سيعود الحج كما كان بإذن الله
418
اليوم الأحد يبدأ شهر ذو الحجة شهر الحج، وتعن على البال السنوات الخوالي السابقة، حيث كان الناس تتجهز وترتب أمورها للسفر إلى مكة للحج، مكاتب العمرة والحج تستعد قبل هذا اليوم بشهر للحجز والرحلات تمتلئ بالحجاج، والقلوب تهوى إلى تلك الديار ومشاهد الحجاج من كل فج عميق الذين تشرق وجوههم فرحة واستبشاراً لتحقيق أمنياتهم بالحج، الأمر الذي جعلهم يدخرون المال سنوات وسنوات حتى يفوزوا بهذه الرحلة المباركة، وجوه مشرقة ناضرة تشرح الصدر، وتؤكد قوة الإسلام وحرص المسلمين في بقاع العالم على أداء هذه الفريضة، ووسائل الإعلام تواصل برامجها حول الحج وأركانه وواجباته، أيام كانت سعيدة يودع فيها الأهل بعضهم البعض، لأنها رحلة العمر رحلة سوف يكونون ضيوف الرحمن الذي لن يرد لهم طلباً ويقبل توبتهم واستغفارهم، ما أجمل تلك الأيام، وما أروعها من صورة للمسجد الحرام والازدحام فيه، حيث كان عدد الحجاج يصل إلى أكثر من ٣ ملايين حاج، تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً ضخمة لتنظيم الحج والحرص على سلامة وأمن الحجاج وتوفير كل الوسائل التي تتيح لهم أداء حج صحيح يعودون إلى وطنهم وقد نالوا ما تمنوه.
ولكن مع هذا البلاء الذي استطاع أن يغزو العالم ويدخل الدول دون تأثيرك ولا جواز ويتسلل إلى جسم الإنسان لينشر فيه المرض ويفتك بالبعض ليكون سببا للموت، هذا البلاء الذي منع الحج على المسلمين من خارج المملكة بسبب الإجراءات الاحترازية له، والخشية من العدوى وانتشار المرض مع الازدحام وتوافد الحجاج من دول منتشر بها المرض بكثرة، وقد يكون أغلب سكانها لم يحصلوا على اللقاح ضد هذا المرض، مما قد يسبب كارثة في عدد المصابين، مؤلم حقا رؤية المسجد الحرام يكاد يخلو من الناس ونحن في موسم الحج.
ولكن في اعتقادنا لو كان في الإمكان تخصيص عدد معين من كل دولة بشرط حصولهم على اللقاح واتباع الإجراءات الاحترازية، خاصة أن حكومة المملكة قد استطاعت توفير أقصى تلك الإجراءات من تعقيم وتباعد وتوفير المعقمات والمشرفين على ذلك، وبذلك يستطيع بعض المسلمين الحج بنسب تضعها المملكة، وكل سنة تضع نسباً معينة حتى يمكن للمسلمين تكملة أركان دينهم، والله يحمي ضيوفه الذين جاءوا من كل فج عميق.
وبإذن الله تنتهي هذه الجائحة ويرفع الله عنا البلاء، وتعود مساجدنا عامرة بالمصلين وحجاج بيت الله يملأون أروقة المسجد الحرام يلبون ويقفون على جبل عرفات ويؤدون مناسكهم إن شاء الله.