الإخوان ورهانات المستقبل
الإثنين، 12 يوليو 2021 01:43 ص بتوقيت غرينتش
هذه رسالة وحديث خاص موجه إلى الذين نذروا أنفسهم لمهمة التغيير والإصلاح وتوعية الشعوب العربية، واسترداد وعيها وعافيتها وحيويتها الحضارية، وبناء نظم ديمقراطية قادرة على صناعة واختيار قياداتها وحكم نفسها بنفسها، وولوج مسار التنمية والنهوض الحضاري من جديد.
إلى أولئك الذين استلموا راية الإصلاح في العصر الحديث، من حسن البنا وابن باديس ومالك بن نبي ومحمد رشيد رضا والكواكبي ومحمد عبده والأفغاني.
إلى أولئك فقط الذين يدركون عظم وأمانة مسؤولية الإصلاح، فانصرفوا عن أنفسهم وأهليهم إلى دينهم وأمتهم لإصلاح حاضرها وصناعة مستقبلها، الذين أدركوا المأزق التاريخي الذي وصلت إليه سفينة الإصلاح، التي دفعت في بنائها آلاف الأرواح، وأجلّ الأعمار، وأعظم الأموال.
إلى هؤلاء فقط أتحدث؛ لأنهم هم فقط القادرون على التحرر من حسابات الدنيا إلى حسابهم مع الله تعالى فقط ومع التاريخ، ومن ثم قادرون على اتخاذ القرار الجريء والمبادرة الحقيقية والفعل والإنجاز. أما غيرهم ممن تكالبت عليهم أنواع متعددة من حسابات الدنيا، فيحاولون استدراك ما تخلوا عنه، بمزيد من صلاة وصوم وذكر بارد مجرد من حرارة التحرر والنهوض، فلهؤلاء المساكين حديث آخر.
بشارات من الله تعالى ومن التاريخ
خط التاريخ وحركة تداول الأمم متعرجة وليست خطوطا مستقيمة كما يدعي فلاسفة الغرب: هيجل ونيتشه وجوزيف ناي وهينتجتون وكسينجر؛ بأن الدول القوية في صعود دائم، بينما الدول الضعيفة في هبوط دائم إلى نهاية العالم. فإنما الأيام دول كما أخبرنا خالق السماوات والأرض: "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران: 140).
وإنه لا بد وأننا صاعدون وقادمون عندما نستكمل عدة الصعود: "ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ" (القصص: 5).
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً" (النور: 55).
فخط التاريخ عرضي ومتعرج صعودا وهبوطا، كما تحدث عنه ابن خلدون ومالك بن نبي.
الأهداف العامة من الرسالة
1- وقف حالة التردي والهبوط الإصلاحي المؤقتة المتداولة، التي يحاول البعض إشعالها واستمرارها.
2- العمل على رأب الصدع، وتجميع القلوب والعقول والأفئدة على مائدة القرآن وملف الإصلاح. القرآن يجمعنا، ويطرد الشيطان من بيننا، وينير بصائرنا، ويرقق قلوبنا، ويجمع كلمتنا، ويوحد صفوف الإصلاح، ليغيظ الله تعالى بالإصلاحيين أعداءه وأعوان الشيطان.
3- الإصلاح العملي بتقديم رهانات وسيناريوهات عملية للخروج من نفق الأزمة الحالية المفتعلة.
السياق التاريخي لحركة الإصلاح العربي
لبيان قيمة وقامة ومسؤولية الإخوان المسلمين، لا يمكن النظر إليهم كدور منفصل في بنيان كبير وضخم، بل لا بد من النظر للبنيان الإصلاحي ككل، وأهم المحطات الفكرية التي صنعت له نقلات نوعية حقيقية على يد المفكرين والقادة المفكرين.
فحركة الإخوان المسلمين، هي الحركة الإصلاحية الوحيدة التي بلورت وجسدت فكرة وتيار الإصلاح، واستكملت بناءه التراكمي، وأخلصت واجتهدت في إتمام البناء، فبذلت وقدمت الغالي والنفيس من أرواح وأموال وأعمار رجالها ونسائها، ولذلك هي العدة والعمدة الحقيقية وأمل الشعوب في مواجهة الاستبداد الداخلي ومشاريع الاستعمار الخارجي.
