المجاهد الصنديد الذي لا يخشى الموت
القسام-خاص:
كم أنتم عظماء أيها الراحلون، يغبطكم الناس على كثير، كيف لا؟ وقد اصطفاكم الله إلى جواره من بين جموع الخلائق وستساقون بعدها بإذن الله إلى الجنان التي وعدتم بها، بعد أن محيت ذنوبكم مع أول قطرة تخضب طهر أرض فلسطين، فهنيئاً لكم ما ظفرتم به أيها الأبطال.
الميلاد والنشأة
مع تراتيل الصباح الندية، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومع صليات الحجارة التي قذفها أطفال الانتفاضة في وجه جنود الاحتلال، كان حي الشجاعية المقاوم على موعد مع ميلاد قسامي جديد.
ففي يوم 12-8-1987م، طل وجه شهيدنا الباسم على الدنيا، فطاف الفرح بيته، وارتسمت البهجة على قلوب الأهل والمحبين، بعدها شب عوده على جب الجهاد والاستشهاد، سماع سير القادة العظام.
كان نائل باراً بوالديه وأفراد أسرته يلبي لهم ما يحتاجونه من مستلزمات، وكان حنوناً عليهم، سخي كريم بقدر استطاعته، الشجاعة طبعه والجدية شيمته، الحاني على زوجه وأبنائه.
تعليمه وعمله
تلقى شهيدنا القسامي نائل تعليمه الابتدائي في مدرسة الشجاعية للاجئين ومدرسة الهاشمية، وأكمل دراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة عمر بن عبد العزيز، وخلال تلك الفترة كان شهيدنا أحد أفراد الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
أكمل شهيدنا القسامي دراسة الثانوية العامة في مدرسة جمال عبد الناصر وأنهى الثانوية العامة، بعدها عمل في الأمن الداخل التابع لوزارة الداخلية، وكان في أوقات فراغه يعمل مع والده في مصنع لإنتاج الطوب، وكان يشارك والده في توفير مصاريف البيت.
في ركب الدعوة والجهاد
في مسجد الشهيد محمود أبو هين، التزم شهيدنا نائل منذ نعومة أظفاره، وهناك تعرف على أبناء المسجد وانخرط معهم للعمل والمشاركة في الفعاليات التي تقام بداخل المسجد.
بعدها التحق شهيدنا القسامي نائل في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبايع جماعة الإخوان المسلمين عام 2007م، كما شارك في الأنشطة الدعوية والمسجدية والفعاليات التي أقامتها الحركة وكان يتقدم الصفوف دوماً.
من ذاق طعم الدعوة تاق الوصول لشهد الجهاد، فعمل شهيدنا جاهداً للالتحاق في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكان له ما أراد عام 2004م، وبعدها خاض العديد من الدورات العسكرية القسامية التي تؤهله لأن يكون مقاتلاً فاعلاً في الميدان ويثخن في أعداء الله.
شارك شهيدنا في العديد من المهام القسامية والرباط على الثغور، وشارك في حفر الأنفاق القسامية وتعرض لعدد من الإصابات خلال عمله في الأنفاق، كما شارك في معركتي الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول، وشارك في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية شرق حي الشجاعية.
على موعد
27-7-2014م، كان شهيدنا القسامي نائل ورفاق دربه الشهداء "شريف قنوع" و"حسن السرساوي"، على موعد مع الشهادة، بعد استهداف الطيران الحربي الصهيوني للمنزل الذي تحصنوا فيه، بعد خوضهم اشتباك مسلح شرس مع قوات الاحتلال في منطقة (القبة) شرق الشجاعية، وعند انتشالهم كانت رائحة المسك تفوح من المكان، كأن السعادة التي ارتسمت على محيّاه قبل استشهاده كانت رؤياه.
ليمضي إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً.