكي بتسع مآذن. كما شُيّدتْ أطــول مئذنة في العالم، وترتفع 210 أمتار، بمسجد الحسن الثاني بالمغرب، تليها مئذنة جامع الفتح بالقاهرة التي ترتفع 130 متراً، ثم مآذن التوسعة الثانية بالمسجــد النبوي، وارتفاعها 105 أمتار، تليها مآذن المسجد الحرام بمكة المكرمـة وترتفع 92 متراً. وسنعرض لكم في هذا المقال بعض المآذن المميزة حول العالم.