موجز لأهم أعمال وإنجازات رواد الإصلاح العربي في القرنين 19 و20م، المؤسسين والفاعلين في تأسيس وبناء تيار وصرح الإصلاح الذي وصل في عصرنا الحالي إلى الإخوان المسلمين:
1- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للسيد جمال الدين الأفغاني 1839م- 1897م
الإحياء وإعادة بعث روح مقاومة الاستعمار وتحديه، والتحرر والنهوض واتخاذ مسار الإصلاح السياسي المدني، والدعوة إلى فكرة الوحدة الروحية والفكرية للأمة الإسلامية.
2- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للكواكبي 1855م- 1902م:
تفسير وكشف حقيقة وفلسفة وأركان ومقومات الاستبداد، وتوجيه بوصلة الإصلاح نحو التحرر من الاستبداد كونه أصل كل فساد وضعف وتخلف وفُرقة.
3- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للإمام محمد عبده 1849م- 1905م:
جمَع بين الإصلاح التربوي والتعليمي المؤسَّس على روح نهضوية بعيدة المدى، وتنوع مسارات العمل الإصلاحي تربويا وتعليميا ونيابيا.
4- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للإمام محمد رشيد 1865م- 1935م:
تجديد الفكر التربوي والتعليمي لمناهج التعليم الديني والعام، وإنشاء مدارس لإعداد وتأهيل الدعاة والمربين في العالم الإسلامي ودور للدعوة والإرشاد، وإيقاظ وإحياء روح الإصلاح التربوي والفقهي، وتطهير العقل المسلم من الخرافات والانحرافات الفكرية المختلفة، وإعادة تنقية وتنظيم العقل المسلم، والعمل على إحياء وتحقيق الوحدة الفقهية والمفاهيمية والأخلاقية للمسلمين في العالم.
5- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للإمام عبد الحميد بن باديس 1889م- 1940م:
إرساء قواعد النظام الاجتماعي والسياسي على قواعد الإسلام الصحيح، بمنهج زراعة المحبة مع كل أحد من أي جنس أو دين كان، وفق قواعد العدل والإنصاف والاحترام، التي تعد الأساس في إدارة التنوع المجتمعي، والتأسيس لمجتمع التعايش والتساكن، وتأسيس منهج لتجديد وإيقاظ وإحياء النفوس البالية والضمائر الخامدة، بغرس القيم والأخلاق كجوهر للمدنية، وسبيل للمحافظة على الهُوِيَّة والاعتزاز بالذات العربية الإسلامية، بالتوسع في إنشاء المدارس والمعاهد وجمعيات العلماء.
6- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للإمام حسن البنا 1906م- 1949م:
1- الاستفادة من التجارب الإصلاحية الفردية السابقة لرواد الإصلاح الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، التي تنوعت بين الجهاد العلمي والتربوي والعسكري والسياسي، والتحول برصيدها الفكري والخبراتي والعملي في نفوس الجماهير إلى عمل مؤسسي منظَّم، بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي جعل منها المحضن الأساس لتربية وإعداد وتأهيل الفرد والأسرة والمجتمع المسلم.
2- مواجهة فكرة اختزال الإسلام في الشعائر التعبدية الفردية وعزله عن واقع الحياة، والانتقال به فكريا وعمليا إلى فكرة شمول وإصلاح مظاهر الحياة كافة بالإسلام، حيث يقول: "نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة، تنظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول العبادات فقط مخطئون، فالإسلام عقيدة، وعبادة، ووطنٌ وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، والقرآن الكريم ينطق بذلك كله"، معرفا جماعة الإخوان: "نحن دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، وروابط علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية".
3- اعتمد البنا خطة تنفيذية للتمكين للمشروع الإسلامي تبدأ بإصلاح الفرد، الذي وضع له صفات عشرا للفرد المسلم، ورسم خريطة طريق نحو التمكين، تبدأ بالفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، ثم المجتمع المسلم، ثم الدولة الإسلامية، ناظما هذه المراحل في مراحل استراتيجية ثلاث، سمَّاها: التعريف والتكوين والتنفيذ.
7- أهم الجهود والمساهمات الإصلاحية للأستاذ مالك بن نبي 1905م- 1973م:
1- امتداد فكري لابن خلدون مؤسس علم العمران والحضارة، بيَّن خلَل وضعف نظام الأفكار الذي حمله المجتمع، وأثره في تقويض قدراته وإمكاناته الحضارية وتحوله إلى مجتمع ضعيف قابل وجاذب للاستعمار.
2- أكد دور الفكرة الدينية في البناء الحضاري، والأسباب التي تدفع للاعتقاد بمصدر القرآن العلوي، وخصائص القرآن التي فاقت طاقة البشر، على أسس ودعائم إيمانية وعقدية متصلة بالعقل والتراث، وتدعم الأساس العقلي والإيمان.
