الركن الأعظم للحج
247
وسط التهليل والتكبير يستعد حجاج بيت الله الحرام اليوم لأداء الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف بعرفة، ملتزمين بإجراءات التباعد بشكل آمن وصحي، وبمرافقة المشرفين المكلفين بضمان التقيد بالتعليمات والتدابير الاحترازية المتعلقة بمنع تفشي فيروس كوفيد- 19.
ومع التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، تطبق المملكة العربية السعودية أعلى مستويات الاحتياطات الصحية، من خلال استخدام وسائل تكنولوجية متقدمة لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي، ومن بين تلك الوسائل استحداث بطاقة الحج الذكية "شعائر"، ووضع كاميرات حرارية عند المداخل لمراقبة درجات حرارة الحجاج والاستعانة بالروبوتات لتوزيع قوارير مياه زمزم، إلى جانب وجود مئات المتطوعين لتقديم المساعدات الطبية، وتركيب 62 شاشة لبث رسائل التوعية بلغات مختلفة، وغيرها من الإجراءات التي تضمن سلامة ضيوف الرحمن.
وعلى مدار الأعوام استقبلت المملكة عشرات الملايين من حجاج بيت الله الحرام، وظل ما تقدمه من رعاية وحفاوة وخدمة لضيوف الرحمن محل تقدير واحترام المسلمين في دول العالم كافة، خصوصا مبادراتها المستمرة، عاما بعد عام، في تنفيذ العديد من المبادرات التي تجعل من أداء الفريضة أكثر يسرا وراحة وأمانا، وهي تسخر في سبيل ذلك كل ما لديها من إمكانيات.
يأتي الحج هذا العام، والأمة الإسلامية تواجه الكثير من التحديات، من جائحة كورونا إلى النزاعات والصراعات المشتعلة في أكثر من بلد، وهي تحتاج أكثر إلى تذكر مقاصد الحج التي تقوم على الوحدة والمساواة والحوار البنَّاء بين مختلف ثقافات وحضارات العالم، والعمل على هدي هذه المقاصد للتغلب على تلك التحديات.
وفي موسم الحج الذي يعد من أعظم مواسم الخير، وفي يوم الوقوف بعرفة ندعو مع حجاج بيت الله الحرام بالسلامة للبشرية كافة، من الوباء، وللأمة الإسلامية بأن يعود علينا موسم الحج وهي أكثر وحدة وتآخيا وتسامحا ومحبة.