comparemela.com


نوف الموسى (دبي)
يعتبر بيير جوزيف ريدوتي أحد أهم رسامي النباتات، وهو من مواليد بلجيكا في عام 1759 وتوفى في باريس 1840، ومن أشهر أعماله «كتاب الزهور» Le livre des flours، الذي يعرض مجموعته عن زهرة الزنبق «The Lilies» من الفترة ما بين «1802 - 1816»، ويظهر القدرة البديعة للرسام في نسج كل تلك الأنواع المختلفة لهذا الجنس النباتي، الذي تنمو نباتاته من البصلات، في مراحل عدة، تتضح فيها دقة التحولات الجزئية للون بتفرعاته القابلة لنمو والتلاشي في الآن ذاته، حيث عُرف ريدوتي باستخدامه الألوان المائية لرسم أنواع مختلفة من الزهور، وقد اشتهرت أعماله في مواقع مهمة مثل تلك الحاضرة في قلعة مالميزون الفرنسية، أو ما يعرف بـ «Château de Malmaison»، الواقعة بالقرب من الضفة اليسرى لنهر السين، وشكلت في فترة سابقة مقراً للحكومة الفرنسية. ولعل مما يدعو للتساؤل هو إمكانية الاستفادة الجمالية للفن، طريقاً لاكتشاف علم النباتات، أو العكس، في أن تكون الطبيعة كعادتها البوابة الأسمى لدفع الإنسان نحو اختبار قدراته التجسيدية للتصور والخيال وإعادة تشكيل الواقع.
الرسام بيير جوزيف ريدوتي
تشريح الزهور
والتعاون الذي جمع ريدوتي مع علماء النبات الفرنسيين، إثر انتقاله في عام 1782 إلى باريس، وتخصصه في مجال رسم المناظر الطبيعية في المسارح، وقدومه من خلفية كان فيها والده وجده رسامين، وشقيقه مصمماً للديكور الداخلي ومصمماً للمناظر الطبيعية، جميعها مُدخلات تسهم في إدراك مسألة علمه بتشريح الزهور وتصوير خصائصها الخاصة، متأثراً وقتها بعالم النبات شارل لوي ليريتيه دو بروتل، الذي قدمه لأعضاء المحكمة في فرساي، وبعد ذلك أصبحت الملكة ماري أنطوانيت راعية له. بينما أسهم وطور عالم النبات جيرارد فان سبايندونك، طريقة تعامل ريدوتي مع الألوان المائية، حيث عمل على النباتات الحية بدلاً من العينات العشبية، وهو أمر أسهم في اكتشافات جديدة، لُقب على أثرها بـ«رافائيل الزهور»، لنتذكر من خلاله الرسام والمعماري الإيطالي الشهير رفائيلو سانزيو دا أوربينو، المعروف باسم «رفائيل» أحد المبدعين العظماء في زمنه إلى جانب مايكل أنجلو وليوناردو دافينشي.
ولعل تلك التعاونات المذهلة، ومسيرة ريدوتي في الاشتغال على جماليات النبات، تفتح أفق التأمل واسعاً للتساؤل في إمكانية اكتشاف النباتات المحلية في دولة الإمارات وتوظيف جمالياتها فنياً، فمن بين الفنانين من رسم مناظر طبيعية، واهتم بالنباتات المحلية، ومع أن أعمال الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالقادر الريس، لا تمثل اختصاصاً في علم النبات، إلا أن تجربة ريدوتي تلهم لمحاولة الربط بين التجربتين، رسم النباتات المحلية وتشريحها، وإعادة اكتشافها فنياً.
زهرة «مسك الروم»
وبالتوقف عند إحدى لوحات ريدوتي، وهي «زنبق العنكبوت الأحمر»، وملاحظة تفاصيلها، تعود بنا إلى موطنها الأصلي في الصين وكوريا والنيبال، حيث تم نقلها إلى اليابان، وأصبحت لها دلالة في الثقافة اليابانية، المرتبطة بالفراق، ويسمونها أيضاً «زهرة الموت»، وبوصول القارئ إلى لوحة زهرة «مسك الروم الدرني» يستذكر رائحتها الزكية، عبر بياضها الصافي، والمعروفة تجارياً كقيمة مهمة في زيتها، وقدرتها على البقاء مدة طويلة بعد عملية القطف، وهذا التباين الواضح بين مختلف الأزهار المرسومة، في أعمال ريدوتي، يعيدنا إلى أهمية معرفة الحالات الفنية المختلفة للطبيعة وتأثيرها في تشكل الفنون، وبالأخص علم النبات، الحاضر وبشكل استثنائي في الفنون المعمارية، ومن أهمها الفن الإسلامي.
مواضيع متعلقة

Related Keywords

Italy ,Dubai ,Dubayy ,United Arab Emirates ,Paris ,France General ,France ,Belgium ,French ,Italian ,Gerard Van ,Pierre Joseph ,Queen Marie Antoinette ,Michael Angelo , ,Nov Moosa ,Castle French ,River Seine ,Charles Lowe ,இத்தாலி ,துபாய் ,ஒன்றுபட்டது அரபு அமீரகங்கள் ,பாரிஸ் ,பிரான்ஸ் ,பெல்ஜியம் ,பிரஞ்சு ,இத்தாலிய ,ஜெரார்ட் வேன் ,பியர் ஜோசப் ,ராணி மேரி ஆன்டோனெட் ,மைக்கேல் ஏஞ்சலோ ,நதி சீன் ,சார்லஸ் குறைந்த ,

© 2024 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.