الحريري يعتذر عن عدم رئاسة الحكومة في لبنان
12:02 ص, الجمعة, 16 يوليو, 2021
بيروت – أ ف ب:
أعلن رئيس الحكومة المُكلف سعد الحريري أمس من القصر الرئاسي اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة في لبنان، بعد تسعة أشهر من تسميته، في خُطوة من شأنها أن تُعمّق مُعاناة البلاد الغارقة في أسوأ أزماتها الاقتصاديّة.
والحريري هو الشخصية الثانية التي كلفها عون تشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من أغسطس 2020، والذي أدّى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، مُحدثًا دمارًا واسعًا. وقال الحريري إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون لصحفيين أمس: إن الأخير طلب «تعديلات» على الصيغة الحكوميّة التي اقترحها عليه الأربعاء الماضي، اعتبرها الحريري «جوهرية».
وأوضح أنه اقترح على عون مزيدًا من الوقت للتفكير بالصيغة التي اقترحها، لكن الأخير أجابه: «لن نتمكن من أن نتوافق». وأضاف الحريري: «لذلك، قدمت اعتذاري عن عدم تشكيل الحكومة وليُعِن الله البلد».
وفيما يواجه لبنان انهيارًا اقتصاديًا رجّح البنك الدولي أن يكون من بين ثلاث أشدّ أزمات في العالم منذ عام 1850، لم تتمكّن القوى السياسيّة المُتناحرة من تشكيل حكومة منذ 11 شهرًا.
وأمضى الحريري وعون الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جرّاء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء. ويتهم الحريري عون وفريقه السياسي بالتمسّك بالحصول على أكثرية تضمن له حق النقض في القرارات الحكومية، بينما يقول فريق عون: إنه يريد فقط أن تعكس الحكومة حجم القوى السياسيّة الحقيقي ويريد أن يحتفظ بتسمية الوزراء المسيحيين.
والحريري هو ثاني شخصية تعتذر عن عدم تشكيل حكومة، بعد اعتذار مماثل قدّمه السفير مصطفى أديب الذي كلفه عون بتأليف الحكومة إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال الحاليّة، بعد أيام من انفجار المرفأ.
ولم تنجح الضغوط الدوليّة التي مارستها فرنسا خصوصًا منذ الانفجار على الطبقة السياسيّة في تسريع عملية التأليف، رغم أن المُجتمع الدولي اشترط تشكيل حكومة من اختصاصيين تقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي.
في مواجهة انسداد الأفق السياسي، يتحرّك المجتمع الدولي للضغط على الطبقة السياسيّة. وأعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع الاثنين الماضي توجهًا لفرض عقوبات على قادة مسؤولين عن التعطيل قبل نهاية الشهر الحالي.
ومن شأن اعتذار الحريري، الذي يُعدّ الزعيم السنّي الأبرز في البلاد أن يُفاقم من حالة الشلل السياسي في البلاد على وقع الانهيار المُتسارع.