توفي عن عمر يناهز 81 عاماً
السبت - 23 ذو القعدة 1442 هـ - 03 يوليو 2021 مـ رقم العدد [
15558]
القاهرة: منى أبو النصر
غيب الموت مدير التصوير السينمائي المصري رمسيس مرزوق، أمس الجمعة، عن عمر يناهز 81 عاماً، وصاحب خبر وفاته العديد من عبارات العزاء والرثاء لفقد أحد أبرز رواد فن التصوير السينمائي في مصر والعالم العربي.
واعتبرت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، أن بصماته ستبقى علامة بارزة في تاريخ الإبداع السينمائي، وقالت إنه «أحد رواد فن التصوير السينمائي المصري»، وأضافت في بيان نعيه أمس أنه «لُقب بفارس الظل والنور، حيث تميز برؤية فنية عبقرية برزت من خلال زوايا التصوير التي كانت مفتاح سر نجاح الكثير من أعماله».
وحصل رمسيس مرزوق، مواليد 1940، على بكالوريوس الفنون التطبيقية قسم تصوير من جامعة حلوان في مصر عام 1959، وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون تخصص تصوير 1963، كما حصل على شهادة الدكتوراه في الإخراج السينمائي من جامعة السوربون بباريس عام 1983.
وبجانب تميز مرزوق في التصوير السينمائي، برع كذلك في التصوير الفوتوغرافي، وقدم تكوينات ساحرة عبر استخدام الضوء، حيث لقبه كثيرون بـ«ساحر الضوء» من فرط توظيفه للضوء للتعبير به درامياً.
وعمل مرزوق مع عدد من كبار المخرجين منهم يوسف شاهين، ورضوان الكاشف، وشريف عرفة وغيرهم، تاركاً رصيداً كبيراً من الأعمال الفنية بين السينما والتلفزيون التي يصل عددها إلى 70 عملاً، أبرزها «عصافير النيل»، «الريس عمر حرب»، «قبلات مسروقة»، «هي فوضى»، «إسكندرية: نيويورك»، «المهاجر»، «إسكندرية كمان وكمان»، «البحث عن توت عنخ آمون»، «معالي الوزير»، «مرسيدس»، «سرقات صيفية»، «شحاتين ونبلاء»، «الطاووس»، «حين ميسرة»، و«توت توت»، و«الصعود إلى الهاوية».
ودون أصدقاء وتلاميذ الراحل رمسيس مرزوق كلمات في وداعه لعل من أبرز تلك الكلمات كلمة المصور المصري سعيد الشيمي، الذي كتب عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، «رمسيس مرزوق قديس التصوير كما كنت أحب أن أقول له... ليس هذا الاسم واللقب من فراغ بل هو فعلاً قديس بل راهب في فنه الرفيع، ويمكن كذلك أن أقول متصوف في محراب التصوير، وداعاً يا صديق العمر... وداعاً حتى نلتقي».
ونعت نقابة المهن السينمائية مدير التصوير رمسيس مرزوق، ووصفته بأنه «أحد أهم رواد التصوير السينمائي بمصر والوطن العربي».
الناقد الفني المصري خالد محمود، يقول إن رمسيس مرزوق هو رائد الصورة التعبيرية السينمائية في العالم العربي على مدار نصف قرن، ويدعو في حديثه لـ«الشرق الأوسط» لتدريس الصورة السينمائية لرمسيس مرزوق، بما في ذلك استخدامه للضوء والظلال والتكوينات وغيرها من العناصر الفنية في معاهد السينما، وللأجيال الجديدة من السينمائيين.
ويضيف محمود: «الحالة الدرامية في صورة رمسيس مرزوق حالة ثرية جداً، فقد كان سابقاً لعصره، وكان يُمثل الرؤية العالمية للفيلم في السينما المصرية، فكثير من الأفلام التي شارك بها كانت الصورة فيها هي البطل الرئيسي للفيلم، حتى أن صورته كانت تعطي إيحاءات فنية كبيرة للمخرجين الذين عمل معهم، كما أن كثيراً من النجوم كانوا يثقون لوجود اسم رمسيس مرزوق في الفيلم، مثل نور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي».
ويلفت الناقد خالد محمود إلى أن الخيال الخصب لرمسيس مرزوق جعله من القلائل في مجال التصوير السينمائي القادرين على تعميق المشاهد، وتوظيف الإضاءة درامياً، وانتقاء مفردات كادراته.
مصر