4- كشف الأسباب الحقيقية للتخلف الحضاري في العالم الثالث.
3- تجاوز تحديات الواقع والمرحلة التاريخية، كاشفا أسباب وقوانين وأخلاق النهوض الحضاري، ويعد المنبع الأساسي لكل من تناول فكرة النهوض الحضاري من بعده.
السياق التاريخي لإخوان مصر
نؤرخ لتدافع وحراك الإخوان مع تحديات الواقع بتاريخ المرشدين الذين تولوا مهمة قيادة مكتب الإرشاد:
المرحلة الأولى: من 1928م إلى 1986 خلال فترة إرشاد الأستاذ البنا والمستشار الهضيبي والأستاذ التلمساني، حيث حافظت الدعوة على رسالتها بالدعوة والتربية والسعي استراتيجيا لتحقيق تحولات اجتماعية كبرى تنتج حكما ودولة إسلامية، هكذا كتصور أولي من دون امتلاك رؤية استراتيجية تبين كيف سيتم تحقيق ذلك.
المرحلة الثانية: من 1986 وحتى 2004، خلال فترة إرشاد الأستاذ أبو النصر ثم الأستاذ مصطفى مشهور، التي سيطر فيها ما يعرف بتنظيم 65 على مقاليد الأمور، وقام بعسكرة الجماعة وفرض رسالة التعاليم المخصصة للنظام الخاص للقتال ضد الاحتلال الإنجليزى في مصر وفلسطين والجماعات الصهيونية في فلسطين، مما أحدث تحولا جذريا في ثقافة وهوية الجماعة وأفرادها بالتحول من إنتاج دعاة ومربين ومصلحين يفكرون ويناقشون وينتجون حلولا ثقافية واجتماعية وتربوية، إلى جنود لا يفكرون ولا يناقشون بل يسمعون ويطيعون، وما يتبعها من معايير للقيادة تتمحور على الجندية المطلقة والسمع والطاعة، وتجرم التفكير وتعدّه خروجا عن النص القيادي للجماعة، كأفراد تنظيم سري لعمل شيء ما مجهول في المستقبل، حيث لم يقدم الإخوان نظرية عمل أو استراتجية لبناء الدولة، سوى التصور الأولي الخاص ببناء الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ثم الدولة.
المرحلة الثالثة: من 2004م إلى 2013م، في فترة إرشاد الأستاذ عاكف والدكتور بديع، التي سيطر فيها م. خيرت الشاطر سيطرة تامة مع الدولة العميقة" من مجموعة تنظيم 65، وتحولت قيادة وإدارة الجماعة إلى الفكر الفردي المطلق، وبدأت ظاهرة ما يعرفون برجال م. خيرت في المحافظات، وصولا إلى تنظيم كامل لخيرت الشاطر، يدير به تفاصيل الجماعة كافة؛ مركزيا وبالمكاتب الإدارية للمحافظات.
مصارحة واجبة:
"وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" (آل عمران: 152). نزلت هذه الآية المباركة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد وهم من هم، ومن الطبيعي أن يتكرر ذلك مرات ومرات في غيرهم.
الأسئلة الكبرى المسكوت عنها:
يحتاج الإخوان الآن إلى مصارحة إصلاحية واجبة للبحث في أسباب تكرار عدم النجاح وغياب المراجعة النقدية التصحيحية الحقيقية، وتردي الأوضاع الداخلية بسبب القيادة الحالية التي فرضت نفسها بقوة الأمر الواقع، وجمدت كل شيء وفتحت الباب للقيل والقال (ثم الاتهامات المتبادلة، ثم التخوين.. إلخ)، ومنحت فرصة تشويه صورة الجماعة والدعاة والإصلاحيين والحركة الوطنية، والإسلام نفسه، ومنح مساحات فراغ شاغرة لدعاة البهرة والإبراهيمية والإلحاد.. إلخ؛ للنَيل من عقيدة وهوية الشعب المصري.
وصرفت الاهتمام على التحديات والأسئلة الكبيرة المهمة، والواجب العمل عليها وإصلاحها:
س1: كيفية مواجهة أزمة الإعدامات والمعتقلات والمعتقلين.
س2: أسباب الإخفاق مع العسكر للمرة الثانية، وكيف يمكن أن تنجح حركة التحرر والإصلاح في الثالثة.
س3: دراسة تحليلية لتجربة إدارة العلاقة مع النظم الاستبدادية الحاكمة، والمشاركة في الانتخابات جزئيا ومؤقتا في الحكم من 1942 إلى الآن، والبحث عن نظرية العمل.
