حافلات ذكية للقضاء على تأخر الباصات المدرسية
تركيب شرائح إلكترونية بالباصات وتزويدها بنظام تتبع لمراقبة تحركها في الشارع
شريحة إلكترونية في حقيبة الطالب أو أمام المنزل لإبلاغ غرفة العمليات بمكان نزول الطالب من الحافلة
ربط البرنامج بهاتف ولي الأمر لمتابعة حافلة نجله فور خروجها من المدرسة
12:02 ص, الأربعاء, 7 يوليو, 2021
حوار - نشأت أمين:
كشف عامر محمد الحميدي، مساعد مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية والبيئة، النقاب عن مشروع يجري الإعداد له بالتعاون بين وزارة البلدية والبيئة، وكل من وزارتَي التعليم والتعليم العالي، والمواصلات والاتصالات لسرعة نقل الطلاب إلى المدارس من خلال «الحافلات الذكية»، مشيرًا إلى أن المشروع سوف يساهم في القضاء على الكثير من شكاوى أولياء الأمور في الوقت الحالي، وفي مقدمتها الشكوى من تأخر الباصات، كما أنه سيعزّز من مستوى ثقة أولياء الأمور في الحافلات ويشجعهم على نقل أبنائها بها بدلًا من الاضطرار إلى توصيلهم بسياراتهم الخاصّة.
ترقيم 198 ألف عقار و87 ألف شقة و35 ألف نشاط تجاري منذ 2009 حتى الآن
وقال عامر الحميدي في حوار لـ الراية : إن اللوحات التي تمّ تركيبها ضمن مشروع «عنواني» منذ إطلاقه في عام 2009 وحتى الآن شملت 198 ألف عقار و87 ألف شقة و35 ألف نشاط تجاري.
وأوضح أن مركز نظم المعلومات الجغرافية يقوم بإصدار عدة أنواع من الخرائط من بينها الخرائط الجوية التي يتم إعدادها من خلال التصوير الجوي الذي يتم بواسطة طائرات بدون طيار يقتنيها المركز ويقوم على تشغيلها عدد من الكوادر القطرية، لافتًا إلى أن المركز يقوم بتوفير الخرائط الجغرافيّة الأساسيّة للدولة والخدمات المتعلقة بها بالتنسيق مع الجهات المُختصة بالدولة، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بداية.. ما أبرز اختصاصات مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية والبيئة ؟
– مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية والبيئة يتولى عددًا من المهام والاختصاصات من بينها: عنونة وترقيم المساكن، بالتنسيق مع البلدية المعنيّة، توفير الخرائط الجغرافية الأساسية للدولة والخدمات المتعلقة بها بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة، إنشاء وصيانة الشبكات الجيوديسية الوطنية الأفقية والرأسية والخدمات المُتعلقة بها، توفير الاتصال بقاعدة البيانات الطبوغرافية الرقمية وصيانتها، القيام بالدراسات والبحوث اللازمة لتطوير نظم المعلومات الجغرافية والنظام العالمي الشامل لتحديد المواقع.
كما يختص المركز بوضع وتطوير ومراقبة المعايير والمواصفات الوطنية المتعلقة بنظم المعلومات الجغرافية وتحديد المواقع على مستوى الدولة وتقديم المساعدة والمشورة التقنية للوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى المختصة بالأمور المتعلقة بنظم المعلومات الجغرافية والنظام العالمي الشامل لتحديد المواقع، دراسة احتياجات الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى من برمجيات نظم المعلومات الجغرافية، والقيام بتوفيرها وتشغيلها وصيانتها.
«عنواني» وجائحة كورونا
عنواني من المشاريع الهامة التي أطلقها المركز.. كم عدد العناوين التي قمتم بتسجيلها حتى الآن؟
– المشروع تم إطلاقه في عام 2009 وتم تنفيذه على عدة مراحل، بدأت بتسجيل أسماء المباني الرئيسية ثم المجمعات السكنية فالمجمعات التجارية ثم الشقق في المرحلة الرابعة وقد ساعد هذا المشروع في معرفة الكثير من المعلومات من خلال عملية المسح التي تمت للعقارات الموجودة بالدولة ونوعيتها وطبيعة استخدام كل منها، وقد بلغ عدد العقارات التي تم ترقيمها: 198 ألف عقار، و87 ألف شقة، و35 ألف نشاط تجاري، ولا تزال عمليات التسجيل في تزايد مستمر.
كيف ساعد مشروع «عنواني» الجهات المعنية في الدولة في التعامل مع جائحة كورونا؟
«عنواني» ساعد وزارة الصحة في إيصال الأدوية للمنازل خلال جائحة كورونا
– هناك العديد من وزارات وجهات الدولة التي استفادت من المشروع خلال جائحة كورونا ومن بينها وزارة الصحة العامة، حيث قمنا بعمل ربط للرقم الصحي بالعنوان، وهو ما ساعد الوزارة في عملية توصيل الأدوية للمنزل سواء لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى الأدوية بشكل دوري في محال سكنهم أو غيرهم من مراجعي المستشفيات والمراكز الصحية، كما استفادت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من مشروع «عنواني» في عملية إنشاء وتطوير المراكز الصحية ومن بينها على سبيل المثال التعرّف على أصحاب الأمراض المزمنة القاطنين في نطاق تلك المراكز لتحديد الخدمات التي يمكن تقديمها لهم، كذلك استفادت منه وزارة الداخلية في عملية توصيل المعاملات المنجزة إلكترونيًا إلى منازل المراجعين عبر البريد، كما أن قاعدة البيانات الخاصّة بالعنوان الوطني موجودة لدى مركز نظم المعلومات الجغرافية.
