يشبه الخبراء عملة تعدين العملات الرقمية، بالبحث عن الذهب في المناجم الخاصة به في باطن الأرض، حيث يقوم المعدنون بالبحث عن العملة ولكن ليس في باطن الأرض، وإنما بواسطة جهاز الحاسب الآلي الخاص بك.
وكانت الصين تعتبر حتى فترة قريبة، أكبر بلد تقوم على أراضيه عمليات التعدين للعملات الرقمية، إلى أن قرر حكومة بكين شن حرب على العملات الرقمية الحالية، وبالتالي منعت القيام بأي من عمليات التعدين على أراضيها.
ولكن كان الملاحظ، بأنه وقبل القرار الصيني، فقد كانت شركات التعدين تغادر بالفعل بأعداد كبيرة، حيث أظهرت بيانات جديدة من جامعة كامبريدج أنهم كانوا على الأرجح متجهين إلى الولايات المتحدة.
وحتى شهر نيسان الماضي كانت الولايات المتحدة ثاني أكبر مناطق تعدين العملات المشفرة عالمياً، كما كانت تمثل 17% من إجمالي حجم تعدين بيتكوين عالمياً، حيث مثلت تلك الحصة زيادة بنسبة 151% عن ايلول 2020، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”.
ووفقاً لبيانات كامبريدج التي تم إصدارها حديثاً، قبل بدء حظر التعدين الصيني، كانت الصين تمثل 46% من إجمالي عمليات التجزئة في العالم – وهو مصطلح يستخدم لوصف قوة الحوسبة الجماعية لشبكة بيتكوين. ويمثل هذا انخفاضاً حاداً من 75.5% في ايلول 2019، ومن المرجح أن تكون النسبة أقل بكثير بالنظر إلى الهجرة الجماعية الجارية الآن.
هيمنة أميركية
الهيمنة الأميركية المتصاعدة هي حالة بسيطة من التحضير والتي صادفها القرار الصيني. حيث تعمل الولايات المتحدة بهدوء على بناء قدرتها على الاستضافة لسنوات.
وقبل أن تبدأ شركات تعدين بيتكوين بالفعل في القدوم إلى أميركا، قامت شركات بيع أجهزة التعدين بمغامرة، مبنية على أن وجود البنية التحتية المناسبة سيجعل الولايات المتحدة سوقاً عليه طلب.
ومع تراجع بيتكوين في أواخر عام 2017 ودخول السوق الأوسع في شتاء تشفير متعدد السنوات، ومع عدم وجود طلب كبير على مزارع بيتكوين الكبيرة، رأى مشغلو التعدين في الولايات المتحدة افتتاحهم وانتهزوا الفرصة لنشر أموال رخيصة لبناء نظام التعدين البيئي في الولايات المتحدة.
الرئيس التنفيذي لشركة العملات الرقمية Foundry، التي ساعدت في جلب أكثر من 300 مليون دولار من معدات التعدين إلى أميركا الشمالية، مايك كولير: “كان عمال المناجم الكبار والمتداولون علناً قادرين على زيادة رأس المال للقيام بعمليات شراء كبيرة”.
استمرت شركات مثل شركة التعدين المشفرة في أميركا الشمالية Core Scientific في بناء مساحة استضافة طوال فترة شتاء التشفير، بحيث يكون لديها القدرة على توصيل معدات جديدة، وفقاً لكولير.
على الرغم من أن الوباء العالمي أغلق قطاعات كبيرة من الاقتصاد، إلا أن برامج التيسير الكمي من البنوك المركزية كانت نعمة لشركات التعدين الأميركية. حيث باتت الرغبة في الاستثمار والمخاطرة مرتفعة ما قاد فترة نعيم جديد للعملات المشفرة.
المصدر :