س4: ضعف وتآكل بنية الشخصية الإخوانية - منذ منتصف التسعينيات - ثقافيا وتنظيميا وإيمانيا، وأسباب التحول والخلل الذي حدث في الدعوة الفردية والاصطفاء والعضوية والتحول؛ من التربية النوعية لكتلة حرجة تصنع التغيير إلى حشد أكبر عدد ممكن من الأفراد.
س5: مراجعة علمية والاستعانة بخبراء في البنية المؤسسية لإعادة تصميم بنية مؤسسية متكاملة حديثة تواكب مهمة وأهداف وأعداد الجماعة، بخطة استراتيجية وهيكل تنظيمي وتوصيف وظائف واختصاصات ونظام إجراءات ومعايير تقييم أداء وإنجاز، وإعادة بناء وتموضع مجتمعي جديد يجسد مهمة الدعوة والتربية والوعي المجتمعي، والتحرر من الرهانات الخاسرة بالإصلاح عبر المسار السياسي والمشاركة في الحكم، وبناء تكتل وطني وهمي مع أحزاب لا وجود لها من الأساس، ومشاركة النظام مسرحية هزلية في الضحك على الشعب والذات وأداء دور وظيفي هزلي لحساب أجندة النظام!
س6: تنقية ثقافة مؤسسة الإخوان مما اعتراها بحكم طول المدة واتساع العمل ودخول أفراد من ثقافات مختلفة، والأفكار الوافدة وتأخر الإنجاز، وتقويم ثقافتها وفق معايير القرآن الكريم.
رهانات المستقبل حتى لا تكون أمنيات غير قابلة للتحقق، لا بد أن تؤسس على مبادئ راسخة بأنه:
1- لن يصلح الإخوان إلا الإخوان.. إخوان مؤهلون إصلاحيون يجمعون بين الأمانة والقوة.
2- توفر الإرادة ممثلة في إرادة القيادة الحالية، وإن لم تستجب القيادة الحالية، عبر إرادة شعبية من أعضاء الإخوان تفرضها نفسها على القيادة، فلا بد أن يتم ذلك عبر سياسة العصيان المدني بعدم الاستجابة لهذه القيادة والتوقف عن الحضور وتسديد الاشتراكات، والدعوة لجمعية عمومية وإجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة.
3- احترام واعتماد المنهج العلمي والمؤسسي لفكرة الإسلام العالمية، ولمؤسسة تضم ما يقارب ثلاثة ملايين عضو في محافظات ومدن وقرى وشوارع وبيوت مصر كافة، بداية من الأخ العامل إلى المنتظم والمنتسب والمؤيد قوى والمؤيد.
4- تشكيل لجنة استشارية جيواستراتجية متعددة التخصصات عالية المستوى من خبراء الإخوان الأكاديميين لرسم رؤية وخطة استراتجية، وإعادة التموضع، ورسم صورة ذهنية جديدة للإخوان، وتمكين اللجنة بصلاحيات مناسبة للمشاركة في إدارة المرحلة.
رهانات المستقبل
الرهان الأول: إعادة البناء والتجديد التنظيمي والفكري، والتركيز على مسار الإصلاح التربوي والمجتمعي لإعادة تشكيل وعي الشعوب وتعزيز وحدتها وقوتها على الفعل.
الرهان الثاني: تفعيل الأدوات والأوراق المدنية المتاحة: قانونيا، وإعلاميا، وخارجيا، وعلاقات دولية، عبر لجنة للعلاقات الدولية للإخوان المسلمين، تضم شخصيات رسمية وفكرية ككيان رسمي للتحدث باسم الإخوان للتواصل مع الدول الكبرى والمؤثرة وذات العلاقة، حسب خريطة العلاقات وتقديرات المواقف السياسية، مستثمرين في الفرصة العالمية الكبرى لقوانين العالم الجديد متعدد الأقطاب وتحالفات الملفات الجيواستراتجية، واسع المرونة سريع الحركة، الذي يوفر مساحات فراغ متعددة لحركات الإصلاح وتيارات المعارضة للتحرك والاستثمار فيها لتحقيق أهدافها.
الرهان الثالث: الرهان الوهمي والمخالف لعقيدة التوحيد والإيمان والعمل بمقتضى تكليف المسلم، ولا سيما الدعاة والإصلاحيون، بالعمل المتكرر المتجدد، والخروج عن ذلك بالصبر وانتظار التدخل الإلهي وحلول السماء.
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي
"عربي21"