comparemela.com


الدولة الكافرة تدوم اذا كانت عادلة والدولة المسلمة تزول اذا كانت ظالمة
لقد اشتق اغلب العلماء والفقهاء المسلمين حكما من كتاب الله القران الكريم بان الدولة الكافرة غير المسلمة يدوم حكمها اذا كانت عادلة وان الدولة المسلمة تزول وتسقط اذا كانت ظالمة. يبدو ان استنباط هذا الحكم من قبل العلماء الربانيين صحيح لو راجعنا اهمية العدل في الاسلام فهو القيمة الاساسية التي لا يفرق الاسلام فيها بين مسلم وكافر. اذ يعدل بينهما ويعطي الكافر حقه رغم كفره ضد المسلم اذا ظلمه “لا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. فلا اسلام حقيقي دون عدل وانصاف. كما ان من صفات واسماء الله العظمى العدل المقسط. اما الظلم فقد حرمه الله تعالى على نفسه وحرمه على عباده فالظلم ظلمات يوم القيامة ولا قيمة عند الله لدولة مسلمة لكنها ظالمة.
من المعلوم ان العدل والعدالة اقوى سلاح يمتلكه الدين الاسلامي منذ ظهوره قبل اكثر من اربعة عشر قرنا. فقد عاش في كنف العالم الاسلامي اليهود والنصارى والمجوس والصابئة بامن وامان في مدن الاسلام المهمة مثل بغداد ودمشق واسطنبول والقاهرة والقدس الخ. ان العدالة التي فرضت على المسلمين التسامح مع غير المسلمين جعلت بلدانهم ديارا امنة لليهود الذين عانوا من اضطهاد اوربا في اسبانيا والمانيا وغيرهما.
ففي خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز. كان قتيبة بن مسلم الباهلي يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض وفتح الله على يديه مدينة سمرقند. افتتحها بدون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين ثم يبدأ القتال
فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت وهو عمر بن عبد العزيز, أرسلوا بهذه الرسالة أحد أهل سمرقند يقول هذا الرسول أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة. فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان, فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذاً فلما رأيت أعظم بناءٍ في المدينة دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون ويسجدون, وإذا بحلقات هذا البناء فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي؟ قال: لا بل هذا هو المسجد. قال صليت؟ قال قلت وما صليت؟ قال وما دينك؟ قال على دين أهل سمرقند. فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته وشهدت بالشهادتين.
ثم قلت له أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله؟ قال أتعني أمير المؤمنين؟ قلت نعم قال اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار وأشار إلى دار من طين. فقلت: أتهزأ بي؟ قال لا ولكن اسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده. قال فذهبت واقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين. قال: فرجعت إلى الذي دلّني وقلت أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان! فقال هو ذاك أمير المؤمنين.
قال فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه وقال ما تريد؟ قلت هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها فكتب على ظهرها من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ثم ختمها وناولنيها.
فانطلقت أقول فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها.
قال وعدت بفضل الله مسلماً كلما دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهلها. فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض وضاقت عليهم بما رحبت، ذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند فنصّب لهم القاضي جُمَيْع بن حضر لينظر في شكواهم
ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا فقلنا اجتاحنا قتيبة, ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا فقال القاضي: لخليفة قتيبة وقد مات قتيبة. أنت ما تقول؟
قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه.
قال القاضي لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً. ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن يؤذنهم القائد بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية.
ما ظنّّ أهل سمرقند أنّ تلك الكلمات ستفعل فعلها ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند , خرج الجيش كله ودعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال. فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها, قالوا هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة. فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية على الباقين.
اي شخص او جماعة او دولة تعتنق الاسلام ينبغي ان تكون احكامهم مع انفسهم ومع غيرهم عادلة منصفة بغض النظر عن دين الشخص او الجماعة المعنية بالحكم. لان الله تعالي يامر الجميع بالعدل والاحسان “ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”. كما ان الله بعث رسوله وامره ان يحكم بين الناس بالعدل “وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير “.
د. نصيف الجبوري
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

Related Keywords

Al Aziz ,Dhi Qar ,Iraq ,Germany ,Cairo ,Al Qahirah ,Egypt ,Jerusalem ,Israel General ,Israel ,Istanbul ,Turkey ,Baghdad ,Damascus ,Dimashq ,Syria ,Abd Al Aziz ,An Najaf ,Spain ,Abdullah Omar Ben ,Fajhi Koutaiba ,Koutaiba Ben Muslim Baahili ,Matt Koutaiba ,For Community ,Army Islamic In Land Samarkand ,Iraq State ,Koran Karim Ban State ,Great Justice ,God State Muslim ,Umar Bin ,City Samarkand ,Islam Books ,Sultan Muslims ,Omar Ben ,Damascus House ,House Sultan ,That House Amir ,House Amir ,For God ,Army Islamic ,Land Samarkand ,God Come ,God Lord ,Nassif Jubouri Disclaimer ,அல் அஜிஸ் ,இராக் ,ஜெர்மனி ,கெய்ரோ ,எகிப்து ,ஏருசலேம் ,இஸ்ரேல் ,இஸ்தான்புல் ,வான்கோழி ,பாக்தாத் ,டமாஸ்கஸ் ,சிரியா ,அப்த் அல் அஜிஸ் ,ஒரு நஜாஃப் ,ஸ்பெயின் ,அல்லது சமூக ,இராக் நிலை ,நன்று நீதி ,உமர் பின் ,இஸ்லாம் புத்தகங்கள் ,ஓமர் பென் ,டமாஸ்கஸ் வீடு ,க்கு இறைவன் ,இறைவன் வாருங்கள் ,இறைவன் ஆண்டவர் ,

© 2024 Vimarsana

comparemela.com © 2020. All Rights Reserved.