حــددوا: لمــاذا تنتقـــدون ؟!
ننتقد ولكن دون تجريح وننكر دون قذف وتشويه !
هذا ما يجب أن يكون عليه الانتقاد لأي ظاهرة تبرز على ساحة مجتمعنا أو لأي مظاهر ما زالت طافية على السطح وما زلنا ننكرها بعين الانتقاد الذي يجب أن يبحث عن بدائل ناجعة وليس الانتقاد لمجرد الانتقاد والتفرد به.
فللأسف هناك كثير من الأمور باتت تتغير على غير ما سعينا له في مجتمعنا القطري المحافظ والمتمسك، بحمد الله، بعاداته وتقاليده المأخوذ أغلبها من ديننا الإسلامي الحنيف، لكنه وكمجتمع متفتح ومتحضر لا يختلف عن باقي المجتمعات التي تسابق هي الأخرى متطلبات العصر ومظاهر القرن 21 أصبحت تخرج بعض الظواهر التي يعبر كثير من أفراد المجتمع عن استيائهم منها وهي وإن كانت لا تزال مظاهر فردية غير محكومة بمباركة المجتمع لها لكنها في نفس الوقت باتت صاحبة حسّ مسموع يتداولها كثير من مغردي الوطن على منصة التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة والأكبر مساحة وهو (تويتر) ببعض النقد الذي يصل بعضه إلى حد التجريح فيفقد صاحبه المصداقية والشفافية في طرحه ويتوجه القارئ إلى ملامسة لغة الكره الدفين الذي يكنه هذا الناقد إلى مجتمعه وليس بعين الناقد المتعقل الذي يبحث عن حل لهذه الظاهرة السيئة ليعود بعدها المجتمع إلى ما كان عليه من الاستقامة المحمودة وكأنه بهذا يريد الانتقام من كل من في المجتمع بإطلاق لغة العموم في نقده الذي يبتعد فيه عن لغة العقل والموضوعية.
في اليومين اللذين مضيا تناول كثير من المغردين ما تناقلته كثير من الحسابات عن فيديو تم تصويره من أحد الفنادق السياحية ويظهر بعض المشروبات التي تخصص للسياح غير المسلمين والمُحرمة على المسلمين بشكل قاطع ليحدث بعدها ثورة عارمة في تويتر ومحاولة النيل من صاحب الفندق وهو مغرد قطري نال من الكثير من المغردين نقدا وصل بعضها للغة الهجومية والنقاش المحتدم وكأننا كنا نجهل أن الفنادق الكبرى والتي تندرج تحت بند الترويج للسياحة تبيع مثل هذه المشروبات ولكن لم يجرؤ أحد على تصويرها والترويج لها بهذا الشكل المعلن الذي لامس مشاعر المسلمين في قطر بكثير من الألم لا سيما وأننا في دولة عربية مسلمة تنتهج الإسلام دينا رسميا لها ولا يجب أبدا أن يقوم أحدهم باستفزاز مشاعر القطريين المسلمين بهذا المقطع الذي يسيء فعلا لما يظهر عليه مجتمعنا المسلم والذي تتعالى فيه أصوات الأذان من كل حدب وصوب على أرضه وتقام شعائر الإسلام بفرائضه وسننه ونوافله على أكمل وجه، ولكن كان يجب أن يكون النصح بأسلوب يفتقر للترهيب الذي لا يجدي ولكن بالترغيب الذي يمكن أن يكون أبلغ وأكثر تقويما فيما لو قُدمت النصيحة بصورة أفضل مما خرجت عليه بعض الحسابات من لغة التعميم الفارغة والتي تأخذ ذنب الغفير بذنب الفقير معا، ونحن إذ نستنكر جميعنا أن تباع هذه المشروبات على أرضنا وتُشرب ولكن كان يمكن أن يتقدم النقد الذي يبني ويُصلح على الهجوم الصريح والذي يمكن أن يتملك العناد الطرف الآخر فيبالغ في معصيته دون مبالاة بالطرف الأول الذي يتحرق عصبية وكرها لأنه يجب أن نعلم بأن المجتمع ليس عدوا لنا بالدرجة الأولى لنعمم الهجوم ونصرح بأسماء ونكيل لها الهجوم والشتم ولكننا ننتقد ظاهرة لا تزال حتى هذه اللحظة محدودة وبمعالجة الأمور بحكمة يمكن أن تندثر بهدوء لأننا في الأول والأخير لا نريد لهذا البلد سوى أن يبقى على سيرته الطيبة ومعانيها الكريمة، وإن اجتمع كثيرون على لغة الانتقاد العالية فلا أظن أننا سوف نستطيع مستقبلا معالجة المواقف بعقل بات أغلبنا بحاجة له اليوم ليعرف بأن الانتقاد هو لتصليح الأمور وليس تعقيدها أكثر !.