وقد حقق العنوان الوطني فوائد كبيرة من بينها إصدار شهادة عنوان السكن، وهو الأمر الذي لم يكن متاحًا في السابق وبعد تطبيق العنوان الوطني أصبحت وزارة الداخلية هي الجهة المنوط بها هذا الأمر.
يقوم القسم بإصدار خرائط جوية عن طريق التصوير الجوي.. كيف يتسنّى للمركز إعداد هذه الخرائط ؟
كوادر قطرية تقوم بتشغيل طائرات بدون طيار للمساعدة في إعداد الخرائط الجوية
– هناك عدة أنواع من الخرائط يقوم المركز بإعدادها من بينها الخرائط الجوية ويقوم المركز بإعداد هذه الخرائط من خلال التصوير الجوي الذي يتم بواسطة طائرات بدون طيار موجودة لدينا، حيث يمتلك المركز نحو 12 طائرة من مختلف الأنواع وتقوم كوادر قطرية بتشغيل هذه الطائرات، ونقوم تصوير المناطق المطلوبة حسب الطلب سواء كانت فيديوهات أو صورًا عادية، وقد قمنا على سبيل المثال بتصوير جميع المساكر التي كان يتم استخدامها قديمًا في صيد الأسماك بالدولة لصالح إحدى الجهات المعنيّة في الدولة، وذلك كنوع من التوثيق والمحافظة على التراث، وعلاوة على ذلك فنحن نمتلك صورًا جوية تعود إلى عام 1958 قمنا بالحصول عليها من خلال الشركات الأجنبية التي كانت تقوم بالتصوير في قطر في ذلك الوقت.
حصلنا على صور جوية تعود إلى عام 1958 من شركات كانت تقوم بالتصوير في ذلك الوقت
القضاء يستفيد من الأرشيف الإلكتروني للمركز للفصل في بعض النزاعات
وقمنا بإنشاء أرشيف إلكتروني وإتاحته لمؤسسات الدولة للاستفادة منه، ومن بين الجهات التي تستفيد منه الجهات القضائية حيث كثيرًا ما يتم الرجوع للمركز للحصول على صور جوية قديمة للفصل في بعض النزاعات المعروضة أمام القضاء.
برنامج المرشد
حدّثنا عن برنامج المرشد؟
– البرنامج من التطبيقات الهامة التي أطلقتها وزارة البلدية والبيئة على أجهزة الهواتف الذكية، «آي فون» و»آندرويد» وهو يتيح للمستخدم الوصول إلى أي مكان في قطر، مستفيدًا في ذلك من قاعدة معلومات ضخمة أعدّها مركز نظم المعلومات الجغرافية تتضمن قاعدة بيانات المعالم وقاعدة بيانات الأسماء الجغرافية.
ويقدّم البرنامج، المتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، عدة خدمات، منها البحث وتحديد موقع عنوان شخص معين من خلال الرقم الموحد للمباني والمنشآت وبمجرد إدخال هذه الأرقام يظهر الموقع الجغرافي مباشرة على الخريطة كما يمكن البحث وتحديد مواقع المعالم من خلال كتابة جزء من الاسم أو كله أو البحث في تصنيف المعالم باختلاف أنواعها مثل المساجد، والفنادق، والمطاعم، والمدارس، والملاعب، والحدائق ويضم مركز المعلومات الجغرافية في الوقت الحالي نحو 3900 اسم بتعاريفها ويمكن لمُستخدمي برنامج المرشد الاستفادة منها.
الحافلات الذكية
ماذا عن أبرز المشروعات المستقبلية التي تعتزمون تنفيذها ؟
– هناك عدد من المشروعات من بينها مشروع الحافلة الذكية الذي يجري تنفيذه بالتعاون بين كل من وزارة البلدية والبيئة ووزارتَي المواصلات والاتصالات والتعليم والتعليم العالي وهذا المشروع سوف يتيح سرعة نقل الطلاب من وإلى المدارس ويقضي على الكثير من المشكلات الحاليّة، ومن خلال هذا المشروع سوف يتم تزويد الحافلات بنظام تتبع ونظام ملاحي، وهو ما سوف يتيح للسائق سهولة الاهتداء إلى منزل الطالب حتى ولو كان السائق جديدًا على المنطقة التي يقوم بالتوصيل إليها.
وسوف يتم ربط الحافلات بغرفة عمليات بالمدرسة من خلال شرائح إلكترونية سوف يتم تثبيتها بالباصات ما يتيح للمدرسة مراقبة حركتها، وإذا لم تمر الحافلة على منزل أحد الطلاب فإنه يتم إخطار قائد الحافلة بالعودة لأخذ الطالب، وكذلك إذا لم تقم الحافلة بتنزيل الطالب أمام منزله فإنه سوف تأتي إشارة إلى غرفة العمليات بأن هذا الطالب لم ينزل أمام منزله ويتم معرفة ذلك من خلال عدة مقترحات أحدها تركيب شريحة إلكترونية في حقيبة الطالب المدرسية أو تركيب جهاز معيّن أمام منزل الطالب.
وسوف يتم ربط البرنامج بهاتف ولي الأمر، حيث سيكون قادرًا على متابعة حافلة نجله منذ لحظة خروجها من المدرسة وتوقيت وصولها إلى المنزل وكذلك وقت خروجه في نهاية الدوام ولا شك أن هذا المشروع سوف يعزّز ثقة أولياء الأمور في الحافلات المدرسية ويجعلهم يفضلون نقلهم بالحافلات بدلًا من نقلهم بسياراتهم الخاصّة.
وقد قمنا بالفعل بتجربة المشروع في إحدى المدارس بالخور وأثبت نجاحه، وتعكف وزارة الاتصالات والمواصلات حاليًا على وضع تصوّراتها من أجل وضع المشروع موضع التنفيذ.