أدانت منظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، ربط المسلمين بالإرهاب، ونشر رسوم مسيئة للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- على واجهات بعض المباني بفرنسا.
جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة (تضم 57 دولة)، غداة تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتيرية” (المسيئة).
وقالت المنظمة “ندين استمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى رموزهم الدينية، المتمثلة في شخص الرسول محمد”.
واستغربت “الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين، الذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية، ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية”.
كما استنكرت المنظمة “أي تبرير لإهانة الرموز الدينية من أي ديانة باسم حرية التعبير”.
وحثت “التعاون الإسلامي” فرنسا على مراجعة السياسات التمييزية التي تستهدف المجتمعات الإسلامية، وتسيء لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.
وقال ماكرون، الأربعاء، في تصريحات صحفية إن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتيرية” (تعود للمجلة الفرنسية شارلي إبدو)، والمنشورة على واجهات المباني بمدن فرنسية عدة بينها تولوز ومونبولييه (جنوب).
وخلال الأيام الأخيرة زادت الضغوط والمداهمات، التي تستهدف منظمات المجتمع المدني الإسلامية بفرنسا، على خلفية قتل معلم تاريخ يدعى صامويل باتي (47 عامًا) عرض على تلاميذه تلك الصور، بإحدى ضواحي باريس.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حادثة مقتل باتي بأنها تقويض لحرية التعبير و”هجوم إرهابي إسلامي”.
وقوبلت كلمته برفض واسع النطاق في البلاد الإسلامية، ووصفت تصريحاته بالتحريض على الكراهية.
وأعلن ماكرون، مطلع الشهر الجاري، أن على فرنسا التصدي لما سماها “الانعزالية الإسلامية” زاعمًا أنها تسعى إلى “إقامة نظام موازٍ” و”إنكار الجمهورية”.
وسبق أن صرَّح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الأحد 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أن بلاده تخوض حربًا ضد ما أسماه “الإرهاب الإسلامي”، وذلك في تصريحات له خلال زيارة لمعبد يهودي قرب العاصمة باريس.
كما قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، الأربعاء 16 من يوليو/تموز المنقضي، إن “مكافحة التطرف الإسلامي” هي أحد “شواغله الكبرى”، وذلك خلال إعلانه أمام الجمعية الوطنية بيان السياسة العامة لحكومته.
وأدت سلسلة اعتداءات شهدتها فرنسا منذ يناير/كانون الثاني 2015 إلى مقتل 258 شخصًا، ولا يزال مستوى التهديد الإرهابي “مرتفعًا جدًا” بعد خمس سنوات على ذلك، وفق بيان الداخلية الفرنسية.
اقرأ أيضًا: