يسابق إخوانه في الميدان
القسام - خاص:
واحة الشهداء .. كل يوم ينبت فيها شجرة من العطاء والتضحية والإباء ، حتى غدت جنة تتوق النفوس أن تسمع عن أخبارهم ، وكيف كانت حياتهم ، فتأنس بسماع قصصهم القلوب ، وتطرب بشذو نشيد فعالهم الآذان ، وتدمع للقياهم مقل العيون ..فهم الشهداء
فلنا وقفة مع حياة مثالا ً من الذين عاشوا حياتهم لغيرهم ، ورضوا أن يقدموا في أرشيف الرجال أروع مثال ، نقف مع الذين عملوا بصمت خلف الكواليس ، فهم الجنود المجهولون الذين لا يرجون غير رضا الله فهم يسيرون على نهج قوله تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ".
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا القسامي عبد الكريم إسماعيل رضوان في مخيم يبنا للاجئين الفلسطينيين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة في يوم الجمعة الموافق 28-11-1980م، فكان ميلاده فأل خير على عائلته وبالأخص والده الذي عمل مع ميلاد نجله عبد الكريم في مهنة جديدة جنى منها الخير الوفير.
تميز شهيدنا عبد الكريم بعلاقة طيبة مع والديه، فكان باراً حنوناً بهما ومطيعاً لهما، ودوماً يطلب رضاهم، وسيهر على راحتهم، وعرف عنه مرافقته الدائمة لأمه في كل مكان، سواء في السوق أو عند ذهابها للمستوصف.
كما كان أخاً حنوناً وطيباً لأهل بيته، ويكثر من المزاح معهم ليرسم الابتسامة على وجوه الجميع، وعرف عنه الخجل الشديد في معاملة الناس، كما كان مهذباً في سلوكه مع الجميع، وكان يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم.
علمه وعمله
درس شهيدنا أبو سراج المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وخلال فترة الدراسة كان طالباً مؤدباً وذكياً وصاحب أخلاق عالية.
تميز عبد الكريم بالسلوك الجيد وانخرط في صفوف الكتلة الإسلامية، وكان يتبادل الإمامة في المدرسة مع أخيه بتكليف من إدارة المدرسة لحسن سيره وسلوكه داخل أسوارها.
خلال فترة الدراسة عمل القسامي عبد الكريم في صفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لكن شهيدنا لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة بسبب الظروف الصعبة، فقرر الانخراط في سوق العمل كي يستطيع المساهمة مع والده في إعالة الأسرة.
بعد ذلك عمل شهيدنا في قوة حماة الثغور في مدينة رفح وكان يؤدي عمله بكل إخلاص وتفاني.
ركب الدعوة
منذ الصغر عرف شهيدنا القسامي عبد الكريم طريق المساجد فالتزمها وحافظ عليها، والتزم بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، ودروس السنة النبوية، وواظب على حضور الجلسات الدعوية والأسر الإخوانية.
التزم شهيدنا في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 2007م، من خلال التزامه في المسجد، ليصبح أخاُ فاعلاً ويتواجد على رأس أسرة تنشيطية، ويشارك بفاعلية في أنشطة المسجد والحركة في المنطقة.
مجاهد قسامي
انضم شهيدنا عبد الكريم لصفوف كتائب القسام عام 2008م، وذلك بعد إلحاح منه على قيادة الدعوة في مسجده، ولإصراره كان له ما أراد، فانطلق هصوراً لميادين التدريب لينهل من العلوم العسكرية والتدريبات القسامية التي تؤهله لأن يكون فارساً قسامياُ صنديداً.
وخلال عمله في صفوف الكتائب تميز بالنشاط والهمة العالية والسرية والكتمان والهدوء والاتزان، وكان من المبادرين بين إخوانه المجاهدين، يشارك في الرباط بشكل دائم وفي الفعاليات والأنشطة العسكرية في كتيبته وفصيله القسامي.
تخصص شهيدنا في سلاح الدروع القسامي وتميز فيه، وتدرج شهيدنا في رتبته العسكرية من مقاتل قسامي ليتولى إمارة زمرة قسامية، وبعدها كلف بالعمل في الأنفاق القسامية، ليتولى بعدها مسؤولية مشغل قسامي.
موعد الشهادة
يذكر إخوانه المجاهدين أن شهيدنا القسامي أبو سراج في يوم الشهادة أكثر من ذكر الله، حتى استشهد يومها بتاريخ 19-7-2018م، بعد تعرض نقطة تتبع قوة حماة الثغور لقصف من طائرات الاحتلال دون طيار مما أدى لاستشهاده وإصابة عدد من المجاهدين.
وفور وصول إخوانه لإسعافه وجدوه ملقى على الأرض والابتسامة ترتسم على محياه، ورفع أصبع السبابة ونطق الشهادتين ورحل إلى ربه شهيداً بإذن الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
بيان عسكري صادر عن :
كتائب القسام تزف المجاهد عبد الكريم رضوان الذي ارتقى إثر قصفٍ صهيوني
على طريق ذات الشوكة يمضي مجاهدو القسام الأبطال، لا يعرفون للراحة أو القعود سبيلاً، فصمتهم ما هو إلا جهادٌ وإعدادٌ لطالما رأى العدو والصديق ثمرته في ساحات النزال، فمن التدريب إلى التصنيع إلى حفر أنفاق العزة والكرامة إلى المرابطة على ثغور الوطن، سلسلةٌ جهاديةٌ يشد بعضها بعضاً، وشبابٌ مؤمنٌ نذر نفسه لله مضحياً بكل غالٍ ونفيس، يحفر في الصخر رغم الحصار والتضييق وتخلي البعيد والقريب، يحدوه وعد الآخرة الذي هو آتٍ لا محالة يوم يسوء مجاهدونا وجوه الصهاينة بإذن الله، ويطردونهم من أرض الإسراء أذلةً وهم صاغرون.
وقد ارتقى على درب الجهاد والمقاومة وفي ميدان الشرف والعزة أحد مجاهدي كتائب القسام الأبطال:
الشهيد القسامي المجاهد/ عبد الكريم إسماعيل رضوان
(38 عاماً) من مسجد "طيبة" في حي تل السلطان برفح
حيث لقي ربه شهيداً –بإذن الله تعالى- اليوم الخميس 6 ذو القعدة 1439هـ الموافق 19/07/2018م إثر قصفٍ صهيونيٍ استهدف نقطة تابعة لقوة حماة الثغور شرق رفح، ليغادر دنيانا وما غيّر أو بدّل ولا تخاذل أو تقاعس، بل نذر نفسه لله مجاهداً حتى لقي الله على ذلك، نحسبه من الشهداء والله حسيبه ولا نزكيه على الله.
وإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام ونحن نزف إلى العلا شهيدنا المجاهد فإننا نؤكد أن دماءه ودماء جميع شهداء شعبنا لن تذهب هدراً بإذن الله تعالى.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين
الخميس 6 ذو القعدة 1439هـ
الموافق 19/07/2018م